أصابع ذهبية تنحت السفن من عبق التراث

بلادنا الثلاثاء ٢٦/يناير/٢٠١٦ ٠١:٠٥ ص
أصابع ذهبية تنحت السفن من عبق التراث

مصيرة - ش

بسنوات طويلة من الخبرة، وأصابع ماهرة، يصمم خليفة بن علي العريمي نماذج السفن التي تكاد لا تختلف تفاصيلها عن السفن التي تمخر عباب البحر.
تعلم العريمي على يد والده منذ أن كان عمره عشر سنوات وأصبح الآن الصانع الوحيد لهذه التحف الفنية في جزيرة مصيرة.
في منزله المتواضع للغاية كان اللقاء معه في "ورشة" صغيرة صنعها بيده من الأخشاب لتحتضن بين جنباتها عدة الصناعة وخبرته العريقة وأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وطفلتين صغيرتين "مزينة " و"مزاين".
يقول العريمي: "تعلمت صناعة نماذج السفن على يد والدي الذي كان يصنع السفن الكبيرة، وفي بداية حياتي سافرت كبحار إلى وجهات عديدة منها الكويت والعراق والهند، ومنذ عام 1985 انتقلت إلى مصيرة واتجهت الى احتراف صناعة نماذج السفن".
يصنع العريمي نوعين رئيسسن من نماذج السفن من خشب الساج والبنطيج، الصغيرة منها تستغرق صناعتها نحو شهر وأسبوعين ويصنعها عن طريق الحفر وتباع بـ 350 ريالاً عمانياً، أما الكبيرة التي تعتمد على الألواح فيستغرق صنعها حوالي شهرين ويطلق عليها عدة أسماء أشهرها "الغنجة" و"البغلة"، وقد يصل سعر البعض منها إلى 3500 ريال عماني.
يقول العريمي: أحضر الأخشاب من صور وأعتمد بعد ذلك على عدة بسيطة وخبرتي التي اكتسبتها عبر السنين، وأقمت معرضاً صغيراص عند واجهة المنزل أعرض فيه ما أقوم بصناعته سواء من نماذج السفن أو الصناديق المزخرفة وبعض المنتجات التراثية الأخرى".
لا تخفي نبرة العريمي حالة الأسى التي يشعر بها من ضيق ذات اليد وأمنياته العريضة أن يتوسع في ورشته بمكان أكبر وجلب معدات حديثة يمكن أن تسهل مهام عمله وتمكنه من تعليم أجيال جديدة هذه الحرفة التقليدية العريقة للمحافظة على تراث بلده الحبيب.
ويقول: "حصلت على دعم مرة واحدة من الهيئة العامة للصناعات الحرفية، وأتمنى الحصول على دعم الجهات المعنية وإتاحة الفرصة لعرض ما أقوم بتصنيعه في أماكن مناسبة، لا سيما خلال مهرجان مسقط، فالإقبال على الشراء ضعيف للغاية، كما أنني لا أجد فرصة لعرض منتجاتي للسائحين".