تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة ستحقق نقلة نوعية للقطاع

مؤشر الجمعة ٠٢/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٣٦ م
تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة ستحقق نقلة نوعية للقطاع

مسقط -
أكد المدير التنفيذي لشركة نيسان سمير شرفان، ان قطاع السيارات ينشغل اليوم بالاستثمار في تطوير تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، حيث تصدّرت هذه الأنباء عناوين وسائل الإعلام على مدار العامين الفائتين. وفي هذا السياق، ينبغي عدم المبالغة أو الاستهانة بالتأثيرات المحتملة لهذه التكنولوجيا حينما تتحول إلى واقع ملموس في حياتنا اليومية.

وبدأنا حالياً نلمس نتائج هذه التقنيات الجديدة على السيارات الحديثة التي تطرحها الشركات اليوم، والمجهزة بتقنيات الاتصال الرقمي ونظم السلامة والمساعدة للسائقين، حيث ساهمت في مجملها بإحداث نقلة نوعية في أساليب القيادة وتشغيل وصيانة السيارات وعربات النقل والشاحنات. وبالرغم من ذلك، يسود مفهوم خاطئ بأن السيارات ذاتية القيادة بالكامل لا تزال مشروعاً يتطلب إنجازه سنوات طويلة. ولكن الواقع يكشف عن وتيرة متسارعة في تطوير هذه التكنولوجيا من قبل العديد من شركات صناعة السيارات العريقة منها وحتى الناشئة.

وتولي الشركات اليوم أهمية كبيرة لتطوير تقنيات القيادة الذاتية بهدف تفادي إطلاق الانبعاثات الغازية والحفاظ على نظافة البيئة، وكذلك تلافي الوفيات الناجمة عن حوادث السير وتعزيز مستويات السلامة على الطرقات. وتلعب السيارات التقليدية العاملة بالوقـود الأحفوري دوراً مؤثراً في المشاكل البيئية التي سيواجهها العالم مستقبلاً. وطالما يقوم الإنسان بتشغيل هذه السيارات، فلن يكون هناك مفر من ارتكاب الأخطاء والتعرض للحوادث بطبيعة الحال. وفي ضوء ذلك، تحرص شركات تصنيع السيارات على تلافي هذا السيناريو بما يعود بالخير والفائدة على الجميع.

مكانة

وانطلاقاً من مكانتها كشركة رائدة في القطاع، تواكب «نيسان» تطلعات العملاء على هذا الصعيد من خلال تجهيز سياراتها بتقنيات متطورة كانت تبدو قبل سنـوات قليلة وكأنها من قصـص الخيال العلمي. وتتمتع طرازات محددة من سيارات «نيسان» بتقنيات ركن السيارة آلياً، وتنبيه السائقين من الأخطار المحتملة، والمحافظة على مسافة الأمان مع مستخدمي الطريق الآخرين، بالإضافة إلى نظام الكبح في حالات الطوارئ. وتوفر هذه المزايا حلاً عملياً يساهم بتخفيف التوتر الناجم عن القيادة؛ لكن الشركة لن تتوقف طبعاً عند إنجازات الماضي، وإنما تواصل العمل لتحقيق المزيد.
وكان للرئيس التنفيذي للشركة كارلوس غصن رأي في معرض حديثه خلال «معرض جنيف الدولي للسيارات 2016» حول مستقبل التنقل ودور شركة «نيسان» فيه حيث صرح أن رؤية الشركة للتنقل الذكي بمثابة إطار عمل يرتقي بتجارب العملاء حول العالم إلى مستقبل أكثر أماناً واستدامة. ولتحقيق هذه الرؤية، أطلقت الشركة استراتيجيةً طويلة الأمد ومدعومةً باستثمارات مهمة على صعيد البحث والتطوير، وهو ما أتاح لها تحقيق نقلة نوعية بإطلاق سيارتها ’ليف‘ التي تعتبر أول السيارات الكهربائية التي يتم إنتاجها تجارياً في العالم عام 2010، كما وأضاف غصن ان بذلك تفوقت الشركة على نظيراتها من الشركات المنافسة بسنوات عديدة. وشكلت ’ليف‘ ثمرةً لجهودنا في تطوير تقنيات القيادة الذاتية المتطورة، علماً أنها ستتوافر بطرازات متعددة في الأسواق بحلول عام 2020. وتتطلع الشركة في هذا السياق إلى الانتقال نحو الحقبة الجديدة من مفهوم التنقل الذكي.

وبرهنت «نيسان» على التزامها الراسخ بتطوير مفهوم التنقل الذكي على المستوى المحلي من خلال إطلاقها تطبيق «السيارة الذكية»، بينما يتجلى التزامها على الصعيد العالمي عبر أنشطة البحث والتطوير الخاصة بالقيادة الذاتية. وتنتج الشركة في بريطانيا حالياً سيارات «نيسان قشقاي» المزودة بنظام «القيادة الآلية» والحائزة على جوائز عديدة، وهي أولى السيارات المجهزة بهذا النظام والمطروحة للبيع أمام العملاء. وغالباً ما تكون هذه التقنيات حكراً على السيارات الفاخرة باهظة الثمن، إلا أن «نيسان» عازمة على تطبيقها في السيارات الأوسع انتشاراً لتكون متاحة بسهولة أمام ملايين العملاء المحتملين.

عقبات

وبالرغم من وجود بعض العقبات التي يتعين على مفهوم التنقل الذكي معالجتها، إلا أن السباق نحو إطلاق سيارات ذاتية القيادة بالكامل في شوارع بلداتنا ومدننا لم يعد حلماً بعيد المنال. وقد نجحت «نيسان» في تطوير تقنياتها الخاصة مع مواصلة العمل على ترقيتها في إطار خطط حقيقية لطرح سيارات القيادة الذاتية بحلول عام 2017. وستكون هذه السيارات قادرة على التعامل مع مختلف المخاطر على الطرقات وتحويل خطوط السير أثناء القيادة. كما تعتزم الشركة بحلول عام 2020 تطبيق تكنولوجيا القيادة الذاتية للسيارات عند التقاطعات ومفترقات الطرق المزدحمة وفق أعلى معايير الأمان للركاب والمشاة في آن معاً.
وبطبيعة الحال تأتي السلامة والأمان على قائمة الأولويات في الوقت الراهن، ولا شك بأنها ستشكل أهم مزايا السيارات ذاتية القيادة التي ستنتجها «نيسان» مستقبلاً. وتستثمر الشركة كمّاً هائلاً من الأموال والموارد لضمان اعتماد أعلى معايير الأمان في سياراتها المستقبلية انسجاماً مع مفهومها المبتكر للتنقل الذكي.