الرياضة والسياحة ..صناعة قوية

مقالات رأي و تحليلات السبت ٠٣/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٢١ م

بقلم: خميس البلوشي
هذا الموضوع من المواضيع المهمة جداً التي يجب على الاعلام الرياضي الخليجي او العربي طرحها وبقوة خلال الفترة القادمة لأسباب كثيرة تتعلق بالشراكة المتنامية في العالم حولنا بين الرياضة كأنشطة واحداث وبالسياحة كصناعة متجددة وذات إسهام واضح في الناتج المحلي للدول ..
في الأسبوع الماضي وبدعوة من الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي تشرفت بالمشاركة في ملتقى عسير الدولي للإعلام الرياضي الذي أقيم في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية والذي كان حدثا إعلامياً جميلاً بجمال المدينة التي أقيم فيها وكبيرا بحجم المشاركة التي كانت وثرياً بحجم تلك التجارب والقامات الإعلامية التي شاركت في الجلسات او الحضور والتفاعل مع ما تم طرحه في أوراق العمل على مدى ثلاثة ايام متتالية..
مشاركتي في هذا المنتدى تمثلت في إدارة اولى جلساته والتي كانت بعنوان ( الاعلام والسياحة الرياضية.. آفاق وتطلعات) وقدم فيها الدكتور احمد الشريف رئيس جمعية الرياضيين بدولة الإمارات ورقة رائعة تحدث فيها عن الأحداث الرياضية ودورها في تنمية السياحة في البلدان المستضيفة مستشهداً بالكثير من الشواهد والارقام والاحداث مشيراً الى ان حجم المبيعات الرياضية بلغ حوالي ٣٪‏ من اجمالي حجم التجارة في العالم وهي نسبة ترتفع بشكل مستمر ..
ان الهدف من تنظيم واستضافة الأحداث الرياضية المختلفة لا يتوقف على المنافسة داخل الميادين بل يتعداه بشكل أوسع ليشمل جوانب اقتصادية وثقافية واجتماعية وأكثر منها سياحية حيث تشير المصادر المتخصصة الى ان استفادة البرازيل سياحياً ( ما أنفقه السياح) خلال الشهر الذي أقيمت فيه البطولة وصل الى مليار ونصف المليار يورو ناهيك عن انتعاش الاقتصاد البرازيلي خلال هذه المناسبة الكبيرة..والأمثلة في الحقيقة كثيرة ومتوفرة وربما اسهل ما يمكن ان نقوله في هذا الخصوص هو ان منشآت الاندية العالمية الكبيرة تمثل مزارات سياحية جاذبة تدر الملايين على النادي والمجتمع المحلي وبالتالي على الناتج الاجمالي للدولة.. ان الرياضة بمختلف أنواعها تمثل أحداثا جماهيرية تتبعها عمليات تسويقية وتكون فيها الأرباح كبيرة جداً .. ولنا في المونديال والالعاب الاولمبية اكبر الأمثلة على ذلك وبالتالي تسهم هذه الأحداث في التسويق للبلد وزيادة عدد السياح كما حدث في استراليا بعد أولمبياد ٢٠٠٠ حيث ارتفع عدد السياح بأرقام كبيرة..وإذا أخذنا الامر في دولنا الخليجية والعربية فاننا نرى بأننا بعيدين عن تفعيل الجانب السياحي في الرياضة الا من رحم ربي ، ولا نهتم بهذا الجانب بالشكل الذي يفعله الآخرون ..نحن فقط نستضيف الأحداث الرياضية لكي نفوز فيها لكنني في القادم على يقين بان الحال سيختلف في تفكير الاشقاء القطريين من تنظيم مونديال ٢٠٢٢ فمن المؤمل ان يسهم هذا الحدث في التعريف سياحياً بهذه الدولة الخليجية والمنطقة بشكل عام وستكون للاستضافة عوائد متنوعة على مختلف المستويات ..إن الرياضة سوق كبير جداً في هذا العالم وهي صناعة تنمو مالياً بشكل سريع جداً كما وأنها مصدر قوي لتحقيق فرص العمل والاستثمار وتسهم في صناعة السياحة العالمية بأحداثها المتنوعة والمتلاحقة والمتوزعة في قارات العالم وهي مجال سيفتح الكثير والكثير خلال السنوات القادمة وسيسهم بشكل واضح في الناتج العام المحلي والعالمي ومهما اختلفت نسبة التأثير او الفائدة فان الرياضة مُنتَج مغري، جزءٌ كبيرٌ منه بطابع السياحة يكون لها المردود الإيجابي على كل من يتعامل مع الشأن الرياضي ويكبر هذا المردود ليشمل المجتمعات بشكل عام وبالتالي علينا ان ندرك بأن الرياضة ليست المنافسة والفوز بالالقاب وحسب بل الامر يتعداها إلى عوالم مالية أخرى وبأرقام خيالية .