دبلوماسي تونسي يدعو للاستفادة من تجربة السلطنة

الحدث الأحد ١٨/سبتمبر/٢٠١٦ ٠٥:٠٢ ص
دبلوماسي تونسي يدعو للاستفادة من تجربة السلطنة

القاهرة – خالد البحيري
أثنى وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي على الجهود التي تبذلها الدبلوماسية العمانية من أجل حلحلة القضايا العالقة بالشرق الأوسط، ودعا الدبلوماسيين العرب إلى أن يدرسوا السياسة الخارجية للسلطنة من أجل الاستفادة منها، والسير على منوالها، والتعاطي بمنتهي الحكمة مع الأمور بعيدا عن التهوين أو التهويل، واستقراء المستقبل بعين الخبرة، والعمل على لم الشمل العربي وتجاوز الأزمات العربية-العربية.

إشادة بالسلطنة
وقال في حوار حصري مع "الشبيبة" من مقر جامعة الدول العربية، حيث تترأس تونس الدورة 146 لمجلس الجامعة: يشعر كل التونسيون بالامتنان للسياسة الحكيمة التي ينتهجها جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله ورعاه، وحرصه الدائم على المصلحة العامة للأمة العربية، وتنحية الخلاف والشقاق جانبا.
وتابع: الشعب التونسي فخور بالمسار الديمقراطي الذي سعي إليه وحصل عليه بإرادته الحرة، ولكن تونس ليس لديها أي نية نحو تصدير تجربتها إلى دول الجوار، فكل دولة لها خصوصياتها.
وحول رؤيته للسلطنة، أشاد بدورها المتميز والبنّاء حيال القضايا العربية، وذلك "بانتهاج الدبلوماسية الراقية والهادئة، ونحن كشعوب عربية لدينا تقدير عميق لهذا التوجه، ونتمنى أن تحذو كل الدول العربية حذو مسقط وتنتهج طريقتها في التعامل مع القضايا المختلفة، وأن تأخذ من حكمة السلطنة ورؤيتها الواضحة، ومن حنكة وحكمة صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه، لتتمكن من فض النزاعات، والعودة إلى منطقة مستقرة تنعم بالتنمية والسلام".
وبشأن الدور التونسي قال الجهيناوي: تونس دولة تحمل فكر ورؤية لحل الأزمات العربية عن طريق تقديم الحلول الوسط للنزاعات وتقديم الرؤية السليمة والأفكار البناءة، والتركيز على أهمية الحوار وتبادل الأفكار وطرح وجهات النظر وعدم التشبث بالرأي لأنه قد يحمل الخطأ والصواب، ولدينا إيمان عميق بأن استخدام الفكر والعقل أهم من استخدام العنف والسلاح ولذلك ندفع في اتجاه التسوية السلمية، فتونس دولة غير نفطية ولا تملك من المال الكثير ولكنها تملك رؤية وفكر لحل النزاعات العربية، ومشاركتنا بالجامعة العربية لا يشترط أن تكون بالمال أو بقوة السلاح، وإنما بالأفكار وبالحلول الوسط التي ترضي كل الأطراف، وتدعم الدول العربية في كل المحافل الدولية والعربية والإقليمية لإيجاد حل لمشاكلها.

الرؤية التونسية
وتابع: تونس كانت دائما رائدة بتقديم الأفكار والحلول الدبلوماسية لأطراف النزاع العربي وخاصة في اليمن وسوريا، وأوضحنا للأشقاء العرب أن الحل يكمن في جلوس كل أطراف الصراع على طاولة المفاوضات بدعم عربي - عربي، وبإرادة عربية للخروج من المأزق بأقل الخسائر وتحت مظلة الجامعة العربية، والآن نقوم بالتنسيق مع مصر، وهناك لقاءات مستمرة مع السفير سامح شكري وزير الخارجية المصري بشأن تبادل وجهات النظر حول الملفات العربية، لإيجاد حل للمشاكل التي يعاني منها الوطن العربي، وذلك من منطلق تعزيز ودعم التعاون العربي المشترك وتدعم آلياته، والسعي إلى مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن القومي العربي .
وعن ملف القوة العربية المشتركة، أشار إلى أن هذا الملف محاط ببعض السرية، وهناك معلومات لا يجوز الإفصاح عنها حفاظا على خطورته، خاصة إذا كان يمس الأمن القومي العربي، لكن بالقمة العربية الماضية في نواكشوط تم تكليف الأمين العام للجامعة العربية من قبل القمة باستمرار البحث والدراسة في هذا الملف، ونعتقد أنه بالوقت المناسب ستعلن كل التفاصيل عن حجم ومكان القوات وكيفية استدعائها ودورها.

الجامعة العربية
وحول الدور المطلوب من جامعة الدول العربية، رأى أنه لا يمكن لأحد أن يلقي باللوم على الجامعة العربية، خاصة أنها ليست جهة تنفيذ ولكنها جهة إدانة وشجب، ومع ذلك فهي بكل قطاعاتها تتحرك نحو المساهمة في حل النزاعات العربية، وفي إيجاد تهدئة لمناطق التوتر، وتعمل على مساعدة اللاجئين، وتتحرك دوليا أيضا.
ولا شك أن كل المسؤولين يريدون دورا أكثر فاعلية وأكثر حضور للجامعة العربية، خاصة الأزمة السورية، وأن تكون الصوت العربي بجوار الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف نزيف الدماء في بلاد الشام، فالكل يتألم ويريد أن يشارك في الحل، ولكن هناك تحركات عربية أكبر خلال الفترة القادمة ستتخذ بشأن سوريا، فهناك قوانين دولية ومحكمة العدل الدولية، وهناك تحركات على مستويات أكثر ستتم خلال الأيام القادمة، ولن يظل العرب مكتوفي الأيدي حيال قضياهم.
وبسؤال الشبيبة له عن الأزمة اليمنية قال إن هناك إجماع على ضرورة دفع الأطراف اليمنية للرجوع إلى مائدة التفاوض والحوار، ونتقدم بالشكر للكويت بسبب الدور الذي قامت به في استضافة أطراف الأزمة اليمنية للتفاوض، ونتمنى أن تساعد المفاوضات في إنهاء المأساة التي يعيشها الشعب اليمني، ونريد أيضا من جامعة الدول العربية أن يكون لها دور أكثر وضوحا بهذا الملف، ومن جانبا في تونس ندعم الحوار والتفاوض وجلوس كل الأطراف إلى طاولة المفاوضات وترك العنف.
وأخيراً أكد الجهيناوي على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولي، وكل العرب مع الشعب الفلسطيني الشقيق في حربه مع الكيان الصهيوني، وضد الاستيطان، وضد الاعتقالات، وتونس تطالب مجلس الأمن والأمم المتحدة أن يقفوا بجانب الشعب الفلسطيني الأعزل، وأن تطبق القوانين الدولية على الكيان الصهيوني، ونطالب جامعة الدول العربية بالسعي إلى وقف الاستيطان، وعلى كل العرب أن يتحركوا ويقفوا في وجه إسرائيل.