دمشق – ش
نشرت الوكالة الفرنسية تقريرا مصورا عن بناء المقابر على شكل طبقات، فى مدينة دوما السورية والتى تسيطر عليها قوات المعارضة، لاستيعاب عدد أكبر من الجثث، لعدم وجود أماكن لاستيعابهم.
وقال أبو عبدو، أحد العمال بإحدى المقابر، نصنع خليطا من التراب والقش لبناء المقبرة لتكون بديلا عن الإسمنت والرمال لعدم توافرها فى ظل الحرب التى قضت على الأخضر واليابس فى البلد العربى.
سمير وهو المسئول عن بناء المقابر الجديدة، يعزى بناء المقابر على شكل طبقات لعدة أسباب، قائلا: أولها ارتفاع عدد الشهداء بشكل كبير، وأن بناء المقابر بشكل أفقى يحتاج إلى مساحات كبيرة غير متوفرة، كما أرجع اختيار تلك الطريقة لسرعة تجهيز المقبرة لدفن عدد أكبر من الجثث.
ارقام مفزعة
ارقام متباينة لعدد الضحايا للحرب المستعرة في سوريا تختلف في تصوير حجم المأساة التي يعيشها السوريون الا انها تتفق على انهم يعيشون كابوسا مرعبا وان سوريا تشيع المزيد من ابنائها كل يوم .. وفقا لتقارير عالمية قتل ما لا يقل عن 400 ألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء .
في فبراير الفائت أظهرت دراسة للمركز السوري للأبحاث السياسية أن 11.5% من الشعب السوري قُتلوا أو أصيبوا في الحرب الأهلية التي اندلعت منذ سنوات. كما أدت الحرب، حسب الدراسة، إلى «شبه اختفاء البنية التحتية والثروات التي كانت تتمتع بها سوريا»، وذلك حسبما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية بشكل حصري من الدراسة، ومن المقرر أن يعلن المركز عن هذه الدراسة، اليوم الخميس، في بيروت.
وكانت الأمم المتحدة تذهب في تقديراتها بشأن ضحايا الحرب في سوريا إلى أن عدد قتلى الحرب بلغ نحو 250 ألف قتيل، في حين أن المركز السوري للأبحاث السياسية يقدر عدد ضحايا الحرب بنحو 470 ألفًا ما بين قتيل وجريح. وحسب الدراسة، فإن العدد الأكبر من هؤلاء القتلى كان بسبب الحرب وتداعياتها، حيث توفي على سبيل المثال نحو 70 ألفًا متأثرين بجروحهم بسبب قلة الرعاية الطبية، ومنهم مَن مات جوعًا.
وبرر المركز هذا الفارق الهائل في أعداد الضحايا بأن المصادر التي اعتمدت عليها الأمم المتحدة في بياناتها لم تكن كافية بسبب الحرب. وحسب الدراسة فقد تراجع متوسط الأعمار في سوريا من 70 عامًا عام 2010 إلى 55.4 عام سنة 2015، وأشارت الدراسة إلى هجرة 45% من الشعب السوري جراء الحرب.
وقال معدُّو الدراسة إن الأضرار الاقتصادية التي تكبدتها سوريا جراء الحرب وصلت إلى نحو 226 مليار يورو.
وقالت صحيفة «الغارديان» إن المركز توصل إلى نتائج هذه الدراسة من خلال أبحاثه الميدانية في سوريا، وإن الأمم المتحدة نفسها اقتبست بعض المعلومات من أبحاث سابقة للمركز.
الحصر الدقيق مستحيل
مع بداية عام 2014، أبلغ روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين الذي كان يتولى الإعلان عن أعداد القتلى، أن المنظمة لم تعد قادرة على عمل حصر دقيق عن عدد القتلى، وأنه بسبب الشكوك المثارة حول دقة المعلومات المعلنة، فلن تعلن الأمم المتحدة أرقاما جديدة. غير أنه في أغسطس 2013، غيرت الأمم المتحدة قرارها بإعلانها عن تقديرات جديدة بلغت 191 ألف قتيل وهي التقديرات التي وصفها كولفيل بالتقديرية وليست «حقيقة دامغة».
وفي ضوء القدرات المحدودة لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين على دخول سوريا، تعين عليها الاعتماد على طرف ثالث في سوريا يقوم بعمل حصر مستقل عن أعداد الوفيات في البلاد. ربما تعتبر تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يديره الناشط الحقوقي رامي عبد الرحمن من بيته في كوفنتري ببريطانيا، الأكثر انتشارا. وكان عبد الرحمن صرح بأنه يستعين بشبكة تضم مئات المتطوعين في سوريا للمساعدة على جمع المعلومات.
في نهاية فبراير 2013 ، قام المرصد السوري بتحديث بياناته ليرتفع العدد إلى 271 ألفا و138 قتيلا موثقا منذ اندلاع الحرب في سوريا، منهم 122 ألفا و998 مدنيا ليرتفع الإجمالي الموثق وغير الموثق لنحو 370 ألف قتيل.
ليس المرصد السوري لحقوق الإنسان وحده من يقوم بإحصاء عدد القتلى، حيث إن هناك مجموعة أخرى تسمى مركز توثيق الانتهاكات التي وثقت 131 ألفا و919 قتيلا ، غير أن المركز اعترف بأن الرقم أقل من الواقع بسبب عدم قدرته على إحصاء عدد القتلى بين صفوف القوات الموالية للنظام السوري. كذلك هناك مجموعة أخرى تسمى المركز السوري للأبحاث السياسية أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن نحو 470 ألف سوري قتلوا في الحرب السورية.
التضارب في أعداد القتلى ليس مقتصرا على سوريا وحدها، غير أن الحرب السورية حدثت في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي زادت من قدرات المجموعات على توثيق عدد القتلى وتقدير دقة الأرقام المسجلة، كذلك عززت الأرقام المتباينة الصادرة عن تلك الجماعات مصداقية فكرة أن الأرقام المعلنة قد يكون وراءها دوافع سياسية، والأسوأ من هذا عدم توضيح تلك المجموعات طريقة جمعها للمعلومات والأرقام (فمثلا يرفض المرصد السوري لحقوق الإنسان الإفصاح عن طريقة عمله).
في بعض الأحيان تعتبر التفاصيل أهم من الصورة الكلية، فالأرقام الدقيقة لعدد القتلى في صفوف قوات بشار الأسد في معاركها مع الثوار غير واضحة. على سبيل المثال، تشير أغلب التقديرات إلى أن قوات الأسد مسؤولة عن أغلب تلك الوفيات، لكن عددا قليلا من المجموعات الموالية له تعلن أعداد ضحايا قواتها، هذا إن أعلنت من الأساس.
عام واحد من الكارثة
كشف تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن عدد الضحايا الذين سقطوا عام 2015 خلال الحرب المندلعة في سوريا التي تواجه منذ خمس سنوات نزاعا داميا.
وقال المرصد ان اكثر من 55 الف شخص في سوريا قتلوا في 2015، بينهم اكثر من 2500 طفل.
من جهة ثانية، ذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ان هذه الحصيلة ترفع الى اكثر من 260 الفا العدد الاجمالي للقتلى منذ بداية النزاع في 2011، ومعظمهم من المقاتلين.
وفي 2015 وحدها، لقي اكثر من 55 الفا مصرعهم، منهم نحو 13 الفا من المدنيين بينهم 2574 طفلا.
ويقل هذا الرقم عن العام 2014 الذي اسفرت اعمال العنف خلاله عن مقتل 76 الفا.
واكثرية القتلى هم من المقاتلين، منهم 7798 من الفصائل المعارضة واكثر من 16 الف جهادي من تنظيم داعش وجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، او الميليشيات التي تقاتل قوات الرئيس بشار الاسد.
وقد لقي اكثر من 17 الفا بالاجمال مصرعهم في صفوف النظام، منهم اكثر من 8800 جندي ونحو 7 الاف من عناصر الميليشيات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد، و378 عنصرا من حزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب القوات السورية.
كما قتل ايضا 1214 مقاتلا اجنبيا، كما يقول المرصد السوري الذي يستند الى شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.
واوضح المرصد من جهة اخرى ان 274 قتيلا قد تعذر التعرف الى هوياتهم.
ومنذ بداية النزاع الذي بدأ لدى قمع تظاهرات سلمية وتطور الى حرب معقدة يشارك فيها عدد كبير من الاطراف والقوى الاجنبية، اعلن المرصد مقتل اكثر من 260 الفا بينهم اكثر من 75 الف مدني.