العادات الغذائية من أهم مسببات نقص الحديد وفقرالدم

بلادنا الثلاثاء ٠٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
العادات الغذائية من أهم مسببات نقص الحديد وفقرالدم

مسقط -
فقر الدم بسبب نقص الحديد من أكثر أنواع فقر الدم انتشاراً في العالم، ومن أكثرها سهولة في العلاج، يصيب الأطفال والنساء بنسبة عالية، له أسباب متعددة من أهمها النقص الغذائي، فالحديد موجود في بعض الأطعمة مثل اللحوم - البيض - الخضراوات - الكبدة، ولكنه قليل جدا في بعضها الاخر مثل الأرز والبطاطس والخبز، لذى فإن العادات الغذائية من أهم مسببات نقص الحديد وفقر الدم.

يعد عنصر الحديد من المكونات الرئيسة في تركيب خلايا الدم الحمراء ولا يمكن تصنيع أي منها بدونه، لذا فإن لم تتوفر كميات كافية منه في الجسم فإن نخاع العظام (المصنع الذي ينتج كريات الدم الحمراء) يعجز عن أداء دوره لعدم وجود المواد الأولية، وعليه يقوم بانتاج كريات الدم الحمراء أصغر حجماً وأقل نوعية، ومحتواها من خضاب الدم قليل، وخضاب الدم مسئول عن نقل الأكسجين لخلايا الجسم، مما يؤدي الى مشاكل صحية، وعادة ما تكون الأعراض تدريجية ولمدة طويلة، وقد لا تكون ملحوظة في مراحلها الأولى.

وعادة ما يحصل الجسم على الحديد من مصدرين رئيسين:

!أنواع معينة من الأغذية - من خلايا الدم الحمراء المتحللة - يولد الطفل بمخزون كافٍ من الحديد، ولكن مع استمرار النمو الجسدي تزداد حاجته للحديد لتصنيع خلايا دم جديدة.

تعطي الأم الحامل جنينها ما يحتاجه من غذاء ومن ضمنها الحديد (حتى ولو كانت هذه الام مصابة بفقر الدم)، وبعد الولادة يعتمد الطفل على المصدر الخارجي في غذائه، فالطفل يزداد حجمًا - يتضاعف وزنه في ستة أشهر، وتزداد كمية الدم لديه ومن ثم يزداد احتياجه للحديد.

فبداية من الشهر السادس من العمر، يبدأ الطفل بتناول غذاء أخر بالإضافة إلى الحليب مثل الخضار والبقوليات.

يحدث النقص الغذائي للحديد عادة بين الشهر التاسع والسنة الثانية من العمر، وتزداد نسبة حدوثه أو حصوله في وقت مبكر في الحالات التالية:

!الأطفال الخدج (المولودون قبل الأوان).- الاعتماد الكلي على حليب الأم بعد الشهر السادس.

!الأطفال المصابون بسوء التغذية والامتصاص.

!فقدان الدم عن طريق أمراض الجهاز الهضمي.

!سوء التغذية.

الأمراض الوراثية

كما أن هناك العديد من الأمراض الوراثية التي تؤدي لفقر الدم وتلك لا يمكن علاجها، كما أنها تحتاج إلى تحليل خاص لمعرفة وجودها من عدمه، وعادة هذا النوع يكون موجوداً في أفراد العائلة.

وفي بعض الحالات القليلة لا يكون السبب فيها هو نقص الأمتصاص، ولكن النقص قد يكون ناتجاً عن بؤرة نازفة في الجسم، تؤدي إلى فقد كمية من الدم، وغالباً ما تكون في الجهاز الهضمي، قد لا يشتكي منها المريض وقد لا يكون منتبهاً لوجودها، وتكون الأعراض الأولية لها فقر الدم، ومن هذه الأسباب: الديدان – البواسير- قرحة المعدة والاثنى عشر - دوالي المريء - سرطان القولون والمعدة.
عادة ما يكون فقر دم نقص الحديد مزمناً ولمدة طويلة، وتدريجياً وليس دفعة واحدة، ومن هنا فقد لا يشتكي المريض من الأعراض ولكن يمكن ملاحظتها عليه، وقليلاً ما تظهر أعراض المسبب الأصلي لها، وليس من الضروري أن يشكو المريض من كل الأعراض أو وجودها معتمدة على درجة النقص ومدته، كما عمر المصاب، ومن أهم الأعراض المصاحبة: الشحوب- قلة الشهية- سرعة التعب- ضعف التركيز والتعلم - ضعف عام بالعضلات - الصداع - الدوار والدوخة مع الشعور بعدم الثبات- طنين الأذنين -ضعف نمو الاظافر واعوجاجها.

التشخيص

تشخيص فقر الدم ومسبباته قد يبدو بسيطاً، وقد يحتاج الى الكثير من الفحوص المخبرية، وعادة ما يتم التشخيص من خلال:

!التاريخ المرضي: من خلال معرفة الأعراض المرضية وشكوى المريض، والعلامات المرضية للمسبب.

!الفحص الأكلينيكي: من خلال الكشف السريري على المريض و وجود العلامات المرضية المصاحبة.

!الفحوص المخبرية: هناك العديد من الفحوصات لمعرفة وجود فقر الدم، ومعرفة نوعه ومسبباته، واستبعاد الأسباب الأخرى لفقر الدم، ومنها:

!نسبة خضاب الدم: النسبة الطبيعية لخضاب الدم (الهيموجلوبين 13-14 غرام لكل 100 مل، وعادة ما تنخفض هذه النسبة بدرجة كبيرة.

!عدد كريات الدم الحمراء (الطبيعي 4-5 مليون في كل 100 مل) في البداية لا يتأثر العدد، ولكن مع زيادة نقص الحديد ينخفض عدد الكريات.

!حجم كريات الدم الحمراء MCV: يبدأ في الانخفاض تدريجياً.

!محتوى كريات الدم الحمراء من الخضابMCH تبدأ في الانخفاض تدريجياً.

!اللطخة الدموية وهي مشاهدة شريحة من الدم تحت المجهر، حيث تبدو فيها الكريات الحمراء صغيرة الحجم ناقصة الصبغة (الخضاب) ويتخذ الكثير منها أشكالاً وأحجاماً مختلفة، فبعضها تكون صغيرة الحجم والبعض الآخر كبيرة، أما عدد كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية فغالباً ما تكون في حدها الطبيعي.

!نسبة الحديد في الدم تنخفض مع زيادة منحنى الكريات الحمراء (الطبيعي 14)، وقد تكون عالية جداً.

البحث عن المسبب

من أصعب الأشياء البحث عن المسببات الخفية لفقر دم نقص الحديد، فهي تعتمد على التاريخ المرضي أولاً، ومن ثم فقد يحتاج الأمر الى اجراء بعض الفحوصات المخبرية مثل: تحليل البراز: لاكتشاف نزف من خلال الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر الى اعادة الفحص عدة مرات، فقد تكون حالة النزف متكررة وليست ثابتة.و الفحص المخبري عن الديدان في البراز كذلك المنظار المعوي لمعرفة وجود دوالي المريء.

الوقاية خير من العلاج وخصوصاً الأطفال والحوامل، من خلال: استخدام الأغذية المعززة بالحديد والفيتامينات

يلاحظ أن الأطفال الذين لديهم نقص في الحديد يوجد لديهم نقص في بعض الفيتامينات والمعادن، لذلك ينصح بإعطائهم الفيتامينات مع الحديد، وإرشاد الحوامل بأهمية تناول الحديد والمقويات خلال الحمل، وعدم تأثير ذلك على وزن الأم أو وزن الطفل.

ويعتمد العلاج في معرفة السبب المؤدي لفقر الدم وعلاجه، فعدم معرفة السبب يؤدي الى استمراية النقص ومن ثم فشل العلاج، وعند معرفة السبب، وفي حالات النقص الغذائي، يتم البدء بالعلاج الدوائي من خلال مركبات الحديد والفيتامينات الأخرى، فمن لديه فقر في مادة غذائية عادة ما يكون لديه نقص في العديد من المعادن والفيتامينات.

يتميز فقر الدم الناتج عن نقص الحديد بسهولة علاجه باستخدام الحديد.

وهناك أنواع متعددة من مركبات الحديد تختلف في طعمها وتركيبتها، فهناك أنواع متعددة من النقط أو الشراب أو الأقراص أو الكبسولات.

نصــــــائح