اوروبا تقترب من التخلي عن اللاجئين

الحدث الأحد ٠٤/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٩ م
اوروبا تقترب من التخلي عن اللاجئين

برلين – عواصم – ش – وكالات

أعلن رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك، امس الأحد، أن قدرة الاتحاد الاوروبى على استقبال اللاجئين، "اقتربت من بلوغ حدودها" داعيا الاسرة الدولية الى تحمل حصتها من المسؤولية.
وقال توسك خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين فى هانغتشو بالصين ان "قدرات اوروبا على استقبال موجات جديدة من المهاجرين فضلا عن المهاجرين الاقتصاديين غير الشرعيين اقتربت من بلوغ حدودها".
من جهة اخرى وفي نفس السياق بدأ امس الأحد التصويت في ولاية مكلنبورج فوربومرن الألمانية في انتخابات من المتوقع أن يحقق فيها حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة مكاسب كبيرة مما يعكس سخطا متزايدا على المستشارة أنجيلا ميركل وسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها إزاء اللاجئين.
وبعد هذه الانتخابات تأتي انتخابات رئيسية أخرى في برلين خلال أسبوعين والانتخابات العامة في سبتمبر المقبل. وتأتي انتخابات امس الأحد بعد عام من قرار ميركل بفتح حدود ألمانيا أمام مئات الآلاف من اللاجئين.
وعاقب الناخبون بالفعل ميركل في انتخابات ثلاث ولايات في مارس آذار حيث صوتوا بأعداد كبيرة لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا رافضين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه ميركل.
ولاية مكلنبورج فوربومرن ولاية ساحلية صغيرة في شمال شرق ألمانيا لا يزيد عدد الناخبين فيها عن 1.3 مليون ناخب لكن الخسارة هناك ستكون مهينة لميركل إذ أنها الولاية التي تضم دائرتها الانتخابية.
ومن المتوقع أن يحصل الحزب الديمقراطي الاشتراكي المشارك في الائتلاف الحاكم على 28 بالمئة من الأصوات بالمقارنة مع 35.6 بالمئة في آخر انتخابات على مستوى الولاية عام 2011.
وأظهر استطلاع جديد اليوم الأحد أن حزب البديل من أجل ألمانيا يحقق مكاسب على مستوى البلاد كذلك وإذا أجريت انتخابات عامة الأسبوع المقبل يتوقع أن يحصل خلالها على 12 بالمئة من الأصوات ليصبح ثالث أكبر حزب في ألمانيا وفقا لاستطلاع أجراه معهد إمنيد لصحيفة بيلد ونشر اليوم الأحد.

تراجع تركي
من جانب اخر قالت صحيفة فيلت ام زونتاج الألمانية امس الأحد نقلا عن مصادر حكومية تركية رفيعة إن تركيا مستعدة الآن لقبول تحرير قوانين تأشيرات السفر مع الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام بدلا من أكتوبر مثلما كان مستهدفا من قبل.
وكانت أنقرة قد هددت بالانسحاب من اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن المهاجرين إذا لم تحصل على قوانين للسفر أكثر مرونة في أكتوبر تشرين الأول ولكن وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك قلل من أهمية هذا الاحتمال يوم السبت بعد اجتماع مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي.
ونقلت فيلت ام زونتاج عن مسؤولين أتراك على إطلاع على محادثات الاتحاد الأوروبي قولهم إن تأجيلا حتى نوفمبر أو ديسمبر يعد الآن مقبولا. ولكن الصحيفة قالت إن المسؤولين الأتراك مازالوا يصرون على ضمان رفع القيود عن التأشيرات في موعد"لا يتجاوز نهاية العام."
ونقلت الصحيفة أيضا عن مصادر بالاتحاد الأوروبي قولها إن الجانبين ضيقا هوة الخلافات بينهما بشأن تنفيذ القوانين التركية المناهضة للإرهاب وهو ما جعله الاتحاد الأوروبي شرطا لمنح الأتراك حرية الحركة بلا تأشيرات ولكنها لم تذكر تفاصيل.
واختبر الاتحاد الأوروبى وتركيا، يوم امس الاول السبت، الأجواء لتقارب سياسى فى أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل المؤلف من 28 دولة ومسئول تركى، كبير بعد إنقلاب فاشل فى تركيا، فى يوليو تسببت فى مزيد من التوتر فى العلاقات الثنائية.
ويسعى الاتحاد الأوروبى -الذى يعتمد على أنقرة فى مراقبة حركة المهاجرين إلى دوله- إلى تخفيف التوتر مع تركيا بعدما أنتقد علنا الحملة الصارمة التى يشنها الرئيس التركى طيب إردوغان فى اعقاب الانقلاب الفاشل.
وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبورن لرويترز عقب اجتماع وزراء الاتحاد مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبى فى تركيا عمر جليك "على المستوى السياسى نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع."
وأضاف قائلا "إنها أول مرة منذ محاولة الانقلاب التى نتحدث فيها إلى بعضنا البعض وليس عن بعضنا البعض. لكن لا يمكن أن نغفل حكم القانون. كل واحد حول الطاولة قال إنهم إذا كانوا يرغبون فى توطيد الموقف فعليهم أن يعودوا الى حكم القانون بأسرع ما يمكن."
وأعرب جليك الذى تحدث للصحفيين عن إحباط تركيا الشديد إزاء رد الفعل المبدئى للاتحاد على محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة.
لكنه قال انه بعد اجتماع السبت "يوجد توافق قوى للغاية بشأن التركيز على الأجندة الإيجابية وتحسين التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي."
وبمحادثاته فى براتسلافا يبعث الاتحاد الآن برسالة تصالحية بينما يتمسك بمطالبه بأن تبذل تركيا جهدا أكبر فى الحفاظ على المبادئ الديمقراطية
من جهته أكد وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس رفض بلاده لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وقال كورتس الذى ينتمى إلى حزب الشعب المحافظ الشريك الائتلافى فى الحكومة أن رئيس الحزب ونائب رئيس الوزراء راينهولد ميتل لينر يتبنى موقفا واضحا إزاء طبيعة العلاقات الأوروبية التركية، ويطالب أن تأخذ شكل شراكة مميزة تعتمد على تحقيق المصالح المشتركة، دون انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبى، لافتا إلى قناعة حزب المحافظين بهذا المبدأ منذ سنوات بعيدة.
وأعرب عن دعمه الكامل لهذا المفهوم، مضيفا أنه يتفق إلى حد بعيد مع تصور رئيس الوزراء، كريستيان كيرن، رئيس الحزب الاشتراكى الحاكم، الذى دعا إلى وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى، والبحث عن بديل مناسب للعلاقات بين الجانبين.
وكشف كورتس النقاب عن مناقشته للفكرة مع عدد من نظرائه الأوروبيين خلال الأسابيع القليلة الماضية، لافتا إلى سلطته كوزير للخارجية وضرورة موافقته على السماح بفتح فصل جديد فى المفاوضات مع تركيا، واستبعد كورتس حدوث هذا التطور، فى إشارة إلى ضرورة موافقة الدول الأعضاء بالإجماع على فتح فصل جديد فى المفاوضات مع تركيا.
جدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية النمساوية التركية تدهورت بشدة عقب محاولة الانقلاب الأخيرة فى تركيا، بعد اعتراض النمسا على موجات الاعتقال الموسعة التى طالت معظم فئات المجتمع فى تركيا، وهو ما دعا رئيس الوزراء إلى استبعاد رؤية تركيا كمرشح محتمل لعضوية الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى "نوع من الخيال الدبلوماسى".
في تطور اخر أعلنت الداخلية البريطانية، أن السلطات المحلية انتهت من إعداد أماكن كافية لاستقبال نحو 20 ألف لاجئ سورى خلال الأربع سنوات المقبلة .
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) امس الأحد، عن وزيرة الداخلية آمبر رود قولها - أن "بريطانيا تسير على الطريق الصحيح فى سبيل تنفيذ وعد رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون بإعادة توطين نحو 20 ألف لاجئ سورى بحلول عام "2020.
وأضافت آمبر رود أنه "تم تخصيص قرابة 10 ملايين جنيه استرلينى لتوفير دروس لتعليم اللغة الإنجليزية لمساعدة اللاجئين على الإندماج فى المجتمع"، موضحة أن تأمين أماكن لهذا العدد خلال 12 شهرا فقط أن دل على شيء فإنه يدل على النوايا الحسنة وكرم الشعب البريطانى وعلى الجهود التى بذلتها السلطات المحلية فى جميع أنحاء البلاد.
وتابعت قائلة نحن "على الطريق للوفاء بتعهدنا لتقديم العون للسوريين الأكثر حاجة والذين نزحوا وتركوا منازلهم هربا من الصراع فى بلادهم".
وكانت المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أعلنت فى وقت سابق أن الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا أدت إلى تشريد أكثر من 4.5 مليون شخص .