كيم جونغ اون يريد تعزيز ترسانته النووية

الحدث الثلاثاء ٠٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:١٩ م
كيم جونغ اون يريد تعزيز ترسانته النووية

سول – ش – وكالات

دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الجيش إلى مواصلة تطوير ترسانة بلاده النووية معتبرا تجاربه الصاروخية البالستية الاخيرة "مثالية"، فيما اجتمع مجلس الامن الدولي للاجتماع امس الثلاثاء لبحثها.
أطلقت بيونجيانج امس الاول الاثنين ثلاثة صواريخ بالستية متوسطة المدى قبالة سواحلها الشرقية باشراف قائدها الاعلى.
واشرف كيم جونغ اون على هذه التجارب التي نفذتها وحدات مدفعية "مكلفة ضرب قواعد قوى المعتدي الاميركي الامبريالي في مسرح عمليات المحيط الهادئ في حالات الطوارئ"، على ما نقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية.
اضافت ان "قدرات هذه الوحدات على خوض معركة فعلية واداءها القتالي اعتبرت مثالية".
كما شدد كيم "على ضرورة مواصلة مسار هذه الإنجازات العجائبية من خلال تعزيز القوة النووية، خطوة بخطوة، خلال هذا العام التاريخي".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان ان بيونغ يانغ اطلقت "صواريخ رودونغ التي يبلغ مداها الف كلم، من دون ابلاغ اليابان"، مشيرا الى انها سقطت في بحر اليابان الذي يسمى البحر الشرقي.
وبحسب طوكيو حلقت الصواريخ لمسافة الف كلم قبل ان تسقط داخل منطقتها الاقتصادية الحصرية.
وهذه الصواريخ نسخة معدلة عن صواريخ سكاد يبلغ اقصى مداها 1300 كلم ما يجيز لها ان تطال اراضي اليابان برمتها تقريبا.
اجرت كوريا الشمالية هذه التجارب في اثناء انعقاد قمة مجموعة العشرين في الصين، وسرعان ما دانتها اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
تمنع قرارات مجلس الامن الدولي كوريا الشمالية من التزود باي برنامج نووي او بالستي، لكن رغم العقوبات القاسية جدا المفروضة عليها لم تبد اي ارادة للتخلي عن هذا البرنامج.

هجوم استباقي
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان "التزامنا بالدفاع عن حلفائنا ضد هذه التهديدات لا يتزعزع" منددا "بعمليات اطلاق الصواريخ التي اصبحت تتكرر كثيرا في الاشهر الاخيرة".
لكن بيونغ يانغ ترفض التراجع.
تابعت الوكالة الكورية الشمالية ان كيم عبر عن "رضاه التام لنجاح التجارب المتتالية للصواريخ البالستية" التي اثبتت قدرة الجيش على شن "هجوم استباقي على اعدائه في اي وقت واي مكان".
ومنذ تجربتها النووية الرابعة في كانون الثاني/يناير، اعقبها في شباط/فبراير اطلاق صاروخ، تضاعف كوريا الشمالية عمليات اطلاق الصواريخ.
ونشرت صحيفة "رودونغ سينمون" تسع صور للتجارب الاخيرة يبدو فيها الزعيم الكوري الشمالي واقفا بابتسامة عريضة امام خارطة وحوله قياديون يبتسمون.
غير ان خبيرة برنامج الاسلحة الكوري الشمالي في معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في كاليفورنيا ميليسا هانهام اعتبرت انه من الصعب حاليا تقييم ان كانت بيونغ يانغ احرزت تقدما تقنيا.
يشار الى ان بيونغ يانغ اطلقت في الشهر الفائت صاروخا من غواصة، اجتاز 500 كلم باتجاه اليابان، ما شكل بالنسبة الى الخبراء تقدما بارزا في برامج الشمال البالستية.
وتزيد القدرة الفعلية لاطلاق صواريخ من غواصات من التهديد النووي للشمال الذي يصبح قادرا على حمل قدرته الرادعة الى مواقع ابعد من شبه الجزيرة الكورية.
كما انها توفر لبيونغ يانغ قدرة شن "ضربة ثانية" نووية في حال تعرض قواعدها العسكرية لهجوم.
وصف كيم جونغ اون هذه التجربة بانها "النجاح الاكبر" مؤكدا ان القارة الاميركية باتت في مدى ضربات بلاده.
من جهتها ردت سيول على مضاعفة تجارب الصواريخ الشمالية بالموافقة على نشر منظومة الدرع الاميركية المضادة للصواريخ "ثاد"، في قرار ادانته بكين وموسكو.

عزلة متزايدة
من جانبه حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما حكومة كوريا الشمالية امس الثلاثاء من ان تجارب الاسلحة التي تعتبر استفزازية ستعمق من عزلة هذا البلد.
وقال اوباما لقادة اقليميين خلال قمتهم في لاوس "اليوم ساجتمع مع الرئيسة بارك (كوريا الجنوبية) لكي اؤكد لها تحالفنا الثابت والاصرار على بقاء المجموعة الدولية متحدة حتى تفهم كوريا الشمالية ان استفزازاتها ستؤدي فقط الى تعميق عزلتها".
واجرت كوريا الشمالية الاثنين تجارب على ثلاثة صواريخ بالستية الى بحر اليابان في عرض قوة جديد فيما التقى اوباما مع الرئيس الصيني شي جينبينغ وقادة اخرين خلال قمة مجموعة العشرين في الصين.
واجرت كوريا الشمالية سلسلة تجارب صاروخية هذه السنة في تحد للعقوبات الدولية المفروضة عليها بعد تجربتها النووية الرابعة في يناير.
ويجتمع مجلس الامن الدولي الثلاثاء لبحث اخر تجربة صاروخية لاقت ادانات من الولايات المتحدة واليابان.
والتقي اوباما ورئيسة كوريا الجنوبية غوين هيه بارك امس الثلاثاء في فينتيان عاصمة لاوس على هامش اجتماع قادة اقليميين تستضيفه رابطة دول جنوب شرق آسيا التي تضم عشرة اعضاء.

خرق للقرارات الدولية
القدرة على اطلاق صواريخ بالستية من غواصات، ستزيد من تهديد كوريا الشمالية النووي اذ ستمكن بيونجيانج من ممارسة قوتها الرادعة ابعد من شبه الجزيرة الكورية. وستمنح ايضا كوريا الشمالية قدرات في حال تعرض قواعدها العسكرية لهجوم.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون وصف عملية الاطلاق بانها "نجاح كبير" يجعل من بيونجيانج "رائدة بين القوى العسكرية التي تملك قدرات نووية هجومية".
وتحظر القرارات الدولية على كوريا الشمالية اي برنامج نووي او بالستي.
وقال متحدث كوري جنوبي ان "اطلاق كوريا الشمالية لصواريخ بالستية يشكل خرقا مباشرا لقرارات مجلس الامن الدولي في محاولة لاظهار قدراتها النووية والبالستية خلال قمة مجموعة العشرين".
وعملية الاطلاق الجديدة تاتي بعد ساعات على لقاء بين رئيسة كوريا الجنوبية بارك غون-هي والرئيس الصيني شي جينبينغ على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين.
والصين حليفة بيونغ يانغ الرئيسية وتدعمها اقتصاديا، لكن العلاقات بين البلدين توترت مؤخرا بسبب برنامج كوريا الشمالية النووي والبالستي.
وردت سيول على مضاعفة كوريا الشمالية لعمليات اطلاق الصواريخ بقبول نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ على اراضيها، في قرار دانته كل من بكين وموسكو.
وفي هانغتشو اكد الرئيس الصيني معارضة بلاده لنشر نظام اميركي مضاد للصواريخ بحجة ان "ادارة سيئة" لهذه المسألة قد "يكثف الخلافات" في المنطقة بحسب وكالة انباء الصين الجديدة.
وذكرت وكالة انباء كوريا الجنوبية ان الرئيسة بارك اعلنت ان الاستفزازت المستمرة من قبل بيونجيانج تشكل "تحديا" للعلاقات بين سيول وبكين.