الاستقبال الفاتر لاوباما في الصين ... حدث مقصود ام خطأ بروتوكولي ؟

الحدث الاثنين ٠٥/سبتمبر/٢٠١٦ ٢١:٠٨ م
الاستقبال الفاتر لاوباما في الصين ... حدث مقصود ام خطأ بروتوكولي ؟

تساءل الكثيرون عن الاستقبال "الفاتر" الذي اعتبره البعض "مهينا" للرئيس الأميركي باراك أوباما لدى نزوله بالصين للمشاركة في قمة مجموعة الـ 20، حيث وطأ أوباما مطار مدينة هانغتشو دون مد السجادة الحمراء، مستخدما سلم الطوارئ في مؤخرة الطائرة لا من مقدمتها كما هو معمول به في الأعراف الدبلوماسية وبروتوكولات استقبال الرؤساء.
وعلى عكس أوباما، فقد استقبلت بكين عددا من الزعماء وفقا لمقتضى مراسم الاستقبال الرسمية، إذ فرشت السجادة الحمراء لعدد من قادة الدول، كالرئيس الروسي فلاديمير بوتن، والكوري الجنوبي بارك جيون هاي، والرئيس البرازيلي الجديد ميشال تامر، وكذا رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي.
من جانبها ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الأثنين أن مسئولى الإدارة الأمريكية نفوا ما تردد عن أن طريقة استقبال الرئيس الأمريكى باراك أوباما لدى وصوله إلى الصين للمشاركة فى فعاليات قمة ال20 تمثل جزءا من محاولة صينية أكبر لإذلال الرئيس أوباما.
وقالت الصحيفة –فى تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- إن المسئولين الأمريكيين برروا ماحدث بأن هذا الاستقبال يعكس الى أى مدى كان الصينيون متوترون وهم ينظمون فعاليات قمة مجموعة ال20، التى جمعت العشرات من زعماء العالم.
وأشارت الصحيفة الى أن السلطات الصينية افرغت بشكل كبير مدينة "هانجتشو" التى يقطنها قرابة الـ10 ملايين نسمة قبيل بدء فعاليات القمة، حتى أنها اجبرت السكان على الحصول على اجازات، لافتة إلى أن هانجتشو، عاصمة اقليمية، لا تمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع الشخصيات المهمة فى العالم كالتى تمتلكها بكين أو حتى شنغهاى.
كما أوضحت الصحيفة أن السلطات الصينية فرضت ايضا قيودا غير عادية فى مسألة التعامل مع الفريق الصحفى الذى رافق الرئيس أوباما فى رحلته؛ حيث تم توقيف الفريق الاعلامى للبيت الأبيض الذى عادة ما يرافق الرئيس فى جميع رحلاته الخارجية، فى حافلات تبعد مائتى ياردة من موقع الرئيس، من دون السماح لهم بالحصول على أى طعام أو استخدام المرحاض.
من جانبه، فسر الرئيس أوباما سبب وقوع التوتر بين المسئولين الصينيين والصحفيين الأمريكيين لدى وصوله إلى الصين بأن تعامل الولايات المتحدة مع الصحفيين يختلف عن تعامل دول أخرى، وقال:" إننا نعتقد بأهمية أن يطلع الصحفيون على ما نقوم به، وأن يتمكنوا من طرح الأسئلة".
وأضاف: "لا نترك قيمنا ومبادئنا خلفنا عندما نسافر إلى بلاد أخرى، ولكن ذلك قد يتسبب فى بعض التوتر".مع ذلك، أردفت (نيويورك تايمز) تقول إن الصدامات بين الصين والولايات المتحدة بشأن الأوضاع الأمنية والتعامل مع زيارات الرئيس أوباما كانت تمثل دوما موضوع جدال فى كل زيارة يقوم بها الرئيس منذ نوفمبر عام 2009 .
كانت بعض وسائل الاعلام قد وصفت الطريقة التى استقبلت الصين بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمشاركة فى قمة العشرين بالشكل المهين حيث استخدم الرئيس الأمريكى سلم الطوارئ فى مؤخرة الطائرة بدلا من مقدمتها. ولم توفر السلطات الصينية السلم الخاص للخروج من الطائرة بالشكل الاعتيادى وبالطابع الرسمى .
ولم يتوقف الأمر عند قضية السلم فقط، حيث لم يحظ الرئيس الأمريكى أيضا باستقبال رسمى ومد سجادة حمراء على الأرض لمرور الرئيس عليها، كما يقتضى البروتوكول فى استقبال الزعماء

وأثناء الحادثة، صاح أحد المسؤولين الصينيين في وجه المسؤولين الأميركيين لدى محاولتهم مساعدة الصحافيين الأميركيين في ترتيبات تصوير وصول أوباما "هذه بلادنا، وهذا مطارنا".
وسجلت الكاميرات الحادث الذي جاء قبل المحادثات المباشرة بين الرئيس الصيني شي جينبينغ وضيفه الأميركي.
ولم يفوت أوباما الفرصة للرد لاحقا، حيث قال إن المشاحنات التي وقعت بين مسؤولين أميركيين وصينيين في مطار هانغتشو، تظهر الفجوة بين البلدين إزاء التعاطي مع حقوق الإنسان وحرية الصحافة.
وأوضح أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن هذا الحادث ليس الأول للمسؤولين الصينيين.
وقال "نعتقد أنه من المهم أن يتاح المجال للصحافة لتغطية العمل الذي نقوم به، وأن تكون لديهم القدرة على الإجابة عن الأسئلة"، مضيفا "نحن لا نترك مبادئنا وقيمنا خلفنا عندما نقوم بهذه الرحلات".
وأضاف أن الخلافات تظهر كذلك في المحادثات مع نظيره الصيني.
وأردف "عندما أطرح قضية مثل حقوق الإنسان، يظهر بعض التوتر الذي ربما لا يظهر عندما يلتقي الرئيس شي مع قادة آخرين".
وتفرض الصين ضوابط شديدة على الصحافة، وتراقب باستمرار التغطية الصحافية لمسائل تعتبرها حساسة أو تمس بصورة البلاد.
وتفرض السلطات إجراءات أمنية "خانقة" في هانغتشو، تهدف إلى تجنب وقوع أية حوادث وضمان تحقيق الصين نتائج تتناسب مع الجهود السياسية والمالية التي بذلتها لعقد هذه القمة، إلا أن أوباما حاول إضفاء المرح على حادثة المطار، وأشار إلى أن الوفد الكبير الذي يرافقه يمكن أن يخيف أي بلد.
وأضاف "نحن نحدث أثرا أكبر من أي بلد آخر. نحضر الكثير من الطائرات والمروحيات والسيارات والأشخاص. ولو كنتم بلدا مضيفا فربما كنتم ستشعرون أن ذلك كثير بعض الشيء".