مسقط -
أكد الرئيس التنفيذي لشركة دي سي برو الهندسية جورج برباري، ان هذا العام سيشهد انعقاد الدورة الـ 11 من قمة مجموعة العشرين للمرة الأولى على الإطلاق في الصين. وتنطلق القمة تحت شعار «نحو اقتصاد عالمي مبتكر ونشط ومترابط وشامل». وبهدف تحقيق التزام عالمي متكامل، وجهت الصين الدعوات لعدد قياسي من البلدان النامية من أجل حضور قمة مجموعة العشرين في هانجتشو والمزمع عقدها خلال الأسبوع القادم (4-5 سبتمبر).
وباعتبارها رئيساً لقمة هذا العام، تناصر الصين أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 – مبادرة صممت لإشعال شرارة النمو الاقتصادي العالمي واتخاذ الإجراءات المناسبة في وجه الأدوات النقدية المركزية التقليدية والبالية التي أثبتت عدم فعاليتها في إنعاش الاقتصاد العالمي وانتشاله من حالة الركود التي يشهدها.ومع الاهتمام الكبير الذي توليه مجموعة العشرين لتطوير سياسة مالية شاملة من أجل إطلاق العنان للمحفزات الاقتصادية، تبرز مخاطر تتمثل باحتمال أن تشهد حملة تصحيح الأسواق العالمية الراكدة تراجعاً للشواغل البيئية على سلم الأولويات والأهمية.
وآمل ألا تأتي أي مساعٍ لدفع عجلة النمو الاقتصادي في هانجتشو على حساب الاجتماع الوزاري للطاقة الذي انعقد في شهر يونيو الفائت. وخلال ذلك الاجتماع، اتفق وزراء الطاقة على صيغة بيان تعيد التأكيد على التزامهم بالطاقة منخفضة التكلفة التي تتميز بالموثوقية والاستدامة والعصرية. ويعكس هذا البيان الدور الرئيسي للطاقة المتجددة في إطار تحقيق الأهداف المحددة خلال مؤتمر باريس بشأن تغير المناخ الذي انعقد خلال شهر ديسمبر من العام الفائت. وفي الواقع، كان اجتماع شهر يونيو بمثابة علامة فارقة على صعيد إدراك أهمية الارتقاء بعالمنا من خلال التعاون في مجال الطاقة والتصدي لمسألة تأمين وصول أفضل للطاقة، وتوفير طاقة مستقبلية أكثر نظافة، وكفاءة الطاقة والدعم الحكومي غير الفعال والمطبق على الوقود الأحفوري، وشفافية سوق الطاقة.
وسيكون من المعيب أن نخطو خطوةً إلى الوراء، خصوصاً بعد توقيع اتفاق باريس التاريخي منذ أقل من تسعة أشهر. وقد تم فتح باب التوقيع على الاتفاق لمدة عام واحد يوم 22 أبريل، ولن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد قيام 55 دولة تمثل 55% على الأقل من إجمالي الانبعاثات العالمية بتصديقه. و حتى اليوم، قامت 23 دولةً فقط بإيداع صكوك التصديق. وللأسف، تمثل هذه الدول ما مجموعه 1.08% من إجمالي الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة. وتشير تكهنات وكالات الأنباء العالمية إلى أن اثنين من أكبر مصدري انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم، الصين بنسبة 20% والولايات المتحدة بنسبة 18%، تخططان لإيداع صكوك التصديق الخاصة بهما قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين.
ويعتبر هذا الأمر بمثابة لحظة مفصلية بالنسبة لكل من الرئيس شي جين بينج والرئيس باراك أوباما. وسيلتقي الرئيسان يوم 4 سبتمبر، ومن الممكن أن يجري التأكيد على عملية التصديق المحتملة خلال اليوم التالي.
وبطبيعة الحال، هناك العديد من الشكوك – بما في ذلك الاضطرابات السياسية الحالية بين البلدين بشأن النزاع القائم في منطقة بحر الصين الجنوبي - ولكن توقعاتي تصب في خانة أن الرئيس أوباما حريص على تصديق هذا الاتفاق بهدف ترك بصمة بيئية طويلة الأمد قبل انتهاء ولايته في شهر يناير 2017. وباعتباره رئيساً لقمة مجموعة العشرين، من المعتقد أن الرئيس جين بينج حريص أيضاً على قيام الولايات المتحدة بتصديق الاتفاق على الأراضي الصينية.
وفي حال قامت الصين والولايات المتحدة بالتصديق على الاتفاق في مدينة هانجتشو، فإنها بذلك تكون قد أبقت اتفاق باريس على الطريق الصحيح نحو الحصول على الاعتماد الكامل قبل نهاية العام ومغادرة الرئيس أوباما لقمة الهرم في البيت الأبيض. ومن شأن اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ أن يحمل العديد من الآثار الرائعة بالنسبة للعالم – سواء في الوقت الراهن أو لأجيال المستقبل.