الاحتلال الإسرائيلي ينكر تدخلاته في سوريا

الحدث الأحد ١٨/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٠٠ م
الاحتلال الإسرائيلي ينكر تدخلاته في سوريا

القدس المحتلة – ش
أكد رئيس هيئة الاركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت على أنه لم يطرأ أي تغير على سياسة الجيش بشأن الحرب الدائرة في سوريا .
ونقل راديو صوت إسرائيل اليوم (الأحد) عن ايزنكوت قوله إن إسرائيل ليست ضالعة ولا تقدم المساعدة لجبهة النصرة ومستمرة في ضمان أمن وسلامة سكان القرى الدرزية في الجانب السوري من هضبة الجولان.
وفي السياق؛ كشف مصدر عسكري إسرائيلي كبير أن إسرائيل لا ترغب في التصعيد مع سوريا، وفقا لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية .
وكان الجيش الإسرائيلي قد نفي التقارير الواردة من سوريا حول قيام طائرات من سلاح الجو بقصف مواقع للجيش السوري في منطقة القنيطرة ردا على استمرار الاعتداءات الصاروخية المنطلقه من سوريا على الاراضي الاسرائيلية.
وعلى عكس التصريحات السابقة؛ ذكرت مصادر إعلامية لـ RT بأن غارة إسرائيلية استهدفت موقعا لقوات الدفاع الوطني - فوج الجولان في ريف القنيطرة، تسببت بمقتل شخص وإصابة 5 آخرين بجروح.
من جهتها أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن إسرائيل قصفت موقعا في محيط بلدة خان أرنبة في ريف القنيطرة، متهمة تل أبيب بدعمها المباشر للتنظيمات الإرهابية التي ترتكب المجازر بحق الأهالي في ريف القنيطرة.

وأكدت الوكالة أن "مجموعات إرهابية تتبع في أغلبيتها لتنظيم "جبهة النصرة" المنتشرة في بعض مناطق ريف القنيطرة، تتلقى مختلف أنواع الدعم الاستخباراتي والتسليح من كيان الاحتلال الإسرائيلي". وجاء القصف بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه استخدم القبة الحديدية لأول مرة السبت في الجولان المحتل لإسقاط قذيفة أطلقت من سوريا.
الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في موقع "ويللا" الإخباري آفي يسسخاروف قال إن الجيش الإسرائيلي قد يغير سياسته المعهودة تجاه الوضع السائد في سوريا عقب إطلاق مجموعات من المعارضة السورية المسلحة بعض قذائف الهاون باتجاه هضبة الجولان في الأيام الأخيرة.
وأضاف أن التغير المتوقع في السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا قد يأتي رغم الحذر الذي أبداه الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة بعدم استهداف مواقع للمعارضة السورية المسلحة، مما يشير إلى إمكانية حدوث تغيير في الواقع الميداني على الحدود بين إسرائيل وسوريا.
وقال إن تقدير الموقف الخاص بالقيادة العسكرية الإسرائيلية ليس متأكدا من أن قذائف الهاون تم إطلاقها باتجاه إسرائيل عن قصد مسبق، بل نتيجة المواجهات الميدانية الدائرة بين النظام السوري والمعارضة المسلحة.
ومع ذلك، فقد أصدر الناطق العسكري الإسرائيلي قبل أيام تصريحا نادرا من نوعه يحمّل النظام السوري المسؤولية عن سقوط هذه القذائف، حتى لو كانت المعارضة المسلحة هي التي أطلقتها، مما قد يدفع الجيش الإسرائيلي إلى عدم إبداء أي تهاون في الرد على الجهات السورية المعارضة.
بينما أشار الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور إلى أن تبادل إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وجهات سورية مختلفة يشكل تغييرا في الواقع القائم خلال الحرب التي تشهدها الجارة الشمالية لإسرائيل طوال السنوات الخمس الماضية.
وأضاف أن إسرائيل تمتعت في السنوات الأخيرة بحرية عمل شبه كاملة لقواتها الجوية في أجواء سوريا، دون أن تتحمل في أي منها أي مسؤولية رسمية علنية، مع توفر رغبة لدى إسرائيل وسوريا معا في عدم تسخين الجبهة بينهما، لكن لا أحد يضمن ألا تتصاعد الأمور في ظل تواصل سقوط بعض قذائف الهاون على الجولان.
وأوضح أن سقوط بعض قذائف الهاون من الأراضي السورية إلى الإسرائيلية تكرر خلال السنوات الماضية، فقد شهد عام 2014 سقوط 69 حالة مشابهة، وفي عام 2015 سقطت 12 قذيفة، ومنذ بداية العام الجاري 2016 سقط 15 صاروخا.
وختم بالقول "رغم أن السياسة الإسرائيلية بعدم التساهل إزاء أي انتهاك سوري لسيادتها جراء تكرار مثل هذه الحوادث، فإن الوقائع على الأرض قد تأخذ الجانبين إلى مناطق لا يريدانها من التصعيد الميداني، مما يتطلب من إسرائيل إعادة تقييم سياستها العسكرية على حدودها الشمالية مع سوريا".
وعلى صعيد متصل؛ ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية صباح أمس الأحد أن "المعارك المتواصلة بين الجيش السوري والمسلحين شمال هضبة الجولان، أدّت في نهاية الأسبوع إلى توتر في الجانب الإسرائيلي من الحدود".
وأضاف الصحيفة أنه تم بالأمس تشغيل بطارية "القبة الحديدية" في الشمال، حيث قامت بإعتراض قذيفتين كان يبدو أنهما ستسقطان بالقرب من مستوطنات إسرائيلية.
وبحسب محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة عاموس هرئيل، فإن إطلاق النار المتواصل بدون توقف على مقربة من الحدود مع "إسرائيل" في هضبة الجولان، ينزلق بشكل يومي تقريبًا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبسبب الخشية من سقوط القذائف في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحديدًا في الجولان المحتمل، قال هرئيل أن "الجيش الإسرائيلي قرّر إسقاطها في الأجواء السورية"، لافتًا إلى أن "تداعيات الحرب السورية تظهر بشكل واضح جدًا في الجانب الإسرائيلي من الحدود".