عماني يكسو فتاة الماء النيبالية بالذهب

مزاج الاثنين ٢٥/يناير/٢٠١٦ ١٧:٣١ م
عماني يكسو فتاة الماء النيبالية بالذهب

مسقط -العمانية / فتاة الماء هي صورة فتاة ريفية من النيبال تحمل الماء في علب وتنقله لإخوتها وأهلها في يوم ملبد بالغيوم .. كانت تحمل الماء في جوء مليء بالماء بكل حالاته الكيميائية .. التقط مصور عماني يهوى القبض على اللحظة الزمنية تلك الصورة التي تعطي أبعادا ودلالات كثيرة ساقته الصدفة في الوقت والمكان المناسبين لحظة مرور هذه الفتاة وبحسه الفني استشعر اللحظة المناسبة وقام بالتقاط الصورة قبل أن يتغير المكان وتتبدل المشاعر. بعد ظهور الصورة أصبح لها شأن آخر .. هذه الصورة لم تكن كغيرها فقد لامست جوانب إنسانية وكشفت أبعادا جمالية أدركتها عيون خبراء التصوير حول العالم فأصبحت أكثر صورة حصدا للذهب في المسابقات الدولية . أخيرا فازت صورة فتاة الماء بالميدالية الذهبية في مسابقة صوفيا الدولية للتصوير الضوئي التي اقيمت في بلغاريا وتربعت على عرش المركز الأول في محور الماء شريان الحياة التي اشترط فيها أن تكون الصورة معبرة عن الماء وأثره في حياة الناس من بحار وأنهار وأمطار وأودية وهذا ما توافر فيها من بين أكثر من 6000 آلاف صورة لـ 500 مصور من 65 دولة مختلفة شاركوا في المسابقة وكانت فتاة الماء الأوفر حظا بينهم. فتاة الماء حققت في عام 2015 وحده ٦٦ جائزة دولية منها ٣٧ ميدالية ذهبية و٣ ميداليات فضية و3 برونزية و ٢٣ جائزة شرفية وبذلك تكون أكثر صورة لمصور عماني حصْدا للذهب في المسابقات الدولية التي يرعاها الاتحاد الدولي لفن التصوير (الفياب). ويقول المصور هيثم الفارسي إن صورة فتاة الماء هي من أقرب الصور إليه وتعني له الكثير وكان هو قد دخل عالم التصوير عن طريق الصدفة لكنّه أدرك سريعًا أن اجتهاده يظل السبيل الوحيد للوصول به إلى مرحلة الاحتراف، فعلى الرغم من أنّ بداياته كانت صعبة إلا أنه كان مقبلا على تعلم الأساسيات من الدروس النظرية إلى جانب انضمامه إلى جمعية التصوير الضوئي التي مثلت علامة فارقة في مشواره لتعلم المزيد من المهارات في مجال التصوير الفواتوغرافي. وحول بداياته في مجال التصوير، يقول الفارسي إن اهتمامه بالتصوير بدأ مع اطلاعه على أحد العروض على آلات التصوير الرقمية في أحد المجمعات التجارية واشتملت على ثلاث عدسات وانجذب إلى العرض على الرغم من عدم تمرسه في هذا المجال بعد.

ويضيف الفارسي أنه مع اقتناء آلة التصوير بدأ شغفه بالتصوير، كما بدأ أولى خطوات البحث في عدد من مواقع الانترنت عن دروس أساسيات التصوير وحاول تطبيق الدروس التي قرأها، ومن أبرز الأمور التي تعرف عليها أنّ المصور الناجح هو الذي يستطيع ترويض الضوء واستغلال الإضاءات بما يخدمه فكرته، وساعده في تطبيق أفكاره اهتمامه إلى جانب ذلك بالتقنيات الحديثة والفنون التشكيلية. وعن أبرز الأمور التي يجب أن يركز عليها المصور المبتدئ ينصح الفارسي بضرورة انضمام المصور إلى جمعية التصوير الضوئي، حيث إنها تعد بيئة مناسبة للمصور لتوفيرها ميزة الاحتكاك بالمصورين وتبادل الخبرات فضلا عن الاستفادة من حلقات العمل المجانيّة التي تقدمها الجمعيّة والتي تضيف الكثير للمصور من خلال حضوره مختلف الدروس التي يقدمها أساتذة متخصصون في هذا المجال، كما أنّ على المصور الاطلاع على الأعمال الفنيّة وممارسة التصوير باستمرار حتى يطور من أدائه ويضيف مهارات أخرى تصقل موهبته. ويقول الفارسي إنّ تجربة التصوير في عمان ناجحة بدليل النتائج والإنجازات الكبيرة التي يحققها المصورون العمانيون في مختلف المشاركات الخارجية على مستوى الوطن العربي أو مختلف دول العالم، وهو ما يؤكد تقدم السلطنة في هذا المجال. ويؤكد الفارسي على أهمية الدورات والمحاضرات المتعلقة بالتصوير الضوئي ودورها في صقل مهارات المصور حيث إنّه يستطيع أن يتعلم العديد من المهارات باستمرار خصوصًا مع التطور الذي تشهده مجالات التكنولوجيا وانتشار البرامج الخاصة بتعديل الصور وتنوع آلات التصوير الرقمية الحديثة التي تناسب مختلف مهارات ومستويات المصورين. واكتسب الفارسي الكثير من الخبرات خلال سفرياته إلى العديد من الدول وتعرفه على مختلف الثقافات، ومن أبرز تجاربه سفره إلى الهند والنيبال وبنغلاديش والصين، بهدف تصوير عشرات البورتريهات وثقافات الناس، وهو يشير إلى الهند باعتبارها من أكثر بلدان العالم مناسبة لأي مصور حيث تحظى ببيئات وثقافات وموروثات متنوعة تساعد المصور على تنويع أعماله.