واشنطن –
وصفت صحيفة الموندو الفرنسية المرشح الجمهوري المحتمل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإيطالية الأسبق سيلفيو برلسكوني بأنهما توأم متماثل كلاهما غنى وأناني كما أن كلاهما لديه هوس للقفز للحياة السياسية، وكلاهما لديه إسلاموفوبيا وكلاهما لديه هاجس للشهرة والظهور في التليفزيون.
وقالت الموندو أن كلا منهما يقول دائما «لا أحتاج للسلطة، فأنا لدي منازل في جميع أنحاء العالم، والسفن الكبيرة والطائرات الجميلة، وزوجة جميلة، وعائلة جميلة»، وبرلسكوني فجر قبل بضع سنوات بشأن قراره للدخول في الساحة السياسية، وقال « أنا يسوع المسيح في السياسة. «وأضاف في مناسبة أخرى، «أنا ضحية مريض، وأنا أضحي بنفسى من أجل الجميع»
كما سخرت صحيفة “واشنطن بوست”، من تصريحات المرشح الرئاسي الأمريكي “دونالد ترامب”، وهو الذي دعا إلى منع دخول المسلمين إلى أمريكا.
وذكرت الصحيفة أن معظم المرشحين للرئاسة يحاولون أن يكونوا حذرين في تصريحاتهم، ولكن في حالة دونالد ترامب، الأمور مختلفة تمام.
ونشرت الصحيفة تصريحات ترامب الأكثر غرابة، ومنها وعده ببناء سور على الحدود مع المكسيك لمنع الهجرة وأطلقت عليه “سور ترمب العظيم“.
وقالت ساخرةً: “يعتقد ترامب أن جميع تكاليف بناء الجدار يجب أن تتكفل بها المكسيك. وإذا رفضت أن تفعل ذلك، فإنها ستغضب الملياردير. لذلك، من بين العقوبات المحتملة التي قد يفرضها ترامب على المكسيك الحد من المساعدات الخارجية، وإلغاء تأشيرات الدخول لرجال الأعمال المكسيكيين والدبلوماسيين، وتجميد التحويلات المالية، وزيادة رسوم التأشيرة وتشديد الرقابة الحدودية في الموانئ”.
ولفتت إلى تصريحاته بشأن منع دخول الأجانب المسلمين مؤقتا واستثنى منهم ثلاث فئات من الناس: “كبار المسؤولين ورجال الأعمال والرياضيين”!
وأشارت إلى قوله إنه يجب طرد 11 مليون مهاجر غير شرعي من الولايات المتحدة.
وقوله: إنه يؤيد تدفق العمال المهاجرين إلى البلاد، ووفقا لتصريحات لترامب، “أنهم هم من سيجمع العنب”. كما سخرت من تصريحاته بشأن اعتزامه تحسين العلاقات مع الزعيم الصيني شي جين بينغ: “وبدلا من إقامة حفلات العشاء له، أنا فقط سأشتري له الهامبرغر”، كما قال.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد صرح بأن ترامب غير مؤهل لقيادة الولايات المتحدة.
اختبار
لا تساور دونالد ترامب أبدا أي شكوك. لا في نفسه، ولا في استطلاعات الرأي. غير أن رجل الأعمال الثري الطامح لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بات يواجه الآن اختبارا لم يسبق أن خضع له من قبل، وهو صناديق الاقتراع.
حين أعلن الملياردير البالغ من العمر 69 عاما عند إطلاق ترشيحه في 16 يونيو 2015 من «برج ترامب» في نيويورك أن «الحلم الأمريكي مات... بلادنا بحاجة إلى زعيم عظيم حقيقي»، وجده الكثيرون طريفا وتلقوا هذا التصريح بابتسامات استهزاء.
وبعد ستة أشهر، مع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية، لم يعد احد يستخف بالمرشح الذي يشار إليه باسمه الأول «دونالد»، والذي أثار مفاجأة كبرى باستئثاره بالأضواء في المعسكر الجمهوري.
ويرى عدد متزايد من المحللين أنه من المحتمل أن يفوز في الانتخابات التمهيدية ويحصل على تمثيل الحزب الجمهوري ليخوض الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر في مواجهة هيلاري كلينتون التي يرجح أن تمثل الحزب الديموقراطي.
وباغت اكتساح رجل الأعمال الثري الساحة الجمهورية، «واضعي استراتيجية» الحزب وكبار أساتذة العلوم السياسية الذين يسعون لفهم العوامل خلف ظاهرة «ترامب».
وكان حاكم تكساس السابق ريك بيري الذي انسحب في وقت مبكر من السباق وصف المرشح الجمهوري الأبرز بانه «مزيج سام من الديماغوجية والخساسة والهراء». لكن لا بد من الاعتراف بان هذا المزيج المدهش يأتي حتى الآن بنتيجة ملفتة في الحملة الانتخابية.
خطاب شعبوي
ويثير دونالد ترامب حماسة الجماهير بنمطه الخطابي الخاص، حيث يطلق الهجمات والاستفزازات رافعا سبابته في الهواء ليتوعد أو يؤكد على نقطة ما، وقد وجد أسلوبا يتفرد به ونبرة لا تشبه سواها.
وهو يطرح نفسه في موقع الداعي إلى الحس المنطقي، منددا بمراعاة «اللباقة السياسية» التي هي بنظره السبب خلف كل مشكلات أمريكا .
وهو يتبنى خطا شعبويا واستفزازيا، مخاطبا شريحة من الأمريكيين قلقة على مستقبلها، تنظر إلى واشنطن بريبة، والى نخب الحزب الجمهوري بغضب إذ تتهمها بالابتعاد عن القاعدة والسعي فقط لتحسين علاقاتها مع حفنة من الممولين الأثرياء.
ويحمل دونالد ترامب في تغريداته على جميع «الفاشلين» من مندوبين وصحافيين ومواطنين عاديين، الذين يشككون في فوزه الجلي في الانتخابات. وفي المناظرات التلفزيونية، يسخر من خصومه المتخلفين في استطلاعات الرأي، وقد اعلن في سبتمبر أن «راند بول لا ينبغي حتى أن يكون على هذه المنصة، فهو لا يحظى سوى بـ1%» في استطلاعات الرأي.
وحين ترتفع أصوات لانتقاد عدم امتلاكه برنامجا فعليا، أو لاتهامه بطرح اقتراحات فارغة، لا يعيرها أي اهتمام، شاهرا نتائج استطلاعات الرأي مثل راية يتفوق بها على خصومه، ومرددا يوما بعد يوم العبارة ذاتها: «أرقام ممتازة، شكرا».
ثقة مفرطة
لكن في حال هزم في اللقاء الانتخابي الأول وهو «مجلس الناخبين» (كوكوس) في ولاية أيوا، كيف سيكون رد فعله؟ ما الذي سيتبقى من خطاب يمكن تلخيصه بالقول «إننا في الطليعة، والباقي مجرد كلام»؟
يرى الصحافي في «نيويورك تايمز» فرانك بروني أن «لا صورته ولا حسه بذاته يتركان أي مجال لمرتبة ثانية» معتبرا أن «سباقه للرئاسة مبني برمته على الثقة المفرطة والمغالاة».
وهو يؤكد أن هزيمته عند أول عقبة في أيوا «ستدمر طبعته الخاصة من أساسها».
وتكمن إحدى نقاط قوة ترامب في انه لم ينشط سابقا في السياسة، خلافا لخصومه الرئيسيين، باستثناء جراح الاعصاب بين كارسون.
وحين أورد تيد كروز خلال المناظرة الأخيرة احتمال اتخاذه نائبا له في حال فوزه بالرئاسة، رد ترامب ساخرا «إذا لم تجر الأمور على ما يرام (بالنسبة للرئاسة)، اعتقد أنني سأعود إلى عقاراتي».
ويبقى سؤال شائك مطروحا على الجمهوريين الذين تتركز مخاوفهم على بقاء الديموقراطيين في البيت الأبيض لولاية ثالثة: فهل يمكن لهذا المرشح الخارج عن التصنيفات الاعتيادية الفوز أمام مرشح ديموقراطي؟
ورد نايت سيلفر خبير الإحصاءات الانتخابية الأمريكي أن هذا الاحتمال مستبعد للوهلة الأولي.
وأوضح على موقع «فايف ثيرتي ايت» الذي أنشأه أن «ترامب سينطلق عندها بنقطة ضعف هائلة: فمعظم الأمريكيين لا يحبونه بكل بساطة» مضيفا «هناك العديد من المرشحين الذين يفتقرون إلى الشعبية هذه السنة، لكن ترامب هو الأقل شعبية بينهم جميعا».
واظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «بيو سنتر» مؤخرا أن 52% من الناخبين يرون أن ترامب سيكون رئيسا «سيئا» أو «رديئا»، في حصيلة هي الأكثر تدنيا بين جميع المرشحين المتنافسين.
وتحمل هذه الأرقام على التساؤل عما سيكون موقف الملياردير في حال هزم في الانتخابات التمهيدية. فهل يقرر الترشح كمستقل؟ أم يختار تأييد المرشح الجمهوري؟ يبقى هذا السؤال مفتوحا على جميع الاحتمالات، ما لا يساهم في طمأنة الحزب الجمهوري شديد التخوف.