موسكو – طرابلس – – وكالات
تعرقل «حرب النفط» في ليبيا، والتنازل لإدارة المناطق النفطية، الحرب على الإرهاب؛ فرغم تراجع تنظيم داعش، وتلقيه ضربات موجعة في سرت، إلا أن الانقسام السياسي، وسعي كل طرف لبسط نفوذهِ، والصراع على النفط، يحول دون حسم المعركة ضد تنظيم داعش والقضاء عليه، بحسب ما رأت «كوميرسانت» الروسية في تحليل ترجمه موقع روسيا اليوم، أمس الجمعة.
انعطاف غير متوقع
وبحسب «كوميرسانت» فقد حدث انعطاف غير متوقع في الحرب الأهلية في ليبيا التي تدور على جبهات عديدة. إذ تمكنت قوات اللواء خليفة حفتر العاملة في شرق البلاد من السيطرة على أربعة موانئ لتصدير النفط – رأس لانوف، السدرة، مرسى البريقة، الزويتينة. ويتخوف الخبراء من أن يؤدي ذلك إلى تعميق الفوضى في ليبيا وتحويل اهتمام الحكومة الليبية المعترف بها دوليا عن محاربة «داعش» الذي لا يزال يسيطر على أجزاء من مدينة سرت. الولايات المتحدة والدول الرئيسة في الاتحاد الأوروبي طلبت من قوات حفتر وضع هذه الموانئ الواقعة بين مدينتي سرت وبنغازي التي يطلق عليها «الهلال النفطي» تحت سيطرة «السلطات الرسمية للبلاد».
وقد تمكنت قوات الجنرال حفتر منذ 11 سبتمبر الجاري من فرض سيطرتها على هذه الموانئ الكبيرة، دون مواجهة أي مقاومة تذكر، وتمكنت من طرد المجموعات المسلحة التي يطلق عليها اسم «حرس حماية المنشآت النفطية» الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز سراج. وقد دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا «الوحدات المسلحة كافة إلى مغادرة منطقة الموانئ النفطية من دون شروط مسبقة». ولكن لم ينفذ أحد هذه الدعوة.
ضربة لحكومة الوفاق
وبحسب رأي الخبراء، عقَّد الجنرال حفتر، الذي يعدُّ أحد القادة الميدانيين المؤثرين في ليبيا، بهذه الخطوة، الأوضاع في البلاد أكثر. فمنذ إطاحة العقيد معمر القذافي وقتله قبل خمس سنوات، حُرمت ليبيا من حكومة موحدة وانقسمت إلى عدة مناطق نفوذ. ويحاول «داعش» وقوى أخرى ملء الفراغ الحاصل. وقد ظهر التنظيم في ليبيا عام 2014 ويتراوح عدد أنصاره بين 2 – 10 آلاف مسلح، وفق صحيفة «كوميرسانت».
وفي جريدة ليبيا المستقبل يتساءل علاء فاروق «لماذا سيطر حفتر على الموانئ الآن ومن ساعده؟» ويقول إن سيطرة القوات التابعة لحفتر على الموانئ النفطية «اعتبرت ضربة قاصمة لحكومة الوفاق الوطني ومن يؤيدها خارجياً وداخلياً». وفي الصحيفة ذاتها، يقول أحمد إبراهيم الفقيه إن سيطرة قوات حفتر على المنشآت النفطية «كان تطوراً كبيراً وإيجابياً، كما أراه، وأرى أنه ستترتب عنه تغييرات في المعادلة السياسية، وفي التحول نحو بناء الدولة، إذا أحسن توظيفه واستثماره، والتعامل معه بأجندة وطنية خالصة وليست بأجندات فئوية عشائرية نفعية وشخصية».
في السياق ذاته، انتقدت جريدة الأهرام المصرية في افتتاحيتها تحذير مبعوث الأمم المتحدة مارتن كوبلر من أن سيطرة قوات حفتر على الهلال النفطي ستزيد الشقاق فى ليبيا. وتقول الصحيفة: «الجيش الليبي استعاد السيطرة على أهم موارد اقتصاد البلاد وأعاده تحت الإدارة الشرعية في ليبيا.. فهل يريد كوبلر صب المزيد من الزيت على النار في ليبيا؟ هل هو فعلا يريد حل الأزمة الليبية أم استمرار اشتعالها لأسباب لا أحد يعلمها إلا هو؟».
الإفراج عن الرهائن
إلى ذلك؛ وصل ثلاثة أجانب تم الإفراج عنهم من سجن لتنظيم داعش في سرت بليبيا إلى مصراتة ليتحدثوا بمرارة عن تجربتهم الأليمة في أسر التنظيم المتشدد.
ونُقل الأجانب الثلاثة وهم هنديان وثالث لم يُذكر اسمه ولا جنسيته إلى فندق في مصراتة على بعد نحو 230 كيلومترا شمال غربي سرت.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إن سي بالارام كيشان من ولاية تيلانجانا بينما الهندي الآخر المفرج عنه يدعى تي جوبالاكريشنا وهو من ولاية اندرابراديش والولايتان في جنوب الهند.
وأُسر المتشددون الرجلين وهما أستاذان في جامعتين منفصلتين بالهند قبل نحو عام ونصف أثناء سفرهما للعاصمة الليبية طرابلس.
وقال مسؤول في السفارة الهندية كان في استقبال الرجلين الهنديين بالفندق ويدعى محمد خان «نحن مسرورين جدا جداً لأن نحن حاولنا منذ سنة وشهرين تقريبا. وخلال هذا الوقت كان هناك تطورات كثيرة..تطورات يعني مُثبتة وتطورات منفية».
وتحدث أحد الرهائن وهو سي بالارام كيشان عن محنته قائلا: «بقيت في الأسر عند الدواعش لمدة 414 يوما».
وأضاف «خلال تلك الفترة لم نمكث في سجن واحد. كانوا ينقلونا من سجن لآخر. جميعنا..حُبسنا في ثمانية سجون. وفي السجن الثامن لم تكن الأوضاع جيدة. وكانت أوضاعنا سيئة في تلك السجون».
وواجهت قوات ليبية موالية للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة مقاومة شرسة من معاقل تابعة لتنظيم داعش في سرت منذ شهور. وقُتل نحو 400 جندي وأُصيب نحو 2500 آخرين بجراح في عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال ليبيا.
روسيا لا تخطط لفتح سفارتها في ليبيا لاعتبارات أمنية
موسكو – – وكالات – : أعلن الموفد الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف أن روسيا لا تخطط لفتح سفارتها في ليبيا لاعتبارات أمنية. وأشار إلى أنه لا يوجد حاليا أي تواجد دبلوماسي أو عسكري أو مدني لروسيا في ليبيا وإلى أن روسيا لا تنوي حاليا استئناف ذلك وخاصة التواجد العسكري في تلك الدولة.
جدير بالذكر أنه تم سحب البعثة الدبلوماسية الروسية من العاصمة الليبية في أغسطس 2014 بعد تدهور الوضع الأمني هناك. وفي الوقت الراهن انتقلت غالبية السفارات الغربية من طرابلس لتعمل من تونس. ومن المعروف أن حكومة الوفاق الوطني الجديدة في ليبيا باشرت عملها يوم 31 مارس وهي تأمل في استعادة وحدة أراضي الدولة التي تقف على حافة التفتت والانهيار منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
ولا تزال بعض مناطق ليبيا تخضع للمتشددين المرتبطين بداعش الذين تتعرض مواقعهم لضربات جوية أمريكية بطلب من الحكومة الليبية. وقال بوجدانوف إن أمريكا لا تبلغ روسيا بضرباتها في ليبيا.
وأشار إلى عدم وجود اتفاقات حول ذلك لا مع الأمريكيين ولا مع الأوروبيين وشدد على أن روسيا لا تنوي طرح هذا الموضوع أمام الغربيين. وأكد بوجدانوف أن موضوع ليبيا يناقش باستمرار خلال الاتصالات التي تجري بين الحين والآخر بين وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري وكذلك مع فيديريكا موجيريني رئيسة الدبلوماسية الأوروبية.
ونوه الدبلوماسي الروسي بأن «هذا الشكل من التعاون يبقى مبررا من أجل تنسيق الأعمال المشتركة أو في حال تواجد مواطنين روس في ليبيا بهدف تجنب تكرار الحوادث المأساوية التي وقعت في الماضي، مثل مقتل اثنين من الدبلوماسيين الصرب نتيجة الغارات الأمريكية على صبراتة هذا العام».