بكين واثقة من تحسين العلاقات مع مانيلا

الحدث الأربعاء ٠٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٨ م

فينتيان – ش – وكالات

قال ليو تشن مين نائب وزير الخارجية الصيني امس الأربعاء إن الصين واثقة من قدرتها على العمل مع الفلبين من أجل إعادة العلاقات الطيبة بعد أن أصبح البلدان على خلاف بسبب قرار أصدرته محكمة تحكيم في الآونة الأخيرة بشأن بحر الصين الجنوبي.
وأضاف المسؤول الصيني متحدثا على هامش قمة إقليمية في فينتيان عاصمة لاوس إن الصين والفلبين تربطهما علاقات طيبة "من آلاف السنين".
وتابع "خلال الثلاثين عاما الأخيرة كانت العلاقات سلسلة للغاية. ولم تتأثر العلاقة إلا في السنوات القليلة الماضية بسبب بعض المشاكل المعروفة للجميع."
وقال "الصين واثقة من أنه يمكنها العمل مع الفلبين لتحسين علاقتنا" مضيفا أن الصلات مع حكومة الرئيس رودريجو دوتيرتي الجديدة بدأت بشكل جيد.
وكان ليو يشير إلى الدعوى التي أقامتها الفلبين أمام محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي التي قضت في يوليو بأن الجزر الصناعية التي تشيدها الصين هناك غير قانونية وأن ما تردده عن أحقيتها في السيادة على معظم بحر الصين الجنوبي ليس له أساس من الصحة.
وقال ليو أيضا إن البلدين يبحثان مد خط ساخن للتعامل مع حالات الطوارئ في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وتبحث الصين ودول جنوب شرق آسيا مسألة الخط الساخن منذ عام 2015.
ولم يرد ليو على تساؤلات بشأن صور نشرتها وزارة الدفاع الفلبينية تظهر سفنا قالت إنها سفن صينية في جزيرة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي قبل ساعات من لقاء دول جنوب شرق آسيا برئيس الوزراء الصيني في القمة.
وتقول الصين إن من حقها السيادة على معظم بحر الصين الجنوبي الغني بموارد الطاقة والذي تمر به تجارة حجمها خمسة تريليونات دولار سنويا وهي ترفض مطالب فيتنام والفلبين وسلطنة بروناي وماليزيا وتايوان بالسيادة على أجزاء منه.

اتهامات
في نفس السياق نشرت الفلبين الاربعاء صورا تثبت بحسب مانيلا ان الصين تنفذ خطة سرية لبناء جزيرة في بحر الصين الجنوبي.
وتظهر الصور سفينتين صينيتين تعدان بحسب مانيلا لبناء جزيرة في جرف سكاربرو المتنازع عليه.
وبثت الحكومة الفلبينية الصور قبل ساعات من مباحثات تجري بين قادة رابطة دول جنوب شرق اسيا ورئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ خلال قمة آسيان المنعقدة في لاوس.
وقال وزير الدفاع الفلبيني ارسينيو ادولونغ لوكالة فرانس برس "كل المعطيات تدعو الى الاعتقاد بان وجود (السفينتين) يمهد لانشطة بناء" في الارخبيل.
واضاف "اننا نواصل انشطة المراقبة لوجودهم وانشطتهم المثيرة للقلق".
وتنفي الصين اي اعمال بناء في الارخبيل الذي يحتل موقعا استراتيجيا.
وتعتبر بكين ان المساحة الكاملة تقريبا لبحر الصين الجنوبي الغني بالمحروقات خاضعة لسيادتها، ما يثير نزاعات مع الدول المشاطئة وهي الفيليبين وفيتنام وماليزيا وبروناي.
كما تشكل المنطقة محورا بحريا حيويا للتجارة العالمية فيما تحوي مياهها ثروة سمكية كبرى.
ولتثبيت مطالبها نفذت بكين اعمال توسيع في جزر او ارصفة وبنت عليها مدارج هبوط ومرافئ ومنشآت اخرى.
وما ساهم في تاجيج التوتر في جنوب شرق اسيا قرار محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي الصادر مؤخرا والذي قضى بان الصين لا تملك "حقوقا تاريخية" على القسم الاكبر من مياه بحر الصين الجنوبي الاستراتيجية، مؤيدا موقف الفلبين في القضية.
ولم يرد أي تفسير لتوقيت نشر الصور ولكنها تأتي بعد يومين من إبداء مانيلا "قلقها البالغ" إزاء زيادة عدد السفن الصينية حول جزيرة سكاربورو وطلبها تفسيرا من سفير بكين.
وقال مسؤول فلبيني إن وزير الدفاع الموجود في القمة المنعقدة في فينتيان عاصمة لاوس أمر بنشر الصور وخريطة.
وتقول كل من الصين وتايوان والفلبين وفيتنام وماليزيا وسلطنة بروناي إن لها حقوقا في السيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد مما يجعله نقطة ساخنة للتوتر الإقليمي.
وأُرسلت الصور العشر والخريطة للصحفيين بالبريد الالكتروني وكثير منهم في فينتيان لتغطية قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). والتقي زعماء الدول الأعضاء برئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ امس الأربعاء غير أنه لم يتضح ما إذا كان الخلاف حول بحر الصين الجنوبي سيُبحث.
وتأتي خطوة الفلبين بعد خلاف مع الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية. وانتقد الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مما أدى إلى إلغاء اجتماع بين الزعيمين في لاوس.
وألقت الصين مرارا باللوم على الولايات المتحدة في إثارة التوترات في بحر الصين الجنوبي الذي تمر به تجارة يزيد حجمها على خمسة تريليونات دولار سنويا.
وتقول الولايات المتحدة إنها ليس لها دور في النزاع الإقليمي ولكنها تسير دوريات لضمان حرية الملاحة قرب جزر تسيطر عليها الصين مما أثار غضب بكين في حين تعزز الصين تواجدها العسكري هناك.

بضعة صخور
رغم أن جزيرة سكاربورو ليست سوى بضعة صخور ناتئة في البحر إلا أنها مهمة للفلبين بسبب مياهها الهادئة وغناها بالثروة السمكية. وتقول مانيلا إن سد الصين الطريق للجزيرة انتهاك للقانون الدولي.
وكانت محكمة التحكيم الدائمة قضت في 12 يوليو تموز بأنه ليست هناك حقوق سيادية لأي دولة فيما يتعلق بالأنشطة في جزيرة سكاربورو وهي منطقة صيد تقليدية للصينيين والفلبينيين والفيتناميين.
ورفضت الصين الاعتراف بحكم المحكمة ومقرها لاهاي.
ويريد دوتيرتي من الصين الالتزام بحكم المحكمة ولكنه تعهد بعدم إثارة القضية خلال الاجتماع في لاوس. ويريد تمهيد الطريق أمام مفاوضات ثنائية وأرسل الشهر الماضي الرئيس السابق فيدل راموس بصفته مبعوثه الخاص للقاء ممثلين للصين في هونج كونج.
وتضمنت مسودة للبيان الختامي لقمة آسيان اطلعت عليها رويترز ثماني نقاط متصلة ببحر الصين الجنوبي ولكن لم تشر إلى حكم المحكمة.
ولكن وزير الدفاع الفلبيني قال قبل القمة إن طائرة تابعة لسلاح الجو الفلبيني حلقت فوق الجزيرة ورصدت عددا من السفن أكبر من المعتاد في أسطول الصين الصغير المتمركز هناك منذ أن سيطرت بكين على الجزيرة بعد مواجهة في عام 2012.
وقال وزير الدفاع الفلبيني ديلفين لورنزانا إن تواجد ست سفن صينية إضافة إلى سفن خفر السواحل في المنطقة "يسبب قلقا بالغا".
وقال مسؤول أمني فلبيني يرافق دوتيرتي طلب عدم نشر اسمه إن تحديا يواجه الحكومة يتمثل في تفسير سبب عدم تمكن الصيادين الفلبينيين من العودة للصيد في المنطقة رغم أن المحكمة في لاهاي قضت بأن جزيرة سكاربورو متاحة للصيد للجميع.
وأضاف "حصلنا على حكم محكمة التحكيم ولكن لا يمكننا تنفيذه.. كيف يمكننا تفسير ذلك لصيادينا؟
"ولهذا نريد الحديث مع الصين لحل القضية ولكن هذا الوضع يجعل الأمر أكثر صعوبة. الرئيس يتساءل ما هي نوايا الصين في المنطقة؟"