مسقط - ش
تتجه اسواق النفط العالمية إلى التعافي لاسيما بعد إعلان السعودية وروسيا اتفاقهما على العمل من أجل تحقيق الاستقرار في السوق. وقال بيان مشترك صدر على هامش قمة مجموعة العشرين "إن روسيا والمملكة العربية السعودية اتفقتا على تشكيل مجموعة عمل لمراجعة العوامل الأساسية في سوق النفط وتقديم توصيات بخصوص الإجراءات والخطوات اللازمة لضمان الاستقرار في سوق الخام".
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو بشرق الصين إن المملكة وقعت اتفاقا مع روسيا من أجل التعاون في سوق النفط. وذكر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في المؤتمر الصحفي أن التعاون مع السعودية يتضمن سبلا لإحلال الاستقرار في أسواق النفط العالمية بما في ذلك الحد من إنتاج الخام.
وقال رئيس قسم استراتيجيات السلع لدى "ساكسو بنك" أولي هانسن ان مؤشر بلومبرج للسلع سجل أدنى مستوياته خلال 3 أشهر بعد تجدد حالة التدهور في أسعار النفط، وارتفاع الدولار الأمريكي في ظل التوقعات بارتفاع وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية.
وجاءت حالة الضعف هذه مدفوعةً بأسعار النفط، حيث تواصلت موجات الصعود والهبوط الحادة بالتوازي مع تباين الأساسيات الاقتصادية على المدى القصير والبعيد، وتوسع العروض المريبة التي أجبرت المتداولين على تتبع حركة الأسعار. وشهدت المعادن الثمينة تداولاً مدروساً طوال الأسبوع قبل تلقي دفعة قوية من تقرير الوظائف الأمريكية الذي جاء ضعيفاً أكثر من المتوقع.
ومع اقتراب تفعيل صفقة تجميد الإنتاج بين أوبك وروسيا يواصل النفط الخام مسيرة التقلبات الحادة مع دخول شهر سبتمبر بحالة من التحفظ في السوق، خاصة بعد موجة الارتفاع القويّة المسجلة في شهر أغسطس. وقد جاء هذا الارتفاع مدفوعاً بتجدد التوقعات حيال قيام أوبك بتجميد إنتاج النفط. وبعد أن شهد النفط أكبر موجة شراء على الإطلاق استمرت لمدة أسبوعين، سرعان ما تغيرت التوجهات نتيجة خروج الأدوات المالية الإيجابية الجديدةبعد ارتفاع الدولار والمخزونات الأمريكية.
وبعد أن شهدت موجات بيع حادة بنسبة 10% خلال ثلاثة أيام، نجحت السوق بالوصول إلى حالة من الاستقرار بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يود أن تتوصل أوبك وروسيا إلى اتفاق حول تجميد الإنتاج. ومن خلال إعرابه عن الحاجة لإعفاء إيران، أعاد الرئيس الروسي الكرة إلى ملعب أوبك الأكثر سعياً من روسيا لوقف حالة انخفاض الأسعار المستمرة منذ عامين.
وأدى رفض إيران الانضمام إلى اتفاق خلال الاجتماع الذي استضافته الدوحة في أبريل الفائت إلى عدم قبول المملكة العربية السعودية بالمضي في هذا الاتفاق. ولكن مع اقتراب بيع جزء من أسهم شركة أرامكو وارتفاع ضغوط الميزانية، يتوقع التقرير الصادر عن وكالة "رويتر" أن تكون هذه المرة مختلفةً عن سابقاتها.
ومن المرجح أن تواصل هذه التطورات دعم النفط للبقاء فوق حاجز الأربعين دولاراً للبرميل، في حين تواصل في الوقت نفسه جعل مسألة تحقيق تحسن واضح فوق مستوى 50 دولاراً للبرميل أمراً صعباً طالما بقيت مستويات التراجع العالمي مرتفعة كما هي الآن. وتاريخياً، أثبت سبتمبر أنه شهر صعب بالنسبة لأسواق النفط مع ارتفاع المخزونات استجابةً لانخفاض نشاطات التكرير.
الذهب ينجح في الاختبار
واجتاز الذهب أول اختبار كبير له منذ شهر مايو بعد قضائه عدة أشهر في التراوح حول سعر 1340 دولار للأونصة، انخفض الذهب ليختبر مستوى الدعم الرئيسي عند حد 1300 دولار للأونصة. وجاء هذا الانخفاض مدفوعاً بارتفاع الدولار واستجابةً لإشارات لجنة السوق المفتوحة الاتحادية حول عودة احتمال رفع سعر الفائدة خلال شهر سبتمبر كخيار مطروح للنقاش.
ومع ذلك، يهدئ تقرير الوظائف لشهر أغسطس حدّة بعض المخاوف مع إخفاق وتيرة إنشاء الوظائف غير الزراعية في مواكبة التوقعات. وفي حين ما زلنا نعتقد أن لجنة السوق المفتوحة الاتحادية ستقوم برفع أسعار الفائدة مرةً واحدةً على الأقل هذا العام، تم تغيير التوقيت إلى شهر ديسمبر بسبب إجراء الانتخابات الرئاسية خلال شهر نوفمبر.
وفي أعقاب تقرير الوظائف المخيب للآمال، استعاد الذهب بعضاً من خسائره، الأمر الذي يؤكد على أهمية سعر 1300 دولار للأونصة كمستوى دعم، تماماً كما أصبح سعر 1200 دولار للأونصة خلال تصحيح الأسعار الأخير في شهر مايو الفائت.