نيودلهي – عواصم – – وكالات
أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الإثنين أن بلاده مصممة على ضرب تنظيم داعش الذي «يهددنا ويقتل أطفالنا»، وقال هولاند في تصريح صحافي في نيودلهي «لن نسمح لهم أن يؤثروا فينا»، مؤكدا التصميم على «ضرب هذا التنظيم الذي يهددنا ويقتل أطفالنا بشكل أكبر» كما أكد الرئيس الفرنسي أن أي تهديد «لن يخيف» بلاده، تعليقا على شريط فيديو لتنظيم داعش نشر خلال الساعات الفائتة على الإنترنت وتضمن تعريفا عمن قال أنهم منفذو اعتداءات 13 نوفمبر في باريس.
وقال هولاند لصحافيين على هامش زيارة رسمية إلى نيودلهي «لن يخيفنا شئ، لا يمكن لأي تهديد أن يزرع الشك لدى فرنسا حول ما عليها فعله في المعركة ضد الإرهاب»
محاولات سابقة
من جانبه قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن عدة هجمات مشابهة لهجوم الثالث عشر من نوفمبر الإرهابي في باريس قد تم إحباطها في السنوات الأخيرة.
وقال كازنوف إنه تم إحباط ومنع 11 هجوما كتلك التي وقعت في 13 نوفمبر في العام 2015 وحده.
وأوضح كازنوف خلال حديثه للتلفزيون الفرنسي إن أحدهم «هدد بالهجوم على حفل في قاعة للحفلات. وهدد آخرون بهجمات ضد الشعب الفرنسي مع سقوط عدد ضخم من الضحايا في الشوارع والمدن». واستهدفت هجمات 13 نوفمبر قاعة للموسيقى وحانات ومطاعم وملعب لكرة القدم في العاصمة باريس ومنطقة سانت دينيس، ما أسفر عن مقتل 130 شخصا. ونفذ الهجمات ثلاث مجموعات إسلامية متطرفة.
واشار كازنوف إلى أن «جماعات مماثلة» كانت تقف وراء الهجمات التي تم احباطها.
وتبنى تنظيم داعش هجمات باريس، بسبب مشاركة فرنسا في الحرب ضد التنظيم في العراق وسورية.
ولم يدل كازنوف بمعلومات إضافية في المقابلة التي أجرتها معه قناة «فرانس 5» والتي ركز فيها على ضرورة تمديد حالة الطوارئ المفروضة حاليا والتي تنتهي في 26 فبراير.
وتريد الحكومة تمديد حالة الطوارئ المثيرة للجدل ثلاثة أشهر إضافية.
وقال وزير الداخلية الفرنسي إن هناك حاجة لتمديد حالة الطوارئ السارية في فرنسا في ضوء التهديد الأمني الحالي ولكنه قال إنها لن تستمر للأبد. وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في 22 يناير، أنه سيطلب من البرلمان أن يمدد لمدة ثلاثة أشهر حالة الطوارئ التي أُعلنت بعد هجمات باريس الأخيرة وخلفت 130 قتيلا مما أثار نقاشا بشأن الحريات المدنية. وكان من المقرر أن تنتهي إجراءات الطوارئ في 26 فبراير وتعطى هذه الإجراءات سلطات أكبر للسلطات لوضع الناس رهن الاعتقال المنزلي وشن مداهمات دون إذن قضائي. وقال كازنوف لمحطة فرانس 5 التلفزيونية «ما دمنا نرى أن هناك تهديدا «إرهابيا» وشيكا سنحتاج حالة الطوارئ. «أتعشم أن تستمر حالة الطوارئ أقصر مدة ممكنة ولكنها في نفس الوقت ستظل مطبقة لفترة طويلة بما يكفى لضمان حماية الشعب الفرنسي». وسينظر مجلس الدولة وهو أعلى محكمة إدارية في فرنسا يوم الثلاثاء طلبا من رابطة حقوق الإنسان لإنهاء حالة الطوارئ.
الهدف القادم
من جانبها قالت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية أن تنظيم داعش بدأ وكأنه يشير إلى الهدف القادم له، وذلك في التسجيل الذي نشره أمس، الأحد، عن عملياته الإرهابية في باريس في نوفمبر الفائت. وقال محلل الإرهاب بالشبكة الأمريكية، باول كروكشانك، أن داعش أشار على ما يبدو إلى أن الهدف القادم سيكون بريطانيا. حيث عرض التسجيل لقطات لرئيس حكومة بريطانيا ديفيد كاميرون والتصويت في مجلس العموم البريطاني العام الفائت، والذي وافقت فيه المملكة المتحدة على الانضمام للتحالف الدولي الذي يحارب داعش ويقوم بتوجيه ضربات جوية له في سوريا.
وكان كروكشانك قد سبق وقال العام الفائت أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها أجهزة الأمن الأوروبية تشير إلى أن داعش كان يخطط لاستهداف بريطانيا في متابعة لعملية باريس، مستشهدا بمسؤول رفيع المستوى في محاربة الإرهاب. وتشير المعلومات إلى أن مقاتلي داعش من البريطانيين قد أوكل إليهم كبار عملاء التنظيم مهمة العودة إلى بلدهم وتنفيذ هجوم.
يذكر أن تنظيم داعش اصدر يوم أمس الأول الأحد، شريطاً مصوراً يظهر 9 من عناصره قال إنهم نفذوا هجمات باريس في نوفمبر الفائت، والتي راح ضحيتها 130 شخصاً. ويظهر الشريط الذي يحمل عنوان «اقتلوهم حيث ثقفتموهم» العناصر الإجرامية وهم يقومون بأعمال عنيفة أو تدريبات ويتحدثون باللغة الفرنسية.
وقتل منفذو هجمات باريس جميعهم أثناء أو في أعقاب الهجمات.
ووفقا للشريط المصور فإن منفذي الهجمات، 4 بلجيكيين و3 فرنسيين وعراقيان، ارتكبوا أيضا فظائع في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سورية من بينها قطع رؤوس أسرى أو إطلاق النار على رؤوس أسرى أثناء ركوعهم. ولم يتسن على الفور التأكد من صدقية التسجيل المصور.
كما يتضمن الشريط المصور مشاهد من هجمات باريس والعمليات الأمنية التي نفَّذتها القوات الخاصة الفرنسية إثر الهجمات. وهدد داعش خلال الشريط المصور بمهاجمة بريطانيا ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
ضحية
وقال فابيان ندومو محامي عائلة حسناء آيت بو لحسن، قريبة عبد الحميد أبا عود العقل المدبر لهجمات باريس الدموية، والتي قتلت معه خلال عملية مداهمة الشرطة الفرنسية لشقة كان يتحصن فيها بسان دونى، خلال حديثه لإذاعة «فرانس تي في إينفو» الفرنسية: «إن حسناء لم تكن مجرمة وقتلت عشوائيا»، حيث رفع دعوى قضائية في فرنسا بتهمة القتل ضد مجهول. وقالت الدعوة القضائية التي تقدم بها محامي عائلة حسناء بو لحسن، «حسناء بو لحسن توفت في أعقاب عمل إرهابي هز فرنسا، وهي تعتبر ضحية مثل غيرها من الضحايا فهي توفت في أحداث مطاردة لإرهابيين، ولم تقم بأعمال إرهابية أو متورطة في قضايا مماثلة، وطالب في دعوته بالقصاص من المتهمين بقتلها». وأوضح المحامي فابيان ندومو، أن الضحية حسناء كانت في العقار بعد غصب ابن عمها عليها عبد الحميد أبا عود، والذي هددها إن لم ترافقه إلى هذا العقار سوف يقتل أسرتها أمامها، وسيصطحبها رغما عنها، بالقوة».