ماء الطل

مسقط – حارث الوهيبي-تصوير – طالب الوهيبي
في المناطق القريبة في البادية كانوا يحفرون الابار لاستخراج المياه منها ويسقون انعامهم ويشربون منها ايضا، فقد كان سكان البادية يحفرون الارض ويستخرجوا الماء من باطنه وخصيصا اذا وجدوا الماء تحت الارض بمسافة 20 او 40 مترا فكانوا ينشرون الخبر فيما بينهم بان شخصا قد حفر البئر فيقوم سكان البادية بالارتحال اليه.
يقول الشيخ حميد بن محمد بن رميدان الحجري: هناك أناس يعيشون في الصحاري وبين الرمال وفي أماكن بعيد جدا ولا توجد عندهم مياه ويكون من الصعوبة عليهم الارتحال إلى الاماكن التي يوجد فيها آبار المياه وتكون المسافة بعيدة جدا عن مساكنهم فكانوا يحملون المياه في جرب والتي تكون من جلود الاغنام ويجمعوا الماء فيها تكفيهم لمدة شهر او شهر ونصف وكانوا يحملونها بجرب على ظهور الابل بعد ان يذهبوا الى البئر ويأخذون حاجتهم من المياه وربما تكون المسافة من مسكنهم الى البئر مدة ٤ او ٥ ايام.
والجربة تصنع من الجلد والسعن ايضا وهو اصغر من الجربة ويستخدم السعن داخل البيت، وكان بعض سكان البادية يقومون بدفن الجربة تحت الارض لكي لا يتغيير طعم الماء ويحافظ على جودته.
اما بعض سكان البادية الذين لا يجدون الماء كان يشربون مياه من الطل او قطرات الندى وهي مياه عذبة والتي تتجمع على اغصان الاشجار فبعد ان يضعوا قطعة قماش تحت الاشجار ويقومون بهز الشجرة في الصباح الباكر سواء كانت شجرة الغاف او شجرة الارطا، وهذا على حسب البيئة التي تنبت فيها الشجرة فبعد ان يهزوا الشجرة ويسقط عليها الطل يأخذون القماش ويعصرونها لاستخراج المياه منها. وهكذا كان سكان البادية يستخرجون المياه.