أهالي قرية سوسيا يخوضون معركة الصمود على أرضهم المهددة بالمصادرة

الحدث الأحد ١٨/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٩ م

سوسيا (الضفة الغربية)- زكي خليل

يحرص اهالي قرية سوسيا المهددة بالهدم والواقعة جنوب الخليل، على عدم مغادرة القرية تحسبا من قيام المستوطنين المجاورين لاقتحامها والسيطرة على ارضها وتشريد السكان .
ففي عام 1986، سيطر جيش الاحتلال على القرية واعلن عنها إرثا يهوديا بادعاء العثور على كنيس فيها، علما انها تضم مسجدا اسلاميا قديما جدا على زمن الخليفة ابو بكر الصديق وفق ما افاد به الناشط نصر نواجعة الناطق الاعلامي باسم القرية.
واضاف نواجعة ل "الشبيبة"، ان سلطات الاحتلال هجرت سكان القرية بالقوة , جزء منهم رحل الى شمال الضفة الغربية مثل طوباس وجنين والاخر كان لديه امل بالعودة للقرية فتوجهوا لعائلات النواجعة وبعضهم عادوا الى اراضيهم الخاصة الذين يملكون الطابو العثماني.
وتابع :" بمجرد نقل الاحتلال عائلات يهودية من مستوطنة سوسيا الى القرية واسكانهم بدلا من السكان الاصليين، تلاشى الامل بعودتهم "، مضيفا ان المستوطنين رفضوا اقامة جدار حول المستوطنة لانهم يعتقدون ان حدودها مفتوحة ويعتزمون توسيعها على حساب اراضي سوسيا.
واشار الى انه في بداية الانتفاضة الثانية، مارس جيش الاحتلال ضغوطات كبيرة على السكان الموجودين لاخلاء القرية. وفي تموز 2001، وبعد فترة قصيرة على مقتل مستوطن من مستوطنة سوسيا، قامت قوات الاحتلال بطرد سكان القرية مجدّدًا ودون سابق انذار، حيث هدم الجنود خلالها ممتلكات السكان ودمروا المغر وسدّوا آبار المياه. وفي أعقاب التماس إلى المحكمة العليا الاسرائيلي قدّمه سكان القرية، أصدرت المحكمة في أيلول 2001، أمرًا مؤقتًا منع استمرار الهدم إلى حين البتّ في الالتماس .
ومضى يقول : في اعقاب قرار المحكمة حاولنا اصدار تراخيص للبناء مستندين على قوانين الاحتلال البريطاني والقوانين العثمانية والاردنية، الا انها رفضت بهدف تفريغ السكان من ارضهم.
واكد ان جمعية "رجابيم" الاستيطانية، قدمت التماسا ادعت فيه ان بيوت القرية اقيمت بدون ترخيص ولذلك يجب على "الادارة المدنية" الاسرائيلية هدمها. فاصدرت المحكمة الاسرائيلية اوامر بازالة القرية خلال 3 ايام فتوجهنا عبر مؤسسات حقوقية اسرائيلية للمحكمة مرة اخرى والتي بدورها جمدت قرار الازالة وطلبت منا اعداد مخطط هيكلي للقرية وبعد تقديمها للجنة اسرائيلية في مقر الحكم العسكري ببيت ايل تم رفضها.
ويتابع : في عام 2015 باشرنا بحملة دولية خاضتها مؤسسات حقوق انسان اسرائيلية وفلسطينية ووزارة الخارجية الفلسطينية وتوجهنا برسائل للعالم وتم تحذير اسرائيل من هدم القرية خاصة بعد زيارة القناصل الاجانب لها، الا ان الاسرائيليين اعادوا التفكير بعملية الهدم .
وفي السنوات الأخيرة عرضت الادارة المدنية الاسرائيلية على سكان القرية، الانتقال الى منطقة محاذية للمنطقة " أ" بالقرب من بلدة يطا، لكنهم رفضوا العرض. وفي المقابل يضغط سكان المستوطنة المجاورة "سوسيا" على الادارة المدنية لتطبيق اوامر الهدم ضد القرية الفلسطينية.
وقال انه خلال النقاشات والمفاوضات مع الاسرائيليين التي بدات بداية عام 2016، كنا نضع المسؤولين الاوروبيين والدوليين في تفاصيلها. وجرت بعد عيد الفطر الماضي جلسة مفاوضات واعلن ان وزير جيش الاحتلال الجديد افيغدور ليبرمان انه هو من سيتولى ملف قرية سوسيا وعندها ادركنا بنية اسرائيل هدم القرية، فتم تفعيل الحملة الدولية من جديد في عدة بلدان اجنبية.
واشار الى ان قوات الاحتلال ستقدم رأيها خلال ثلاثة شهور حول قرية سوسيا للمحكمة العليا، مضيفا ان ليبرمان زار مؤخرا مستوطنة سوسيا لافتتاح العام الدراسي وفي المقابل جرى من جانبنا تسليط الضوء عبر قصص صحفية حول مخاطر توجه طلاب القرية الى مدارسهم.
وبين ان القصص الصحفية اظهرت كيف ان الطالب في المستوطنة يعيش برفاهية ويتوجه الى مدرسته من خلال حافلة تقله من منزله، بينما على بعد مئة متر من المستوطنة حيث يعيش طلاب قرية سوسيا، يتعرضون للاعتداءات من قبل المستوطنين.
وتوجد في سوسيا مدرسة تضم طلابا من الصف الاول وحتى الثامن وتلقت المدرسة اوامر هدم اضافة الى الوحدة الصحية فيها وكذلك لابار المياه .
وقال ان اهالي القرية قاموا بتعبيد الطريق الموصل الى المدرسة بواقع كيلو متر واحد، الا ان قوات جيش الاحتلال صادروا الاليات التي استخدمت بادعاء ان الاعمال الانشائية جرت في منطقة "ج" بدون ترخيص.
يذكر ان الادارة الاميركية حذرت اسرائيل من هدم قرية سوسيا وان مسؤولين اميركيين كبار اكدوا مؤخرا امام مسؤولين في ديوان نتنياهو، بأن الولايات المتحدة سترد بشكل شديد اذا قامت اسرائيل بهدم القرية.
وقال المسؤولون الاسرائيليون ان رسائل مشابهة وصلت من الاتحاد الاوروبي والحكومة البريطانية وجهات دولية اخرى. ونقل دبلوماسيون بريطانيون الى ديوان نتنياهو ووزارة الخارجية الاسرائيلية، رسائل جاء فيها، أن هدم القرية سيصعب على لندن مواصلة مساعدة اسرائيل في المنتديات الدولية. واضافت المصادر الاسرائيلية انه تم تفعيل الضغط الدولي في هذه المسألة بعد توجه السلطة الفلسطينية الى الولايات المتحدة وعدة دول اخرى في الغرب . واكدت ان اسرائيل تنوي هدم القرية خلال الأسابيع القريبة.
وحسب المسؤولين الاسرائيليين، فقد اوضح ديوان نتنياهو للاميركيين والاوروبيين عدم وجود خطة في المرحلة الحالية لهدم القرية، وان اسرائيل ستعمل وفقا لقرار المحكمة العليا التي تناقش التماسا في هذا الشأن