جنيف – عواصم – ش – وكالات
قالت الأمم المتحدة امس الأربعاء إن القتال في محافظة حماة السورية تسبب في نزوح نحو 100 ألف مواطن في الفترة من 28 أغسطس إلى الخامس من سبتمبر أيلول وذلك نقلا عن الهلال الأحمر السوري ومحافظ حماة.
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن كثيرين فروا من القتال في المناطق الريفية في شمال وشمال غرب حماة صوب مدينة حماة والقرى المجاورة. وكان هناك نحو 4500 عائلة تعيش في بلدة حلفايا وفرت 1700 أسرة بينما لا تزال 2800 أسرة محاصرة وسط القتال.
تهدد الأمن العالمى
من جهته أكد رياض حجاب رئيس هيئة المفاوضات السورية، أن الأزمة السورية تهدد الأمن العالمى، وأن مكونات الشعب السورى يجب أن تشارك فى صياغة مستقبل البلاد، مشيرا إلى أن المرحلة الانتقالية الثالثة للعملية السياسية ستتضمن إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف أممى.
وشدد حجاب خلال مؤتمر صحفى بالعاصمة البريطانية لندن، امس الأربعاء، على أن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد وكل متورط بالجرائم التى ارتكبت بحق السوريين، لافتا إلى أن الخطة المقدمة تتضمن إلزام الميليشيات الأجنبية بالإنسحاب من سوريا.
وطالب رئيس هيئة المفاوضات السورية، بتوصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين، وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وتأسيس هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وليس حل المؤسسة العسكرية بسبب التجارب السابق الفاشلة، فى إشارة إلى حل الجيش العراقى، متابعا قدمنا ورقة تفاوضية حول مستقبل سوريا وتلك الورقة قابلة للتطوير وفق تطلعات الشعب السورى.
واستعرض رئيس هيئة المفاوضات السورية، رؤية المعارضة السورية للحل السياسى فى الأزمة التى تضرب البلاد منذ 5 سنوات، موضحا أن رؤية المعارضة تستند لمقررات جنيف 1، بحيث تنقسم مراحل الانتقال السياسى لـ 3 مراحل وتبدأ بمفاوضات تستمر 6 أشهر.
وطالب حجاب بإلغاء كافة القرارات المتخذة من قبل حكومة دمشق من مارس 2011، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية تتضمن تأسيس هيئة حكم انتقالى ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وتستند رؤية الحل إلى مرحلة انتقالية بدون بشار الأسد.
"النفير العام"
من جانب اخر ذكرت قناة سكاى نيوز بالعربية أن فصائل المعارضة السورية المسلحة أعلنت "النفير العام" فى مدينة الرحيبة بالقلمون الشرقى فى ريف العاصمة دمشق.
وقالت القناة أن إعلان المعارضة جاء على خلفية المعارك مع تنظيم داعش الإرهابى على سلسلة جبال القلمون الشرقى.
وتأتى هذه التطورات، حسب القناة، على خلفية المعارك التى تشهدها سلسلة جبال الأفاعى بالقلمون الشرقى والقريبة من مدينة الرحيبة حيث شن التنظيم هجوما واسعا على نقاط الفصائل العسكرية.
وقالت مصادر ميدانية أن اشتباكات عنيفة دارت بين الفصائل وتنظيم داعش أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم، إضافة إلى تدمير دبابة ومضادين ومدفعين.
رؤية المعارضة
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن خطة للانتقال السياسي في سوريا والتي طرحتها جماعة سورية معارضة في لندن امس الأربعاء تقدم أول صورة يمكن التعويل عليها لسوريا يعمها السلام بدون الرئيس بشار الأسد.
واقترحت الهيئة العليا للمفاوضات -التي تمثل المعارضة الرئيسية في محادثات السلام المتوقفة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة- انتقالا تدريجيا يبدأ بمفاوضات لمدة ستة أشهر يواكبها وقف كامل لإطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية لأي منطقة.
وتتضمن الخطة تشكيل هيئة انتقالية من شخصيات من المعارضة والحكومة تدير البلاد لمدة 18 شهرا يرحل خلالها الأسد. ثم يتم إجراء انتخابات.
وكتب جونسون في مقال بصحيفة التايمز اليوم الأربعاء "لا تزال هناك فرصة لإنجاح هذه الرؤية.
"إذا ما تمكن الروس والأمريكيون من التوصل لوقف إطلاق النار يمكن حينها استئناف المحادثات في جنيف" مضيفا أن الأطراف ستكون قد وضعت على الأقل تصورا لسوريا ما بعد الأسد.
وتدعم موسكو وواشنطن طرفين مختلفين في الحرب الأهلية السورية التي تدور منذ نحو خمس سنوات ونصف فيحارب الروس إلى جانب الأسد بينما يدعم الأمريكيون جماعات معارضة ويصرون على رحيل الأسد عن السلطة.
وأجرى الجانبان مفاوضات في الأيام القليلة الماضية والتقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمدة 90 دقيقة يوم الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين لكنهما أخفقا في التوصل لاتفاق.
لكن لا تزال الجهود جارية. وقال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في لندن أمس الاول الثلاثاء إن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا خلال 24 ساعة.
وتحظى الهيئة العليا للمفاوضات بدعم السعودية وقوى غربية.
وفي إفادة لصحفيين بريطانيين قال الجبير إن من الصائب مواصلة الجهود الدبلوماسية وبذل كل محاولة ممكنة من أجل التوصل لحل سياسي في سوريا لكنه بدا متشائما. وذكر مجددا أن الأسد غير جدير بالثقة ومن غير المرجح أن يلتزم بأي اتفاق.
وتصر إيران المنافس الإقليمي الرئيسي للسعودية وأقوى داعمي الأسد على بقائه في السلطة.
اتفاق وقف النار
من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل امس الأربعاء إن الوضع في سوريا فظيع وحثت الولايات المتحدة وروسيا على السعي حثيثا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت "ليس بوسعي غير الرجاء أن تحقق روسيا والولايات المتحدة تقدما فيما يتعلق باتفاق لوقف إطلاق النار وأن يتوقف قصف الأطباء والمستشفيات. شعب حلب يعاني بشكل مريع جدا. هذا موقف لا يمكن الدفاع عنه."
يذكر ان تنظيم داعش قد تبنى هجوما بالصواريخ استهدف امس الاول الثلاثاء القوات التركية في سوريا في اول اعتداء دام يشنه الجهاديون ضدها منذ بداية تدخل انقرة العسكري في سوريا قبل اسبوعين.
واعلن تنظيم داعش في بيان تناقلته مواقع مساء الثلاثاء "قام جنود الخلافة باستهداف دبابتين للجيش التركي المرتد بصاروخين موجهين، ما أدى الى تدميرهما وقتل عدد من الجنود الاتراك".
وكان مسؤول تركي اعلن مقتل ثلاثة جنود اتراك واصابة اربعة آخرين بجروح في هجوم بقذائف صاروخية استهدف دباباتين تركيتين جنوب مدينة الراعي الحدودية في سوريا.
وهذه اول خسائر يمنى بها الجيش التركي في هجوم للتنظيم الجهادي منذ اطلاق انقرة في 24 اغسطس العملية العسكرية البرية في شمال سوريا بمشاركة فصائل سورية معارضة مدعومة من قبلها ضد المقاتلين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية على حد سواء.
وفي 27 اغسطس قتل جندي تركي جراء مواجهات اندلعت للمرة الاولى بين القوات التركية ومقاتلين محليين تدعمهم وحدات حماية الشعب الكردية.
ونجحت القوات التركية والفصائل المعارضة الاحد في طرد تنظيم الدولة الاسلامية من آخر المناطق الواقعة تحت سيطرته على الجانب السوري من الحدود.