واشنطن – ش – وكالات
حرك مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي الجدل المحتدم حول استخدام هيلاري كلينتون خادما خاصا لبريدها الالكتروني حين كانت وزيرة للخارجية، اذ نشر ملاحظات التحقيق الذي اجراه معها حول هذه القضية، ما حمل خصمها الجمهوري دونالد ترامب على شن هجوم جديد عليها.
تذكر الوثائق ان "كلينتون تعرضت في ديسمبر 2012 لارتجاج دماغي وكانت تعاني قرابة عيد رأس السنة من جلطة دموية (في الدماغ). وتبعا لتعليمات اطبائها لم يكن بامكانها العمل في وزارة الخارجية سوى بضع ساعات يوميا ولم تتمكن من ان تتذكر كل جلسات الاحاطة التي كانت تحضرها".
والوعكة الصحية التي تعرضت لها كلينتون ليست سرا ولكن معلومات الاف بي اي حول فقدان جزئي للذاكرة عانت منه كلينتون امر جديد ويمكن ان يستغله معسكر ترامب الذي يركز هجومه حاليا على وضع المرشحة الصحي.
وسعى براين فالون المتحدث باسم كلينتون لتدارك ذلك فاكد ان المرشحة "قالت امرين: انه لا يمكنها تذكر كل جلسة احاطة، وانها كانت في تلك الفترة غائبة جزئيا لاسباب طبية".
ورد فريق حملة دونالد ترامب في بيان ان "هيلاري كلينتون مرشحة لمنصب يبدأ كل يوم فيه باحاطة فائقة السرية، والملاحظات حول مقابلتها مع الاف بي اي تؤكد سوء تقديرها الرهيب وعدم نزتاهتها".
ورأى جيسون ميلر احد المتحدثين باسم ترامب ان كلينتون "عرضت امننا القومي للخطر".
اما المرشح نفسه، فاعتبر ان اجوبة منافسته للاف بي اي "تتحدى المنطق".
وانضم رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين الى السجال فراى ان ملاحظات الاف بي اي "تثبت تعاطي هيلاري كلينتون المتهور والشديد الخطورة مع بيانات مصنفة سرية".
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ريتشارد بور ان "هذه الملاحظات تثبت علنا (...) ان هذه الرسائل الالكترونية كانت تحتوي على معلومات مصنفة سرية، وان الذين كانوا يرسلونها كانوا على علم" بذلك.
في المقابل اعربت قيادة حملة كلينتون عن "ارتياحها"، مؤكدة ان ملاحظات الاف بي اي تؤكد صحة نتائج التحقيق.
واوصت الشرطة الفدرالية في مطلع تموز/يوليو بعدم توجيه اي اتهام الى كلينتون في القضية، غير انها استخلصت ان وزيرة الخارجية السابقة اثبتت عن "اهمال كبير" باعتمادها خادما خاصا اقيم في منزلها.
وعلى اثر ذلك قررت وزيرة العدل لوريتا لينش طي التحقيق بدون بدء ملاحقات.
في قلب الجدل
واظهرت الصفحات الـ58 التي تستعيد وقائع جلسات الاستجواب التي خضعت لها كلينتون بشأن هذه القضية، وقد حجبت منها 14 بصورة تامة لتضمنها معلومات حساسة، ان الاف بي اي لم يجد اي دليل يثبت تعرض بريد كلينتون الالكتروني للاختراق، ولو انه لم يكن من الممكن له استبعاد هذا الاحتمال كليا لعدم تمكنه من استعادة بعض الهواتف النقالة التي استخدمتها.
وبذلك تجد المرشحة الاوفر حظا للانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر نفسها مجددا في قلب الجدل حول استخدامها بريدا الكترونيا خاصا حين كانت وزيرة للخارجية، وهو جدل يسم حملتها الانتخابية ويعزز حجج خصومها الجمهوريين.
واستخدمت كلينتون خادما خاصا وبريدا الكترونيا خاصا حين كانت على رأس الدبلوماسية الاميركية، بالرغم من حساسية الملفات التي كانت تتعامل معها.
وينقل التقرير عن الوزيرة السابقة قولها للمحققين انها "كانت تثق" بأن محادثيها لن يقعوا في خطأ ان يرسلوا اليها معلومات سرية او حساسة عبر بريدها الخاص. كما اقرت كلينتون خلال التحقيق معها بأنها لم تكن تعلم ان الوسم "س" الذي كان يظهر على بعض الوثائق كان يعني ان هذه الوثيقة "سرية".
وتفيد الملاحظات بان هيلاري كلينتون "اكدت انها لم تتلق من وزارة الخارجية اي توجيهات او ارشادات بشأن حفظ او حماية بيانات حين كانت تستعد لمغادرة منصبها كوزيرة للخارجية في 2013".
غضب الجمهوريين
واثار هذا القرار غضب الجمهوريين الذين اتهموا رئيس الاف بي اي جيمس كومي بالادلاء بمعلومات غير متماسكة، وطالبوا بمعرفة تفاصيل التحقيقات الفدرالية حول كلينتون التي استمرت عاما.
وبعد تلقيه طلبات كثيرة من الجمهوريين كما من وسائل اعلام للكشف عن هذه الوثائق، سمح كومي اخيرا بنشر الملاحظات.
ويرى قسم كبير من الراي العام الاميركي ان هيلاري كلينتون حظيت بمعاملة متساهلة بسبب العلاقات التي اقامتها منذ ان كانت زوجها رئيسا، فيما اتهم ترامب منافسته باجراء ترتيب غير قانوني مع القضاء.
لكن كومي نفى كل الاتهامات بالتساهل، ولا سيما خلال جلسة استماع في الكونغرس استمرت خمس ساعات.
ترامب داخل الحلبة
و أظهر أحدث استطلاع لرويترز/إبسوس إن المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب حقق تعادلا فعليا مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون منهيا تراجعا كبيرا بعد تعزيزه التأييد بين الناخبين المحتملين لحزبه في الأسابيع الأخيرة.
وأظهر الاستطلاع تأييد 40 في المئة من الناخبين المحتملين لترامب وتأييد 39 في المئة لكلينتون خلال الأسبوع الممتد من 26 أغسطس آب إلى أول سبتمبر أيلول. وهبط التأييد لكلينتون بشكل مطرد خلال هذا الاستطلاع الأسبوعي منذ 25 أغسطس آب منهيا تقدما بلغ ثماني نقاط على ترامب.
وجاءت مكاسب ترامب في الوقت الذي قفز فيه تأييد الجمهوريين لمرشح حزبهم ست نقاط مئوية خلال الأسبوعين الأخيرين إلى نحو 78 في المئة. ومازال هذا أقل من الدعم الذي حظى به المرشح الجمهوري ميت رومني في صيف 2012 وبلغ 85 في المئة ولكن هذا التحسن يساعد في تفسير صعود ترامب في الاستطلاع.
ويُجرى استطلاع رويترز/إبسوس على الانترنت باللغة الإنجليزية في كل الولايات الأمريكية الخمسين. وشمل أحدث استطلاع 1804 من الناخبين المحتملين على مدار الأسبوع .