علي آل تاجر: التجربة الفنية العمانية جديرة بالاهتمام

مزاج السبت ٠٣/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٥٤ م
علي آل تاجر:
التجربة الفنية العمانية جديرة بالاهتمام

مسقط – ش
تبدو لوحاته كأنها قصص قصيرة، في كل منها هنالك حرص على اظهار العراق بتاريخه وأزيائه وتقاليده ونسائه ورجاله، بغداد والبصرة وكربلاء وألوان الحياة التي تعكس هوية العراق بكل إرثه وتقاليده الحاضرة بقوة.
إنه الفنان التشكيلي العراقي علي آل تاجر الذي تستضيف الجمعية العمانية للفنون التشكيلية معرضه الشخصي مساء اليوم الأحد برعاية وزير الخدمة المدنية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون، "الشبيبة" التقته وكان معه هذا الحوار:

•حدثنا عن الأعمال التي سيضمها معرضك اليوم؟ وموضوعاتها؟
يضم المعرض 38 عملاً فنياً من المدرسة الواقعية التعبيرية، جميعها تجسد مجموعة من شخوص وأطياف المجتمع العراقي والعادات والتقاليد والموروثات البيئية القديمة.

•تبدو لوحاتك كأنها صورة متكاملة حيث تبدو حريصا على اظهار كافة التفاصيل كالاثاث والديكورات والازياء؟
بالتاكيد أحاول من خلال اعمالي تصوير البيئة العراقية بكافة تفاصيلها، مدن أقمت فيها وتحمل الذكريات كالبصرة وبغداد وكربلاء، البساتين والبيوت الطنية والبيت العراقي بنوافذه وأقمشته وسجاده وترتيبه، القصص الشعبية، الميثولوجيات القديمة والاساطير. كلها تفاصيل أحاول أن أقدمها بطريقة تجذب المشاهد وتنقل له روح العراق .

•المرأة على ما يبدو هي محور اعمالك ودائمة الحضور فيها. ما الذي تعنيه لك المرأة وكيف انعكست مرارا في أعمالك المختلفة.
المراة تمثل الحياة وجمالها، من خلال أزيائها الملونة وزينتها الجميلة أحاول أن أعكس واقع العراق المشتت والمتناقض بين وجهه الأنثوي الجميل والرقيق وبين ما يمر به. حكايات اخرى كثيرة تحكيها اللوحات بلسان نساء العراق الجنوبيات بعيونهن الواسعة وشفاههن الرقيقة.. الحب والحميمية والتقاليد كلها حاضرة لتحكي قصصا مميزة.

•الألوان في أعمالك تبدو قوية صارخة، هل هي ألوان الجنوب العراقي؟
الألوان قوية واضحة يسود فيها الأحمر والأزرق والاصفر وهي ألوان من الجنوب العراقي بسجاده ونخيله وأزياء نسائه، من الأقمشة والمنسوجات ومن الطين وجذوع النخيل.

•هل تتذكر أول لوحة رسمتها؟
بما أنني ولدت لأب وأم يرسمان فقد حصلت على التشجيع منهما منذ سنوات عمري الأولى وأذكر أن أول أعمالي لم تكن لوحة وإنما كان تمثالا صغيرا من الطين جففته وطليته باللون الأخضر وكان ذلك عندما كنت في الرابعة من عمري.

•هل لديك أجواء وطقوس معينة اثناء الرسم؟
بالتأكيد فعندما تكون لدي رغبة بالرسم أفضل دائما الانعزال في مرسمي والاستماع إلى الموسيقى.

•اروي لنا حكاية عن احدى لوحاتك؟
أسماء كثيرة تحملها لواحتي منها (سرير العرس، مهفة، أسود وأخضر، طليع، علابة، كمرة وفليفلة وسروط) وغيرها الكثير ولكل منها قصة مميزة.
مثلا لوحة "فليفلة وسروط" رسمتها سنة 2008 واسمها مقتبس من أحد القصص الشعبية. أحداث القصة وقعت بالقرب من مدينة العمارة حيث أحبت فليفلة السروط وتواعدا على اللقاء وكان دجلة يفصل بينهما، ومن شدة لهفة فليفلة للقاء السروط تحوّل شعرها الطويل إلى جسر ليعبر عليه. تشاء الأقدار ألا يتم هذا اللقاء، فقد تعرّض السروط وهو على مسافة من النهر لحادث وما يزال مكانه ظاهر للمارة وهو عبارة عن تل أثري يدعوه أهالي المنطقة «إيشان سروط». كذلك فليفلة التي بقت تنتظر حبيبها على جرف النهر في الجهة المقابلة، لا يزال مكانها معروفاً للمارة مع بقايا الجسر ويدعوه الناس «إيشان فليفلة»؛ إيشان هو التل الأثري في تعبير أهل الجنوب.

•كيف تقيم واقع الحركة التشكيلية في العراق اليوم؟
لطالما كان الإبداع العراقي معطاء في كل الأحوال والظروف وهو نبع لاينضب .

•هل اطلعت على الحركة الفنية التشكيلية في السلطنة؟ ما رأيك بها؟
لم تسنح لي الفرصة سابقا بالاطلاع على تجربة الفن التشكيلي العُماني عن كثب ولكن خلال زيارتي الحالية لمسقط رأيت العديد من التجارب المتميزة التي جذبت اهتمامي والتي سأوليها مساحة أكبر من الاطلاع والدراسة.

•هل لك أن تعطينا نبذة عنك.. أهم أعمالك و معارضك حتى اليوم بالتواريخ؟
بدأت مشواري الفني منذ الثمانينات وعملت رساماً في مجلات عراقية كالمزمار و آفاق عربية بين عامي 1978م-1984م. في عام 1982م أنجزت فيلم رسوم متحركة في التلفزيون التربوي العراقي.
وفي العام 1992 حصلت على بكالوريوس وماجستير كلية الفنون الجميلة ببغداد .
في العام 1989 أقمت اول معارض بعنوان "طقوس" تلاه العديد من المعارض منها "أناس من أرض السواد" و "عراق" في بيروت والأردن والبحرين وغيرها.