جوارديولا "يؤدب" مورينيو !

بقلم: باسم الرواس

لم يجد البرتغالي جوزيه مورينيو حرجًا في تبرير الخسارة الاخيرة امام مانشستر سيتي سوى بإلقاء اللوم على الحكم مارك غلاتنبرغ على خلفية اتهامه الاخير بعدم احتساب ركلتي جزاء لمصلحة مانشستر يونايتد في لقاءالدربي الـ172 بين قطبي مدينة مانشستر .
القمة التي حسمها "السماوي" على أرض الاحلام في اولدترافورد قدمت للعبة كرة القدم أجمل ما لديها من حماس وندية ومستوى ونجوم .. وملايين من الجنيهات تناثرت على المستطيل الأخضر.
قمةٌ رسمت باكرًا معالم المنافسة على لقب "البريميرليغ" هذا الموسم بعدما أكد الطرفان انهما الأفضل على الساحة حاليا .. وهو ما لفت انتباه اسطورة ليفربول السابق جيمي كاراغر الذي أيقظ عند جماهير ليفربول الشعور ب"الغيرة" عندما اعتبر ان مدينة مانشستر باتت عاصمة كرة القدم في انجلترا بدون منازع .
في حسابات الربح والخسارة، كان بيب غوارديولا أكبر الفائزين عصر السبت الماضي بعدما قدم فريقه الوجه الحقيقي للفلسفة التي يبدو ان "البيب" سينتهجها هذا الموسم .. فلسفة تبتعد عن التعقيد والمبالغة في القوة البدنية بل هي أقرب الى "التيكي تاكا" بمفهوم جديد يوازي بين النقل الممتع للكرة .. وبين الارتداد والقوة في آن معًا .
كثيرون راهنوا على "فشل" غوارديولا في انكلترا على خلفية حُكم مسبق بأنه غير قادر على إسقاط طريقته في "البريميرليغ" .. لكنه، ومع اول استحقاق حقيقي تمكن من ذلك امام احد أكثر الاندية التي انفقت على تعاقداتها هذا الموسم، وبوجه مدرب يعتبر من الأفضل في العالم .. ورغم كل ذلك نجح بيب في "تأديبه" كرويا مكررًا ما كان يفعله في زمن برشلونة .
بالمقابل، ثمة حسابات خاطئة ظهرت في قراءة مورينيو ...!
ربّما لم يُرِدْ مورينيو رحيل كيفن دي بروين عن تشيلسي عندما عَمِلا معاً هناك، لكنّه لم ينجح في قراءة المستوى العالي الذي وصل إليه النجم البلجيكي اليوم. ففي الموسم الذي تلى تخلّي مورينيو عن دي بروين، تُوّج الأخير بلقب أفضل لاعب في البوندسليغا، وكان قادراً على الفوز بجائزة أفضل لاعب في الموسم الأخير للدوري الإنكليزي لولا الإصابة التي أبعدته لمدة شهرين، وأداؤه المميز في ديربي مانشستر كان خير دليلٍ على ذلك. مورينيو ارتكب خطأً هنا، كما أنّه لم ينجح في مجاراة مخيّلة غوارديولا، علماً أنّه قدّم تطوراً ملحوظاً لليونايتد بعد كآبة عهد فان جال.
مباراة السبت الماضي قدمت العديد من الوقائع والاسئلة التي يجب التوقف عندها وهي :
- هل سيُعَوَل على بوغبا مستقبلا لقيادة فريقه في المباريات الكبيرة ؟
- ماذا عن دفاع مانشستر الذي بدا في "أسوأ" حال ؟
- هل سيتحول "سيتي" الى بعبع الفرق بعد اكتمال صفوفه؟
- هل سيقدم غوارديولا فريقه كمنافس حقيقي على لقب "دوري الابطال"؟
يبدو أن "البريميرليغ" هذا الموسم يَعدُ بالكثير، فنحن امام نسخة قاسية لم تفِ بكل وعودها بعد خصوصا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار دخول تشلسي وليفربول وارسنال وتوتنهام على خط المنافسة . حقًا انه دوري الملايين .