برنامج تدريبي لإعداد متطوعين في المجال البيئي

بلادنا الأحد ٠٤/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٥١ م
برنامج تدريبي لإعداد متطوعين في المجال البيئي

مسقط - عزان الحوسني

بدأ المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني أمس برنامجا تدريبيا بعنوان «في بيئتي متطوع» يهدف لإعداد مدربين في مجال التطوع البيئي في السلطنة، بالتعاون مع جامعة الشرقية وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية في السلطنة، ويستمر لمدة 4 أيام متتالية.

ويعول على البرنامج الكثير من الأهمية، حيث سيسهم إلى حد كبير في ترسيخ مفاهيم التربية البيئية في مختلف فئات المجتمع العماني من خلال تدريب مجموعة من الشباب المتطوعين المحبين لبيئتهم، الساعين لحمايتها بكل طاقاتهم العلمية والعملية، بحيث ينطلقون بعد إنهاء كافة البرامج التدريبية الى توعية المجتمع بكافة شرائحه بأهمية الحفاظ على المنظومة البيئية وصون مواردها الطبيعية.
افتتح البرنامج برعاية أمين عام مجلس التعليم سعادة د. سعيد بن حمد الربيعي، وبحضور عدد من المسؤولين في الجهات الحكومية المسؤولة عن البيئة، وعمداء الجامعات والمراكز البحثية العلمية.
وقال أمين عام مجلس التعليم إن السلطنة بها تنوع بيئي رائع، ويعتبر هذا البرنامج بادرة جميلة لفتح شراكة مع المؤسسات التعليمية، وذلك لبث الوعي وتعزيز هذه المؤســسات لتقوم بدورها تجاه البيئة.
وأشار الربيعي الى الاهتمام بالمناهج قائلا: هناك اهتمام كبير في المناهج يهتم بالجانب البيئي والحفاظ عليه لتأسيس جيل واع لما لهذا الأمر من أهمية. وهناك اهتمام من الحكومة منذ القدم للحفاظ على البيئة، وعلينا المبادرة كأفراد في المجتمع لرفع قيمة العمل التطوعي في هذه المؤسسات لتأسيس بنية قوية وتحقيق ما تطمح إليه استراتيجيات السلطنة في هذا الأمر. وأضاف أمين عام مجلس التعليم: هناك قرارات كثيرة متعلقة بالحفاظ على البيئة وبالعمل التطوعي ونحتاج بشكل فعلي إلى أن نجعل الطلبة في هذه المؤسسات التعليمية يتوجهون الى الميدان ويطبقون هذا العمل التطوعي كتطبيق عملي وكذلك مشاركات فعلية في الحفاظ على البيئة.

منظومة بيئية

وأكد المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة د. سيف بن راشد الشقصي في كلمة افتتاح البرنامج أن هذا البرنامج التدريبي يأتي سعياً من المركز الوطني لإيجاد جيل من الشباب العماني الواعي المساهم في الحفاظ على بيئته ووطنه، وتعزيزاً لترسيخ مفاهيم التربية البيئية في السلطنة تحقيقاً للنهج السامي الذي رسمه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بأهمية مشاركة كافة فئات المجتمع في الحفاظ على المنظومة البيئية في السلطنة وصون مواردها الطبيعية بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار الشقصي إلى أنه منذ أواخر القرن العشرين أصبحت المشكلات البيئية تحظى باهتمام عالمي، ويعد موضـــوع تلوث البيئة والأخطار الناجمة عنــها وآثارها على الإنسان وممتلكاته من الموضوعات الرئيسية التي شغلت العالم لما لها من تأثير على حياة الأفراد والمجتمعات، وقد أخذ الاهتمام بها يتزايد تدريجــيا مع مـــرور الوقـــت، حيث عقدت المؤتمـــرات والندوات الخاصة بالبيئية على مختلف المستويات العالمية.
وذكر أن التقرير الختامي لمؤتمر تبليسي حول التربية البيئية الذي عقدته منظمة اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في العام 1977، أكد أن الحاجة أصبحت ملحة وماسة لتنظيم البرامج العلمية والتدريبية والفنية في موضوع التربية البيئية بهدف توعية الجمهور العام وتعريفه ببيئته، ولضمان المشاركة النشطة والفاعلة من الجمهور في حل المشكلات البيئية في المجتمع المعاصر، كما دعا كافة المنظمات والجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدنية المهتمة بالبيئة الى إنشاء برامج للتربية البيئة تشارك فيها مختلف فئات وشرائح المجتمع.
ويهدف البرنامج التدريبي إلى تعميق مفهوم التعاون المشترك بين القطاع الحكومي والمجتمع في تنفيذ البرامج والأنشطة التي تساهم في رقي المجتمع الى أفضل. ويعتبر هذا البرنامج التدريبي هو الباكورة الأولى لهذا البرنامج، وسيعقبه تنفيذ برامج تدريبية أخرى متتالية، نستطيع من خلالها إيجاد جيل من الشباب المتطوع المحب لبيئته.

توعية المجتمع

وكان لطلاب جامعة الشرقية دور في هذ الافتتاح حيث شاركت الطالبة عذاري الداوودي بكلمة أكدت فيها أهمية البيئة للإنسان وأهمية الجهود المبذولة من أجل حمايتها قائلة: دور الفرد في الحفاظ على المنظومة البيئة واجب لكونه أحد الأركان المهمة في حمايتها، موضحة أنهم كطلبة حملوا على عاتقهم دور توعية المجتمع بالقضايا والمواضيع البيئية مساهمة منهم في الحفاظ على بيئة السلطنة، لذلك فإنهم سيقومون بعد انتهاء هذا البرنامج التدريبي بوضع برنامج توعوي يتوجهون من خلاله الى كافة فئات المجتمع لتعزيز الوعي البيئي لديهم بما يخدم بيئة السلطنة ويحقق المصلحة العامة للمجتمع.
وتم عرض فيلم توعوي عن التربية البيئية بالسلطنة من إنتاج المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة، وتم خلال الفيلم الذي جسد شخصياته مجموعة من الطلبة في إحدى المدارس طرح عدد من المواضيع والقضايا البيئية ودور الفرد في الحفاظ على النظام البيئي.

10 مواضيع

وسيتم خلال هذا البرنامج الذي يستمر أربعة أيام متتالية تدريب المشاركين على 10 مواضيع بيئية مهمة هي: جهود السلطنة في المحافظة على البيئة، التنوع الأحيائي في السلطنة وأهم التحديات التي يواجهها، التغيرات المناخية وتأثيراتها، تعزيز مفاهيم السلوكيات الإيجابية المحابية للبيئة، الصيد الجائر للحيوانات البرية والحياة الفطرية، السياحة البيئية وتحدياتها التنموية، أهمية إعادة استخدام المخلفات لإنتاج مواد صديقة للبيئة، استخدام التكنولوجيات الحديثة في مجال البيئة، السلامة الميدانية في العمل البيئي، التدريب على الإسعافات الأولية في العمل البيئي، الى جانب تخصيص اليوم الأخير من هذا البرنامج لتدريب المشاركين ميدانياً على الطرق العلمية والصحيحة للبحث الميداني البيئي في محمية السليل الطبيعية بمحافظة جنوب الشرقية.
ويهدف البرنامج إلى إنشاء جيل من الشباب العمانيين المتطوعين للعمل في المجال البيئي، وزيادة الوعي المجتمعي بالمواضيع والقضايا البيئية في السلطنة وكيفية إيجاد الحلول المناسبة لها، وتعزيز السلوك الإيجابي البيئي للأفراد بما يخدم المنظومة البيئية في السلطنة ويكفل العمل على تحقيق مبادئ التنمية المستدامة في كافة مجالات الحياة في السلطنة، وتعزيز جوانب التربيــة البيئية في السلطنة وتفعيل العمل البحثي الميداني البيئي وتعزيز قيمه ومبادئه في المجتمع العماني، وتعزيز العمل المشترك بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية ومؤسسات القطاع المدني في السلطنة.