القدس المحتلة – زكي خليل
تدرس اسرائيل بالإيجاب السماح لممثلي مكتب المدعية في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بزيارة اسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية خلال الأسابيع القريبة، حسب ما قاله مسؤولون كبار في القدس لصحيفة "هآرتس". واشار هؤلاء الى ان ممثلي المدعية العامة في المحكمة، فاتو بنسودا، يريدون الحضور الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية في اطار الفحص التمهيدي الذي تجريه المدعية في موضوع الشكوى الفلسطينية ضد اسرائيل بشأن عملية الجرف الصامد والبناء في المستوطنات.
وحسب اقوال المسؤولين الاسرائيليين، فان الزيارة لا تهدف الى جمع ادلة او فحص الادعاءات الفلسطينية، وانما ستتعامل مع ما يسميه مكتب المدعية "مسائل اعلام وتثقيف". وقالت المصادر الاسرائيلية ان ممثلي المدعية يريدون إجراء حوار وتقديم تفسيرات حول عمل المدعية، من جهة، وعمل الجهاز القضائي الاسرائيلي، من جهة اخرى. وكما يبدو، يتوقع ان يلتقي ممثلو بنسودا مع وسائل الاعلام الاسرائيلية والفلسطينية والشرح للجمهور في الجانبين حول عمل المحكمة الدولية واجراءات الفحص التمهيدي.
وقال المسؤولون الاسرائيليون: "ليس لدينا ما نخفيه، وسيسرنا اطلاع ممثلي المحكمة الدولية على مدى استقلالية الجهاز القضائي في اسرائيل. ستكون هذه فرصة اخرى للتوضيح بأن اسرائيل تعتقد بأنه لا مكان لتدخل المحكمة الدولية وانها لا تملك أي صلاحية او مبرر لمعالجة الشكاوى الفلسطينية".
وتقدر اسرائيل ان ممثلي المحكمة الدولية يريدون القيام بالزيارة الاعلامية في اسرائيل والسلطة الفلسطينية من اجل بناء الثقة مع اسرائيل بشكل يسمح في المستقبل بإجراء زيارة اخرى خاصة بفحص الشكوى الفلسطينية. وقد يكون هناك سبب آخر للزيارة وهو رغبة المدعية بتخفيف الضغط الفلسطيني على مكتبها، والتوضيح بأنها تعالج الموضوع. وقالوا في اسرائيل انه حتى اذا صودق على الزيارة فهذا لا يعني حدوث تقدم في الفحص التمهيدي. وقالوا ايضا، ان رئيس الحكومة لم يصادق بعد على الزيارة وان القرار سيصدر قريبا. وليس من المعروف ما اذا كان سيسمح للوفد بزيارة غزة، ايضا.