"حماية المستهلك" تؤكد على ضرورة الإطلاع على العمر الافتراضي للأجهزة الالكترونية

مؤشر الثلاثاء ٠٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٠١ م
"حماية المستهلك" تؤكد على ضرورة الإطلاع على العمر الافتراضي للأجهزة الالكترونية

مسقط-ش

يتخذ الغش التجاري عدداً من الأشكال، وكثيراً من الأساليب لخداع المستهلكين والايقاع بهم، وقد تطورت تلك الأساليب إلى درجة كبيرة حتى أصبح الغش التجاري ظاهرة عالمية تنعكس سلباً على الاقتصاد العالمي،وبحسب بعض الدراسات فإنه كلما كانت السلعة أكثر شيوعاً وشهرة كانت أكثر عرضة للتقليد والتزوير، ولذلك يعد قطاع الأجهزة الإلكترونية أحد أكثر القطاعات تأثراً بالغش التجاري من خلال انتشار الأجهزة المقلدة حول العالم، لذا يؤكد عدد من المتخصصين والخبراء في عالم تقنية المعلومات على أهمية اختيار السلع الأصلية والابتعاد عن المقلدة، وخاصة الأجهزة الإلكترونية بأنواعها وأشكالها المختلفة.
و يقول أحمد بن داؤود الزدجالي خبير بتقنية المعلومات أن الغش التجاري ظاهرة منتشرة في مختلف الأسواق حول العالم والتي تتطلب الكثير من الجهود لمكافحتها، والغش في الأجهزة الإلكترونية هي أحد أشكال الغش الأكثر انتشارا، حيث يشهد العالم ظهور العديد من الأجهزة المقلدة، وهنالك شركات وصلت من الخبرة لتقليد الأصلي بشكل يطابق الأصل ليصبح من الصعب جداً معرفة المقلد حيث تم تقليده بشكل احترافي، لذلك أنصح بالتواصل مع الشركة الرئيسية أو الوكيل واستشارته في كيفية معرفة الأصلي من المقلد، لأن كل جهاز له ميزة يصعب تقليدها والأفضل استشارة الشركة الرئيسية أو الوكيل أو القراءة والبحث من خلال الانترنت لمعرفة علامات الأصلي من المقلد، كما أنصح المستهلكين دائما باستشارة الخبراء في مجال التقنية، وعليهم التأكد قبل شراء الأجهزة من سعره الحقيقي، والعلامات الموجودة فيه والتي تدل على أنه أصلي وليس مقلد، والمميزات اللي يحتاجها بالضبط، وماهي الميزات الاضافية، كما أن على المستهلك قراءة جميع بيانات الجهاز قبل الشراء.

استغلال المستهلك
ويضيف الزدجالي أن هنالك شركات تقوم بعمل عمر افتراضي لبعض الأجهزة الإلكترونية بحيث لا يتوقف سوق سلعهم، ويضمنون استمرارية تجارتهم، حيث أن المستهلك يرجع للشركة ليشتري الاصدار الجديد من الجهاز وذلك بعد ظهور مشاكل في القديم، لا أقصد بذلك الجهاز بالنفس وإنما من الممكن من خلال إرسال تحديثات للنظام لجعله ابطأ وصعب الاستخدام ليقوم المستهلك بتغييره، ولكن غالبا ما يعتمد ذلك على فهم المستهلك في إدارة أجهزته وإلمامه بالتقنية، فمثلا هنالك شخصان مختلفان لديهم جهاز بنفس الاصدار والشخص الأول أصبح جهازه أضعف بعد سنتين من الاستخدام والآخر جهازه سليم بعد 5 سنوات، لذلك يمكننا القول أن ذلك يعتمد على مدى إلمام الشخص وثقافته بالتقنية وكيفية وقاية وحماية نفسه.
ويرى الزدجالي أن الهيئة العامة لحماية المستهلك تقوم بدور كبير في محاولة حماية المستهلكين من التعرض لأي مخاطر من خلال تجاوز بعض المزودين للتشريعات والقوانين التي تكفل حقوق المستهلكين، ومنها حمايته من الغش التجاري الذي يشمل لأجهزة الإلكترونية، وذلك في الوقت الذي يقوم البعض فيه بالبحث عن ثغرات يستغلها من أجل خداع المستهلكين، مع التأكيد على أنه يكتمل دور الهيئة إلا من خلال تعاون المستهلك نفسه معها للوصول للهدف المرجو وهو مجتمع يندر فيه الغش بجميع أنواعه.

حملة توعية
كما قال هيثم بن سعيد الحبسي إعلامي وصحفي في جريدة البرزة: لا يخفى على كل فرد في المجتمع الدور الذي تقوم به الهيئة والمتمثل في مراقبة السلع والوقوف على جودتها، وتوعية المواطن بضرورة الاطلاع على تاريخ صلاحيتها، فهذا إن دل فإنه يدل على مدى حرص واهتمام الحكومة بالمواطن، وبدون شك فإن أي فرد منا يبحث عن اقتناء السلعة ذات الجودة الأصلية التي تضفي ميزاتها على الأجهزة، فتجد الاختلاف واضح بين الأصلي والمقلد من حيث التطبيقات والنظام والخفة والالوان، فعلى المستهلك اختيار الاصلي دائما.
وأضاف الحبسي: يجب على الإعلام العُماني أن يطلق حملة توعوية في هذا الجانب وأن يبرز الاختلاف بين الأصلي والمقلد حتى يتم التقليل من انتشار الأجهزة المقلدة، كما يجب على جميع الإعلاميين المبادرة في هذه الحملة إلى أن يتعرف المجتمع بالفريق بين الأجهزة الأصلية والمقلدة، وايضا يجب تكثيف الحملات المتعلقة بنشر ثقافة قانون حماية المستهلك لدى الجميع .

دور الهيئة
وحول دور الهيئة العامة لحماية المستهلك في التصدي لظاهرة الغش التجاري في قطاعي الأجهزة الإلكترونية والكهربائية والهواتف وخدماتها يقول ماجد بن حمود المحمودي باحث قانوني في دائرة الشكاوي بالهيئة أن الشكاوى والبلاغات التي تتلقاها الهيئة في هذه القطاعات آخذة في الانخفاض نتيجة للجهود التي تبذلها في مراقبة الأسواق ومعاقبة كل من تسول له نفسه في مخالفة القوانين والتشريعات في هذا الجانب إضافة إلى زيادة وعي المستهلكين بطرق اختيار السلعة المناسبة وقدرتهم على المطالبة بحقوقهم، حيث بلغت إجمالي الشكاوي والبلاغات في قطاعي الأجهزة الإلكترونية والكهربائية والهواتف وخدماتها في 2013 (4655) شكوى وبلاغ، بينما بلغت في 2014 حوالي (3477) شكوى وبلاغ، واستمر هذا الانخفاض حتى العام الماضي 2015م ليصل إلى (3338) شكوى وبلاغ.
وأكد المحمودي على أن شراء الأجهزة الأصلية يجنب المستهلكين من التعرض للأخطار الناجمة عن ضعف جودة الأجهزة المقلدة، وبدون شك فالأجهزة الأصلية صنعت بجودة عالية وتقنيات متطورة وحديثة، بحيث يكاد يمنع من حدوث اي اضرار أو مخاطر قد يتعرض لها المستهلك بسبب استخدامها على عكس استخدامه للأجهزة المقلدة، فإنها سوف تعرضه لمخاطر كثيرة،لأنها صنعت بشكل غير متقن ومواد رديئة، والهدف منها البيع وليس الجودة اولاً على خلاف الأصلية فقد صنعت أولاً من أجل الجودة ومن ثم البيع، ولذلك يعد من الضروري حرص المستهلكين على فحص السلع قبل شرائها وتجنب المقلد منها، حيث أن هنالك الكثير من الفروقات بين الجهاز الأصلي والمقلد ولابد أن يعيها ويدركها المستهلك قبل الشراء، فعلى سبيل المثال فإن الفروقات التي توجد بين الهواتف المحمولة الأصلية والمقلدة تكمن في مكوناتها الداخلية حيث تستطيع الملاحظة من دقة الكاميرا وطبيعة نظامها الداخلي، كما أن في بعض النسخ المقلدة يتم فيها تغيير مكان الشريحة عن مكانها الأصلي، وأيضا يمكن التفريق بينها من خلال رقم imei وهو عبارة عن رقم تعريفي خاص بالجهاز نفسه ولا يشترك فيه جهاز مع جهاز آخر، وتستطيع الكشف اذا كان الجهاز أصلي أو مقلد من خلال ادخال هذا الرقم في موقع www.imei.Info.
وأكد المحمودي على ضرورة معرفة المستهلك لبلد صنع الجهاز قبل الشراء، والتأكد من شراءه من قبل الوكيل المعروف في السلطنة أو خارجها وايضا الاطلاع على الضمان المقدم له هل هو ضمان المحل أم ضمان دولي، مع ضرورة معرفة حقوقه كمستهلك وعليه الاطلاع على قانون الهيئة العامة لحماية المستهلك لكي يعلم متى يحق له الاستبدال واسترجاع المبلغ والفترة المحددة له في ذلك.
وعن العمر الافتراضي للأجهزة فقال المحمودي: نعم هناك بعض الشركات التي تقوم بإعطاء عمر افتراضي لبعض الأجهزة مثل بطاريات شحن الأجهزة حيث تقوم بإعطاء المستهلك معلومات تفيد بأنه يمكن للمستهلك شحن البطارية ألف مرة ومن ثم ينتهي عمرها الافتراضي، وعلى المستهلك متابعة البيانات بدقة، وفي الحقيقة هناك اختلاف في وجهات النظر فبعض الخبراء يرون أن العمر الافتراضي للجهاز أربع سنوات، وكان من مؤيدي هذا الرأي وهو من ذكر ذلك البروفيسور فهد بن محيا وهو استشاري أمن معلومات في جامعة الملك سعود واوضح ذلك في احدى تصريحاته الإعلامية، فيما قال البعض أن الأجهزة ليس لها عمر افتراضي ولكن الجهاز يقدر عمره الافتراضي حسب الاستخدام والعناية.

دور الهيئة
وحول دور الهيئة في مكافحة الغش التجاري وبالتحديد فيما يتعلق بالأجهزة الإلكترونية أوضح المحمودي أن من أهم وأبرز الشكاوي التي تصل إلى الهيئة في هذا الجانب تتعلق بعدم التزام المزود بالأمانة والمصداقية في التعامل مع المستهلك من حيث عدم إعطائه معلومات صحيحة عن السلعة التي يشتريها أو السلعة التي يستخدمها، وحتى الخدمة التي يتلقاها من المحل، كما أن هنالك شكاوي متعلقة بعدم ضمان جودة السلعة واتقانها في الوقت المتفق عليه، وعدم مطابقة السلعة للمواصفات والمقاييس، وعدم توفير قطع الغيار لها الامر الذي يؤدي إلى التأخير في عملية إصلاح الأجهزة، وبالتالي التأخير في استلامها من قبل المستهلك، وأكثر هذه الشكاوي متعلقة بالهواتف النقالة بالأخص، ومن ثم أجهزة التكييف والطباخات والمكانس والالعاب الإلكترونية وغيرها.
وأضاف المحمودي: بدون شك يتم التعامل مع هذه الشكاوي حسب القوانين المتبعة فبعد مراجعة الشكوى المقدمة يتم استدعاء الطرفين في موعد محدد لبحث الشكوى معهما للتوصل إلى حل يرضي الطرفين، واذا لم يتم التوصل إلى حل بينهما نقوم باستكمال الإجراءات القانونية بحيث يتم أخذ محضر السؤال للطرفين واخضاع الجهاز سبب الشكوى للفحص اذا لزم الأمر، وتحويل الشكوى إلى الادعاء العام وذلك بناء على طلب الشاكي.