أشياء غريبة نفعلها كل يوم ... لماذا؟

مزاج الأربعاء ٠٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:١٣ م

ناتالي وولشوفر
ترجمة: خالد طه

هل سبق لك أن لاحظت أنك عندما تحدق في أصابعك لفترة طويلة ترى أنها تبدأ في التحول إلى زوائد غريبة أمام عينيك؟ وهل عندما لاحظت ذلك وجدتها فظيعة المنظر؟
نفس هذا الأمر ينطبق على بقية صفاتنا البشرية. فعلى سبيل المثال نحن نأخذ كأمر مسلّم به أن الأشياء المضحكة تجعلنا نصرخ بصورة متشنجة فيما يعرف بـ "الضحك"، وأننا نقضي ثلث كل يوم من أيامنا في حالة بلا أي حركة تشبه الموت نسميها "النوم". ولكن مع قليل من التأمل، سنجد أن هذه السلوكيات تبدو غريبة حقا.
فيما يلي بعض هذه السلوكيات البشرية الغريبة التي نقوم بها في كل وقت، ولماذا نفعلها.
البكاء
يا له من شيء غريب أن الحزن يتسبب في نزول الماء من أعيننا! من بين جميع الحيوانات، نحن البشر وحدنا الذين نبكي فتنزل دموعنا بسبب العواطف والمشاعر.
وليست الدموع تخدم فقط غرض توصيل مشاعر الأسى والحزن، بل إن العلماء يعتقدون أن الدموع أيضا تحمل بعض الهرمونات والبروتينات غير المرغوب فيها التي ينتجها الجسم أثناء فترات التوتر، وهو ما قد يفسر التأثير المسهل للـ "البكاء الجيد".

الضحك
الفكاهة تثيرك، ومع هذه الإثارة يأتي شعور غريب: فجأة تغلبك الرغبة في الصراخ بشكل متشنج، مرارا وتكرارا. الضحك شيء غريب. فماذا نفعله؟
يعتقد علماء النفس أن هذه الاستجابة السلوكية تعمل بمثابة إشارة إلى الآخرين من خلال نشر مشاعر إيجابية، وتقليل التوتر والمساهمة في تماسك المجموعة. لنفس هذه الأسباب، تبتسم الشمبانزي وإنسان الغاب وتضحك أثناء اللعب الجماعي أيضا.
وفي الحقيقة، يفترض كثيرون أن الضحك تطور من اللهاث. فعندما كان أسلافنا البشر يتصارعون بشكل هزلي مع بعضهم البعض، كانوا يلهثون ...وهذا تطور في نهاية المطاف إلى سلوك الضحك.

النوم
إننا نقضي نحو ثلث أعمارنا في النوم. ولا يستطيع أن إنسان أن يعيش بدون النوم لأكثر من بضعة أيام، بيد أن النوم قد يكون هو أقل شيء نفهمه من بين جميع أنشطتنا البشرية.
إنه بالتأكيد يسمج بكثير من "أعمال الصيانة" في الجسم، من إنتاج المواد الكيميائية التي يتم استخدامها خلال ساعات الاستيقاظ إلى التنظيم الذاتي للخلايا العصبية في المخ أثناء تطوره. ونوم حركات العين السريعة، مع ما ينطوي عليه من نشاط مرتفع للخلايا العصبية، يحدث لفترة أطول كل ليلة أثناء فترات نمو الدماغ.
وتشير العديد من النظريات إلى النوم على أنه حالة حيوية للذاكرة والتعلم. فهو قد يساعد على غرس الذكريات العرضية في تخزين المدى الطويل، كما أنه قد يمنح أنشطتنا العقلية وقت الاستيقاظ فترة الاستراحة التي تشتد حاجتنا إليها.

الفواق (الحاذوقة)
الفواق هو تقلصات لا إرادية تحدث في الغشاء العضلي الذي يسمى الحجاب الحاجز في صدر الإنسان وهو الذي يبرز بشكل ملحوظ أثناء التنفس. وإطلاق الفواق ينشأ عندما تثار هذه العضلة، ويحدث ذلك في الأغلب بسبب وجود طعام أكثر مما ينبغي داخل المعدة، أو أقل مما ينبغي.
ولكن الشيء الغريب هو أن الفواق عديم الفائدة كما أنه مزعج في نفس الوقت؛ فهو لا يخدم أي غرض واضح. تشير إحدى الفرضيات إلى أنه قد يكون من بقايا المص الانعكاسي البدائي. وأيا كانت وظيفته القديمة، فهو يعد الآن مصدر إزعاج نرغب دائما في التخلص منه من خلال مجموعة مختلفة من العلاجات.

احمرار الوجه
احمرار الخد هو رد فعل إنساني عام تجاه الاهتمام الاجتماعي. والجميع يحدث لهم هذا الأمر، والبعض أكثر من غيره. ومن الأشياء التي تسبب احمرار الوجه أو الخدين لقاء شخص مهم أو تلقي مجاملة أو ممارسة عاطفة قوية في موقف اجتماعي ما.
وبيولوجيا الاحمرار تعمل كما يلي: تتمدد الأوردة الموجودة في الوجه، فتسبب تدفق المزيد من الدم إلى الخدود، فتنتج بشرة وردية. ومع ذلك، فإن العلماء في حيرة من سبب حدوث ذلك، أو ما هي الوظيفة التي يؤديها هذا الاحمرار.

تنمل اليدين والقدمين
ليس اصطدام عظمة الكوع شيئا سارا، ولا وضعك لرجليك إحداهما فوق الأخرى لمدة طويلة، ولا الاستيقاظ ليلا لتجد يدك تبدو ميتة ثم تدب فيها الحياة تدريجيا. ما الذي يسبب هذا الشعور الفظيع بـ "التنميل"؟
يحدث التنميل عندما نضع وزنا أو ضغطا زائدا أكثر مما ينبغي على أحد الأعصاب، مما يعوق بشكل مؤقت وظيفة العصب، ثم يزول الضغط. وعندما يعود العصب تدريجيا إلى حالته الطبيعية، فإن المخ يفسر نشاطه بطريقة ما على أنه تنميل يشبه الوخز بالإبر.

نقلا عن لايف ساينس