تهويد القدس.. محور تصاميم خريجي قسم العمارة بجامعة أريئيل

الحدث الثلاثاء ٠٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:١٩ م
تهويد القدس.. 
محور تصاميم خريجي قسم العمارة بجامعة أريئيل

القدس المحتلة - زكي خليل – وكالات

لا يترك الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه المختلفة فرصة أو وسيلة إلاّ ويستعملها ويستثمرها من أجل تعميق وتكريس تهويد مدينة القدس المحتلة، وطمس معالمها وتاريخها، واستنبات تاريخ عبري موهوم ومزعوم، وإبراز واقع ومعالم حديثة من عمارات شاهقة، غريبة عن القدس وتاريخها العربي والإسلامي العريق.
خريجو قسم العمارة والتصميم الهندسي في جامعة مستوطنة "أريئيل" في الضفة الغربية، اختاروا أن يركزوا أبحاثهم الختامية للتخرّج بعرض مشاريع تصاميم هندسية في القدس المحتلة، كلّها تصب في خدمة تهويد مدينة القدس، وربطها بالمشروع الصهيوني الاحتلالي، تفريغ القدس من أهلها الاصليين، وربطها بمصطلحات الهيكل المزعوم.
وعرض أحد الخريجين تصاميما لقرية لفتا المهجرة عام 1948م، وهي قرية فلسطينية بقي عدد من بيوتها صامدا، ولكنه فارغا، واقترح ربط القرية بالمحيط الحداثي لغربي القدس ومدخلها الرئيس، لكنه أخفى وطمس حقيقة القرية وخلفيتها التاريخية، وأظهرها على أنها مجرد بيوت عتيقة، لا أهل لها ولا أصحاب ولا تاريخ.
فيما عرض آخر مشروعا تهويديا واسعا لأسطح المنازل في القدس القديمة، وتحويلها الى حدائق عامة ومطلات وحوانيت وأماكن لهو، تطل على المسجد الأقصى المبارك، دون ذكر تاريخها الإسلامي أو العربي.
بينما يقترح آخر تصميما لمحيط الكنيست الإسرائيلي، وربطه بمعاني الهيكل المزعوم والقدس القديمة، مدعياً أن مركز الحكم في التاريخ اليهودي للقدس ارتبط مباشرة وبشكل مركز بـ "المعبد"، ويقدم آخر رؤيا لربط قمة هضبة الشيخ جراح، حيث وقعت إحدى المعارك في حرب حزيران 1967، وأن تكون طريقا وسبيلا للتذكير في تاريخ استعادة القدس وتوحيد شطريها مرة أخرى، فيما عرض آخرون عدة تصاميم تخدم تكثيف وتطوير الاحياء الاستيطانية في القدس المحتلة.

محاولات فاشلة
من جانبه واكد وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني ان المحاولات الاسرائيلية لتغيير طابع مدنية القدس ستفشل وستبقى القدس "تتكلم عربي".
وقال ل "الشبيبة" سنبقى نسيير ضمن استراتيجتنا رغم المخططات الاسرائيلية والمحاولات لتغيير طابع القدس , فهو تحتوي على تاريخ قديم وعريق. مشيرا الى ان السياسات الاسرائيلية المتبعة في القدس تهدف الى تحقيق أغلبية ديموغرافية يهودية وهو ما لم ينجح حتى اللحظة خاصة في الشطر الشرقي من المدينة التي أكد العالم أجمع على وضعها القانوني من حيث انها اراضي محتلة منذ العام 1967 والعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، وفشل الاحتلال بكل جبروته وآلته الحربية ببسط سيطرته على القدس الشرقية وادراتها مشيرا الى ان الاحصائيات الرسمية تشير الى وجود أكثر من 360 الف نسمة من الفلسطينيين بما نسبته 36 بالمئة من مجموع سكان المدينة بشطريها الشرقي والغربي .
وأكد ان العقبة الكأداء التي تقف امام استمرار عملية السلام وحل الدولتين هي المخططات الاستيطانية في مدينة القدس وحولها حيث وضعت الحكومة الاسرائيلية يدها على ما نسبته 35 بالمئة من مساحة القدس للتوسع الاستيطاني وأعلنت عن 30 بالمئة منها مناطق تنظيمية و22 بالمئة منها مناطق خضراء لا يسمح البناء فيها والابقاء على ما نسبته 13 بالمئة لاستخدام المقدسيين ، ما رفع نسبة المستوطنين الى أكثر من 203 آلاف نسمة ، ناهيك عن النشاطات الاستيطانية في البلدة القديمة وخاصة في محيط المسجد الاقصى المبارك والاهداف المبيتة له بهدمه لاقامة الهيكل المزعوم على انقاضه ، حيث يلاحظ الشروع بتقسيمه زمنيا دون الافصاح العلني تمهيدا لتقسيمه مكانيا وبالتالي اشعال فتيل صراع ديني في المنطقة برمتها .

اعتقالات
من جهة اخرى اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى امس الثلاثاء 15 فلسطينيا من محافظات الضفة الغربية . وذكر نادى الأسير الفلسطينى، فى بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى، اعتقلت سبعة فلسطينين من محافظة رام الله والبيرة، وأربعة آخرين من محافظة الخليل، إضافة إلى ثلاثة آخرين من محافظة نابلس، وآخر من محافظة أريحا.
من ناحية أخرى، حاول مستوطنون يهود، أداء طقوس تلمودية فى منطقة (باب الرحمة) داخل المسجد الأقصى المبارك، ما تسبب بتوتير الأجواء فى المسجد، واضطرت شرطة الاحتلال حينها إلى إخراجهم، وسط هتافات التكبير من قبل المصلين.
وكانت مجموعات من المستوطنين جددت اقتحامها للأقصى من باب المغاربة، عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، نفذت جولات استفزازية، وسط حراسة مشددة، من عناصر من الوحدات الخاصة، والتدخل السريع بشرطة الاحتلال.

مكافحة "الارهاب"
على صعيد اخر قام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس الثلاثاء بزيارة لهولندا تستمر يومين محورها مكافحة "انتشار الارهاب "، بحسب ما ورد في بيان صادر عن مكتبه.
وجاء في البيان ان "اوروبا تواجه التحدي الكبير الذي يطرحه انتشار الارهاب سابحث مع محاوري مساهمة اسرائيل البالغة الاهمية في مكافحة هذا الارهاب".
ويلتقي نتانياهو خلال الزيارة نظيره الهولندي مارك روتي واعضاء في لجنة الخارجية في البرلمان الهولندي والملك فيليم الكسندر.
وقبل هذه الزيارة، اعلن مسؤول اسرائيلي الجمعة ان اسرائيل ستستقبل لاول مرة "مجموعة عمل" من المحكمة الجنائية الدولية "قريبا".
وستقرر المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ مقرا لها في لاهاي ما اذا كانت ستفتح تحقيقا في اتهام اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في حربها على قطاع غزة صيف 2014.
واثارت السلطة الفلسطينية غضب اسرائيل عندما طلبت من المحكمة الجنائية الدولية العام 2015 التحقيق في اتهام الدولة العبرية بارتكاب جرائم حرب خلال حرب غزة في 2014.
واستمرت الحرب في قطاع غزة خمسين يوما واسفرت عن مقتل 2251 فلسطينيا بينهم 551 طفلا وفق الامم المتحدة، اضافة الى مقتل 73 اسرائيليا معظمهم جنود.
ورفضت اسرائيل التي لم توقع معاهدة انشاء المحكمة، بشدة المساعي الفلسطينية لفتح هذا التحقيق. لكن مسؤولين