تقضي على الفقر وتوقف النزاعات الزراعة

مؤشر السبت ٠٣/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٣٨ م

مسقط-
أكد مدير عام منظمة الأغذية والزارعة للأمم المتحدة جوزيه جرازيانو دا سيلفا على الدور الكبير للأمن الغذائي والزراعة في منع النزاعات والأزمات والحد من آثارها، ودفع جهود التعافي التي تليها.

وقال جرازيانو دا سيلفا أمام المنظمات التنموية الدولية المشاركة في مؤتمر «تيكاد» الذي يعد أحد أهم المؤتمرات التنموية، «إن القضاء على الجوع وسوء التغذية ومعالجة الأزمات الإنسانية التي طال أمدها ومنع النزاعات وحلها وبناء السلام ليست مهام منفصلة عن بعضها البعض، بل إنها أوجه مختلفة للتحدي ذاته».
وتكتسب العلاقة بين منع الصراعات والتنمية أهمية خاصة في القارة الأفريقية التي تنتشر فيها ما يقرب من 60 بالمائة من بعثات الأمم المتحدة الحالية لحفظ السلام. ورغم انخفاض عدد النزاعات المسلحة في أفريقيا بشكل عام خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ذلك تفاوت بين منطقة وأخرى في مختلف أنحاء القارة.
وقال جرازيانو دا سيلفا «تركز معظم الجهود التي تبذلها منظمة «الفاو» على تحقيق التنمية المستدامة وبناء القدرة على الصمود لدى المجتمعات الريفية»، وعرض أمثلة ملموسة لدول ساعدها الدعم الزراعي في تأمين الانتقال من حالة الحرب إلى السلم المستدام، بما في ذلك أنجولا وجمهورية الكونجو الديمقراطية.
وأضاف «إننا نساعد الأشخاص على إيجاد فرص عمل وإيجاد مصادر للدخل وتعزيز جهود إيجاد الوظائف للشباب من خلال الدعم الزراعي والتنمية الريفية. وقد يساعد هذا الأمر على منع الهجرة القسرية والتطرف، إلى جانب الحد من آثار الصراعات على الموارد المستنزفة».

لا سلام دون التحرر من الحاجة

عملت منظمة الفاو مع شركائها في جمهورية الكونجو الديمقراطية في مجال نزع السلاح والتسريح وإعادة دمج المقاتلين السابقين، إذ عملت على تزويدهم بالمهارات الزراعية والمعرفة والمستلزمات، وهو نهج أثبت نجاعته في الحد من خطر عودة المقاتلين السابقين للانضمام للميليشيات بعد تمكينهم من التأهل للأنشطة المتصلة بالغذاء والمدرة للدخل.
وأكد جرازيانو دا سيلفا أن الفرصة متاحة لتكرار هذه الاستراتيجية في حالات أخرى لما بعد الصراع، وشدد على أن المحادثات الأخيرة التي عُقدت مع قادة في جمهورية أفريقيا الوسطى هدفت إلى وضع القطاع الزراعي في قلب عملية التعافي في الدولة، وذلك من خلال توفير الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل للشباب القاطنين في المناطق الريفية.
وقال «إن منع نشوب النزاعات وحلها يتطلب ظروفاً آمنة ومرنة تلبي احتياجات سكان المناطق الريفية، من حيث التغذية وسبل المعيشة على حد سواء».
ومن الأمثلة الأخرى، تعمل منظمة «الفاو» وشركاؤها في إثيوبيا وكينيا والصومال على دعم الاستخدام السلمي للموارد الطبيعية ومنع انتشار الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، فيما تعد قضايا الرعي والتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية جزءًا أساسياً من خريطة طريق الوكالة لزيادة القدرة على الصمود في منطقة الساحل.
وأكد جرازيانو دا سيلفا أن الأمن الغذائي وسبل المعيشة المستقرة والسلام هي أمور مترابطة، مشيراً إلى مقولة الآباء المؤسسين للمنظمة الذين أكدوا أن «التقدم نحو التحرر من الحاجة أمر ضروري لتحقيق السلام الدائم».

إطلاق مبادرة تغذية جديدة

ورحبت «الفاو» بإطلاق المؤتمر لمبادرة الأمن الغذائي والتغذية، والتي تهدف إلى تسريع الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الجوع وسوء التغذية في القارة الأفريقية.
وعلى مدار السنوات الـ25 الفائتة، انخفضت نسبة قاطني القارة الأفريقية الذين يعانون من الجوع من 28 إلى 20 بالمائة، وذلك رغم تزايد أعداد السكان. ويُعزى جزء كبير من هذا الإنجاز إلى المستوى الكبير من الالتزام الذي أبداه القادة الأفارقة لمعالجة هذه القضية.
وتهدف هذه المبادرة الجديدة، التي أطلقها رسمياً نائب الرئيس الكيني وليم روتو، وطورتها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي إلى البناء على هذه الإنجازات من خلال إطلاق مشاريع شمولية وتركز على الأفراد، وعلى مشاريع تمكّن المرأة وتجمع بين الزراعة والصحة والتعليم والقطاع الخاص للمساعدة في بناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود في مختلف أرجاء القارة الأفريقية. وسيتم تحقيق ذلك بالتعاون مع المنظمات الاقليمية وبينها الشراكة الجديدة لتنمية افريقيا (نيباد).

وتكتسب هذه المبادرة أهميتها في ضوء الجهود المتواصلة لتطبيق توصيات المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية، المتعلقة بالقارة الافريقية، حيث انه من المتوقع لمبادرة الأمن الغذائي والتغذية أن تسارع في تطبيقها. وفي هذا السياق، ستقوم منظمة الفاو بتنسيق خطواتها المستقبلية مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسف، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، بالاضافة إلى عدد من الشركاء الآخرين من خلال لجنة التسيير المعنية بالتغذية المنبثقة من المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية.

ويعقد مؤتمر (تيكاد) مرة كل خمس سنوات بتنظيم من الحكومة اليابانية ومكتب المستشار الخاص لشؤون أفريقيا التابع للأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الاتحاد الأفريقي والبنك الدولي.
وعُقد مؤتمر هذا العام لأول مرة في القارة الأفريقية. فيما اختار منظمو المؤتمر منظمة الفاو لتتولى مسؤولية تنظيم الجلسة الخاصة بثالث أهم القضايا التي يناقشها المؤتمر وهي «تعزيز الاستقرار الاجتماعي لتحقيق الازدهار المشترك».