غزة - علاء المشهراوي
واصلت الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، لليوم الثالث على التوالي، عمليات بحث واسعة عن منفذ عملية إطلاق النار وسط مدينة “تل أبيب”، الجمعة الفائتة، حيث تشتبه بشاب عربي من سكان “عرعرة” داخل اسرائيل. وأوضحت الإذاعة الاسرائيلية صباح أمس الأحد، أن أجهزة الامن الاسرائيلية قد دفعت بـ “تعزيزات عسكرية وأمنية جديدة” في أنحاء مختلفة باسرائيل، “لا سيما مدينة تل أبيب”، مؤكدة عدم إلقاء القبض على المنفذ حتى هذه اللحظة.
ولم تسفر عمليات البحث عن نشأت ملحم، منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب عن أية نتيجة، لكن تسود مدينة تل أبيب أجواء من القلق والخوف بعد تردد تقديرات بأن "نشأت ملحم" قد يقدم على اختطاف مواطنين اسرائيليين مما زاد التوتر والخوف لدى الاسرائيليين.
وركزت قوات كبيرة من الشرطة عمليات البحث بمنطقة شمال تل أبيب، والتي كان يعمل ملحم فيها و يعرفها جيدا. وفي ظل أجواء القلق والخوف، قال العديد من سكان تل أبيب إنهم يخشون من إرسال أولادهم إلى المدارس ورياض الأطفال، الأمر الذي دفع رئيس البلدية، رون خولدائي، إلى الإعلان مساء أمس الأول، أن من يشعر بالخوف والقلق بإمكانه ألا يرسل أولاده إلى المدارس.
ونقلت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي عن إحدى المواطنات الاسرائيليات قولها 'إنني أخشى من أن القاتل يختبئ في مكان ما ويعتزم القيام بعمل ما'. وقال خولدائي إن المؤسسات التعليمية في تل أبيب ستفتح أبوابها كالمعتاد اليوم وأنه سيتم تكثيف الحراسة ودوريات الشرطة والشرطة البلدية حول هذه المؤسسات.
ويشتبه نشأت ملحم (29 عاما) من قرية عارة في المثلث الشمالي بتنفيذ عملية إطلاق نار على رواد حانة في شارع ديزنغوف في قلب تل أبيب، مساء الجمعة الماضي، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة عشرة آخرين بجروح. كذلك تعتقد الشرطة أن هناك علاقة لملحم بمقتل سائق سيارة أجرة عربي، يدعى أمين مطاوع القريناوي، من اللد، بعد وقت قصير من عملية إطلاق النار.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن شوارع ومقاهي وحانات تل أبيب كانت شبه خالية خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي أعقاب عملية إطلاق النار. ويسهم في هذا الوضع عدم تمكن قوات الأمن من القبض على ملحم.
لكن قسما آخر من السكان أعلنوا أنهم سيرسلون أولادهم إلى المدارس 'رغم القلق' الذي يساورهم وذلك لأنهم مضطرين للذهاب إلى أعمالهم. وقالت مواطنة إنه 'لأسفي لا خيار أمامنا لأني وزوجي مضطران للذهاب إلى العمل. وتوجد مخاوف كثيرة بالطبع بعد حدث كهذا'.
كذلك يسود قلق وارتباك بين المعلمين الذي تلقوا تعليمات عبر بريدهم الالكتروني بشأن كيفية التصرف والجهات التي ينبغي أن يتوجهوا إليها في حال حدوث أي طارئ. وقالت إحدى المعلمات إنها لا تعرف كيف ستتصرف وماذا ستقول لتلاميذها ، كما يسود تخوف وقلق مشابه في المدن القريبة من تل أبيب، مثل رمات غان.
*-*
الاحتلال الإسرائيلي يقدم لائحة اتهام ضد قتلة دوابشة
سمحت الرقابة الإسرائيلية أمس الأحد، بالكشف عن هوية المتهم الرئيسي في جريمة حرق عائلة دوابشة نهاية تموز الفائت، وهو عميرام بن اوليئال (21 عاما)، ويسكن في القدس، حسب موقع "واللا" الاخباري العبري. وكانت نيابة الاحتلال قد تقدمت صباح أمس الاحد بلائحة اتهام بحق اوليئال ومستوطن "قاصر"، لكن دون أن يتم الإدلاء بتفاصيل حول ما تضمنته لائحة الاتهام.
وجاء في تفاصيل لوائح الاتهام أن عميرام أوليئيل (21 عامًا) وقاصر آخر قاما بمهاجمة منزلين في قرية دوما جنوب مدينة نابلس، وخطوا على أحد الجدران عبارات معادية للعرب، وأضرما النار فيهما، وأسفر الحريق عن مقتل الطفل الرضيع علي الدوابشة ووالديه، فيما أصيب أخوه أحمد، البالغ من العمر نحو 4 سنوات، بجراح بالغة لا يزال يتلقى العلاج على أثرها.
وفي أعقاب الجريمة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، عشرات المشتبهين، بينهم العديد من القاصرين، الضالعين في هذه الجريمة وغيرها من جرائم الإرهاب اليهودي خلال السنوات الأخيرة، وأسفرت التحقيقات عن اعتراف منفذي الجريمة وإعادة تمثيلها.
وقدمت النيابة العامة أمس الأحد، لوائح اتهام بحق منفذي الجريمة بتهم القتل العمد والشروع في القتل، وكذلك قدمت لوائح اتهام أخرى بحق آخرين قاموا بارتكاب جرائم أخرى ضد الفلسطينيين، وعرقلة مجريات التحقيق وإخفاء معلومات، والعضوية في تنظيم 'تدفيع الثمن'. وخلال التحقيقات، كشف المحققون ارتباط الإرهابيين بجرائم أخرى وقعت في السابق، منها إحراق كنيسة 'دور متسيون' في القدس، إلحاق أضرار بممتلكات لفلسطينيين في بيت صفافا وثقب عشرات إطارات السيارات في الحي، وكذلك إحراق سيارة في بلدة كفر ياسوف جنوب نابلس، والاعتداء على راعي غنم فلسطيني.