تقارير امريكية : زيارة اوباما للصين عكست التوتر معها

الحدث الأحد ٠٤/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٧ م
تقارير امريكية : زيارة اوباما للصين عكست التوتر معها

واشنطن – ش – وكالات

سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للصين فى إطار مشاركته بقمة العشرين، وقالت إن ما حدث لدى وصول أوباما من شجار مسئول صينى مع المرافقين له يعكس مدى التوتر فى العلاقات بين واشنطن وبكين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلات بدأت بمجرد أن وطأت قدما الرئيس الأمريكى للصين. فلم يكن هناك سلالم بانتظاره عند الباب الذى اعتاد النزول منه من طائرته الرئاسية "أير فورس وان".
وعلى مدرج المطار، سارع فريق أوباما للحصول على "سلم" لينزل منه، وحاول مصورو البيت الأبيض المسافرون مع أوباما اتخاذ وضعيتهم المناسبة لتصوير زيارته لدولة أجنبية، لكنهم وجدوا فريق الترحيب الصينى يصرخ فيهم، وقال لصحفى البيت الأبيض إن عليهم المغادرة. وحاول مسئول البيت الأبيض التدخل، وقال إن هذا رئيسنا وهذه طائرتنا والإعلام لن يتحرك، فرد الرجل قائلا إن هذه بلادنا. ودخل الرجل فى جدال مع مستشارة الأمن القومى الأمريكية سوزان رايس ونائبها بن رودس، وهو يحاول منعهم من التحرك إلى مقدمة الطائرة.

توترات بالغة
وقالت الصحيفة إنه فى الزيارة الأخيرة على الأرجح لأوباما للصين للمشاركة فى قمة العشرين، كانت هناك توترات بالغة، تمثل انعكاسا مناسبا لكيف اصبحت العلاقة بين القوتين العالميتين بالية ومحفوفة بالمخاطر. فعلى مدار السنوات السبع الماضية تلونت العلاقات المتوترة مع الصين، وأصبحت تحديد سياسة أوباما الخارجية فى آسيا.
وتابعت الصحيفة قائلة، إن العديد من فريق برتوكولات البيت الأبيض والعاملين الذين وصلوا إلى المجمع الدبلوماسى قبل اجتماعات أوباما، قد تم منعهم من الدخول، ودخلوا فى جدال مع المسئولين الصينيين قبل أن يدخلوا. وسمع أحد موظفى البيت الأبيض، وهو يقول فى سخط "إن الرئيس سيصل خلال ساعة" واندلع عراك بالأيدى بين مسئول صينى يحاول مساعدة الدبلوماسيين الأمريكيين وأحد مسئولى الأمن الصينيين الذى كان يحاول إبقائهم فى الخارج حتى أن مسئولا آخر بالبيت الأبيض حاول التهدئة بينهما.
وقبل 20 ساعة من وصول أوباما والرئيس الصينى شى بينج، كان لا يزال الطرفان يتجادلان فى الغرفة التى سيجتمع فيها الرئيسان للتعبير عن تعاونهما. وأصر الصينى على أنه لا يوجد مكان كاف للصحفيين الأمريكيين المرافقين لأوباما وعددهم 12 بينما أصر المسئولون الأمريكيون على العكس.
وبرغم كل هذه الاشتباكات، فإن مسئولى البيت الأبيض قدموا فى الأيام التى سبقت الرحلة صورة أكثر وردية عن العلاقات الصينية الأمريكية، وتحدثوا عن الجهود المشتركة مثل الاتفاق لمواجهة التغير المناخى. لكن فى العديد من المجالات الأخرى، فشلت أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم فى حل العداوات المتزايدة بينهما والخلافات المستعصية حول العديد من القضايا البحرية والمتعلقة بالأمن الإلكترونى والتجارة وحقوق الإنسان. وما حدث يوم السبت يوضح بطرق كثيرة مدى اختلاف الجانبين فى رؤية دوريهما، وأثبت أيضا أن الكثير لم يتغير منذ زيارة أوباما الأولى فى عام 2009.

فجوة كبيرة
من جانبه قال الرئيس الأمريكى باراك اوباما أن المشاحنات التى وقعت بين مسؤولين اميركيين وصينيين فى مطار هانغتشو، تظهر الفجوة بين البلدين ازاء التعاطى مع حقوق الانسان وحرية الصحافة.
وتسبب مسؤولون حكوميون صينيون فى المطار بمشكلة لمستشارة الأمن القومى الأمريكى سوزان رايس وغيرها من المسؤولين الأمريكيين بشان التغطية الصحافية لوصول اوباما إلى مدينة هانغتشو للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين.
واثناء الحادثة صاح أحد المسؤولين الصينيين فى وجه المسؤولين الأمريكيين اثناء محاولتهم مساعدة الصحفيين الأمريكيين فى ترتيبات تصوير وصول اوباما "هذه بلادنا، وهذا مطارنا".
وسجلت الكاميرات الحادث الذى جاء قبل المحادثات المباشرة بين الرئيس الصينى شى جينبينغ وضيفه الاميركى.
ويسعى الزعيمان إلى تسوية الخلافات بينهما وايجاد نقاط اتفاق مشتركة.
وقال اوباما فى مؤتمر صحافى مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى أن هذا الحادث ليس الأول للمسؤولين الصينيين.
وقال "نعتقد أنه من المهم أن يتاح المجال للصحافة لتغطية العمل الذى نقوم به، وان تكون لديهم القدرة على الاجابة على الاسئلة" مضيفا "نحن لا نترك مبادئنا وقيمنا خلفنا عندما نقوم بهذه الرحلات".
واضاف أن الخلافات تظهر كذلك فى المحادثات مع نظيره الصينى.
وقال "عندما اطرح قضية مثل حقوق الإنسان، يظهر بعض التوتر الذى ربما لا يظهر عندما يلتقى الرئيس شى مع قادة اخرين".
وتفرض الصين ضوابط شديدة على الصحافة وتراقب باستمرار التغطية الصحفية لمسائل تعتبرها حساسة أو تمس بصورة البلاد.
وتفرض السلطات اجراءات امنية خانقة فى هانغتشو تهدف إلى تجنب وقوع اية حوادث وضمان تحقيق الصين نتائج تتناسب مع الجهود السياسية والمالية التى بذلتها لعقد هذه القمة. الا أن اوباما حاول اضفاء المرح على حادثة المطار واشار إلى أن الوفد الكبير الذى يرافقه يمكن أن يخيف أى بلد.
واضاف "نحن نحدث اثرا اكبر من أى بلد اخر نحضر الكثير من الطائرات والمروحيات والسيارات والاشخاص. ولو كنتم بلدا مضيفا فربما كنتم ستشعرون أن ذلك كثير بعض الشيء".

بحر الصين الجنوبى
كما حث الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الصين على التقيد بالتزاماتها بموجب المواثيق الدولية فيما يتعلق بنشاطاتها فى بحر الصين الجنوبى المتنازع عليه، وذلك حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" امس الأحد .
وكانت هيئة تحكيم دولية قضت فى يوليو الماضى بعدم أحقية الادعاءات الصينية بالسيادة على مساحات كبيرة من البحر المذكور، وذلك بعد نظر هيئة التحكيم فى القضية بموجب ميثاق الأمم المتحدة لقانون البحار الذى وقعت عليه الصين والفلبين - الدولة التى رفعت الدعوى ضد بكين -، لكن الصين رفضت القرار وقالت إنها لن تتقيد به .
من جانبه .. قال البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى أكد أنه "من الأهمية أن تلتزم الصين - بوصفها من الدول الموقعة على الميثاق المذكور - بالتزاماتها بموجب الميثاق الذى تعتبره الولايات المتحدة حيويا من أجل صيانة النظام الدولى المبنى على القانون."
ولم تتطرق وسائل الإعلام الصينية فى تغطيتها للقاء أوباما بالرئيس الصينى شى جين بينغ إلى قضية بحر الصين الجنوبى والنقاش الذى دار حوله.