حلب تترقب هدنة مشكوك في نجاحها

الحدث السبت ٠٣/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٠١ م
حلب تترقب هدنة مشكوك في نجاحها

واشنطن - عواصم – ش – وكالات

ذكرت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة وروسيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق يحدد وقفا لإطلاق النار مدته 48 ساعة في حلب ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة ويحد من الطلعات الجوية للحكومة السورية.
وقالت المصادر التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها إن الاتفاق لم يصل إلى صورته النهائية وإن عناصره الرئيسية لا تزال قيد البحث ومن المرجح أن تكون لدى الأطراف المعنية الحاسمة ومن بينها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وجماعات المعارضة السورية شكوك إزاءه.
وإذا جرى التوصل إلى اتفاق فقد يؤدي إلى تبادل للمعلومات بين الولايات المتحدة وروسيا بما يسمح للقوات الروسية باستهداف مقاتلين تابعين لما كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة والتي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية مرتبطة بالقاعدة.
وقال مصدر "لم ينجز بعد" مضيفا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف قد يعلنان عن الاتفاق إذا جرى التوصل إليه يوم غد الأحد على أقرب تقدير بيد أن ذلك الموعد قد يتأخر فيما يبدو إلى الاثنين أو بعد ذلك.

عناصر الاتفاق
ومن بين عناصر الاتفاق الذي تجري مناقشته:
- إتاحة الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى حلب عبر طريق الكاستيلو الذي تسيطر عليه حاليا قوات الحكومة السورية.
- سيسمح لنقاط التفتيش الحكومية على الطريق بالتحقق فقط من سلامة أختام الأمم المتحدة على شاحنات المساعدات الإنسانية دون تفتيش الشحنات أو نقل محتوياتها.
- سيتم حصر حركة طائرات الحكومة السورية على الطلعات "غير القتالية" في مناطق محددة.
- إذا احترم الاتفاق فقد تتبادل الولايات المتحدة المعلومات مع روسيا بما يسمح للقوات الروسية باستهداف الجماعة التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة. كانت الجماعة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد قد قالت في يوليو تموز إنها قطعت كل علاقاتها بتنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام لكن واشنطن لا تزال تعتبرها جماعة إرهابية.
ولم يتضح إن كان الاتفاق سيتطرق إلى وقف للاقتتال في أنحاء البلاد وهو ما تسعى الولايات المتحدة لاستئنافه بعد أن انهار في وقت سابق هذا العام.
وأخفق كيري ولافروف قبل نحو أسبوع في جنيف في التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون العسكري ووقف الاقتتال في أنحاء سوريا وقالا إن هناك قضايا ينبغي تسويتها قبل إعلان اتفاق.
وتعقدت المحادثات منذ الاجتماعات الأولى في يوليو تموز بسبب هجمات جديدة للحكومة على جماعات المعارضة وبسبب هجوم كبير في الجزء الجنوبي من مدينة حلب المقسمة يقوده مقاتلون متداخلون مع جبهة فتح الشام.
ومن بين المعارضين المحتملين للاتفاق المرتقب جماعات معارضة لا ترغب في العودة للمحادثات قبل التوصل إلى وقف أوسع نطاقا للعنف. ولا يحبذ المسؤولون العسكريون الأمريكيون أيضا تبادل معلومات حساسة مع روسيا.
وأزعجت فكرة تبادل المعلومات مع روسيا دولا ضمن التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية ومنها دول عربية يشعر بعضها باستياء شديد حيال تدخل روسيا العسكري لدعم الأسد.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق.

مطالب تركيا
من جهة اخرى قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن بلاده تريد من الولايات المتحدة زيادة الضغط على المقاتلين الأكراد السوريين ليعودوا إلى شرق نهر الفرات فيما تسعى أنقرة للحد من تقدم مقاتلي المعارضة المدعومين من الولايات المتحدة في شمال سوريا.
وفي مقابلة مع رويترز خلال زيارة للولايات المتحدة قال قورتولموش أيضا إن على واشنطن مسؤولية للعمل مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي لمواجهة "كل التهديدات الإرهابية المختلفة" في إشارة إلى الاختلافات الشديدة بين البلدين بشأن سياساتهما حيال سوريا.
وأضاف التوغل التركي في الشمال السوري الأسبوع الماضي المزيد من التوتر للعلاقات بين واشنطن وأنقرة. وتهدف العملية التركية المسماة "درع الفرات" إلى التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد السوريين من المناطق القريبة من الحدود التركية.
وقال قورتولموش "نود أن نرى الضغط الأمريكي على حزب الاتحاد الديمقراطي للتحرك نحو شرق الفرات. ولذلك سيكون من المفيد جدا أن ننفذ تلك العملية بالاشتراك مع القوات الأمريكية."
وحزب الاتحاد الديمقراطي هو الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة في الحرب ضد الدولة الإسلامية. لكن تركيا وهي عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم تعتبر وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور وتخشى من أن تقدم وحدات حماية الشعب سيشجع المسلحين الأكراد في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.
* تسليم كولن
قال قورتولموش إن تركيا تود أن ترى "نية" من الولايات المتحدة على أنها مستعدة لاتخاذ خطوات بشأن تسليم رجل الدين التركي المقيم فيها فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في يوليو تموز. وينفي كولن الاتهامات وقالت الولايات المتحدة إن تسليم كولن من اختصاص محكمة اتحادية وحذرت من أنها قد تكون عملية مطولة.
وقال قورتولموش عن إجراءات التسليم التي قد تستغرق أعواما "الأمر لا يتعلق بالمدة الزمنية. الأمر في الحقيقة يتعلق بالنية... نود أن نرى نية حقيقية من السلطات في الولايات المتحدة لتسليم هذا الرجل على وجه التحديد."
وعن حملة التطهير والاعتقالات التي تلت الانقلاب قال قورتولموش إن بعض الصحفيين أعضاء في "منظمات إرهابية" وإن كل التحقيقات تجرى وفقا للقوانين الدولية.
وأضاف أن عملية القضاء على أنصار كولن في تركيا بما في ذلك داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم ستستمر "بكل السبل... وقد تستغرق بعض الوقت ربما أشهر أو سنوات."

.............................

اللاجئون السوريون يجدون في الولايات المتحدة الامان واحيانا الرفض
سان دييغو (الولايات المتحدة) - أ ف ب عندما وطأت قدماه ارض ولاية كاليفورنيا، على بعد الاف الاميال عن بلده سوريا، شعر عمار كوكب انه "اميركي تماما مثل اوباما"، وهو مثل بضعة الاف من السوريين وجدوا في هذا البلد الامان واحيانا الرفض.
ولم تكن اي لجنة او كاميرات في استقباله مع افراد اسرته في مطار سان دييغو، الى حيث نقل 372 لاجئا سوريا لبدء حياة جديدة.
لكن عمار لا يعير هذا الامر اي اهمية، وهو يتحدر من مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرق سوريا والتي استهدفها تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال فني الاتصالات البالغ 52 عاما لوكالة فرانس برس وهو يحبس دموعه "عندما رأيت العلم شعرت بالامان" مشيرا الى العلم الاميركي المعلق على جدار في شقته الصغيرة المتواضعة.
بعد عامين من النزوح والتنقل من مكان لاخر، بات عمار وزوجته واولادهم الاربعة بين عشرة الاف لاجىء سوري استقبلتهم الولايات المتحدة.
وان استقبلهم البعض بحفاوة، تعرضوا ايضا لمعارضة 31 حاكما طلبوا منع اللاجئين من الدخول الى الولايات المتحدة في اعقاب اعتداءات باريس في نوفمبر.
وجعل المرشح الجمهوري دونالد ترامب للاقتراع الرئاسي ذلك موضوعا رئيسيا لحملته، ووعد بمنع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة مشددا على انه لا يمكن التحقق من ماضيهم وانهم يطرحون تهديدا امنيا.

- "بدأنا نشعر بالخوف" - وهذه التصريحات تصدم سوسن الزيت (45 عاما) التي وصلت الى سان دييغو قبل عام هربا من المواجهات الدامية في مدينتها حمص.
وتقول "بعد كل ما عانيناه لا نفهم كيف يمكن لاحد ان يتحدث بهذه الطريقة".
وتضيف "في البداية شعرت بالامان هنا لكنني بدأت اشعر بالخوف في الاشهر الماضية".
وتضاعفت الاعمال المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة بعد الاعتداءات في اوروبا وسان برناردينو في كاليفورنيا ما ارغم السلطات في 11 ولاية اميركية على اطلاق حملات توعية ضد التمييز.
ويرى ديفيد مورفي مدير فرع منظمة "انترناشونال ريسكيو كوميتي" (لجنة الانقاذ الدولية) غير الحكومية في سان دييغو ان التعليقات الرافضة للاجئين "معيبة" و"مشينة".
وقال "ان هؤلاء الهاربين من فظاعات الحرب ومن تنظيم داعش ليسوا ارهابيين" منتقدا "الاجواء العدائية" المحيطة بهم في الولايات المتحدة.
وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ومنظمات اخرى غير حكومية فر خمسة ملايين سوري من بلادهم منذ اندلاع النزاع في 2011 ونزح ثمانية ملايين داخل سوريا اي اكثر من نصف سكان البلاد قبل الحرب.
ولجأوا بالملايين الى الدول المجاورة كتركيا ولبنان والاردن وتزداد الضغوط على الدول الاخرى خصوصا اوروبا والولايات المتحدة لاستقبال المزيد منهم.
وقال مارك هتفيلد مدير الجمعية التي تتولى مساعدة اللاجئين على الاقامة في الولايات المتحدة ان "العالم ينتظر من الولايات المتحدة ان تعطي مثالا على التعامل مع اللاجئين ونحن لا نفعل ذلك".
واضاف "الرسالة التي علينا تمريرها هي ان هذا البلد بني على اكتاف اللاجئينن (...) وانه في كل مرة نحد من العدد الذي يمكن استقباله نشعر بالخجل لاحقا".
واعتبرت منظمات غير حكومية انه اذا كان بلوغ عتبة 10 الاف لاجىء هذا الاسبوع له تاثير ايجابي فعلى الولايات المتحدة ان تستقبل عشرة اضعاف هذا العدد.
وقالت جنيفر كويغلي من جمعية "هيومن راتس فورست" (حقوق الانسان اولا) "نرى كيف يتم استقبالهم في انحاء كثيرة من العالم بالترحيب وهنا يقوم برلمانيون ومرشحون للانتخابات الرئاسية بكل ما في وسعهم لاغلاق الباب في وجه اللاجئين السوريين".
ويأمل عمار كوكب في ان يدرك الاميركيون مع مرور الوقت ان لكل واحد منهم قصة فريدة، قائلا "لسنا ارهابيين ولا مجرمين" و"نريد ان نعيد الى هذا البلد" ما قدمه لنا.