مسقط -
احتفلت كلية الدفاع الوطني أمس بافتتاح دورة الدفاع الوطني الرابعة، إيذاناً ببدء الدراسة للعام الأكاديمي الرابع للكلية، وذلك برعاية آمر كلية الدفاع الوطني اللواء الركن سالم بن مسلم بن علي قطن.
بدأ الحفل الذي أقيم في مقر الكلية بمعسكر بيت الفلج بآيات عطرة من الذكر الحكيم، ثم ألقى اللواء الركن آمر كلية الدفاع الوطني راعي المناسبة كلمة قال فيها: «إن هذه الكلية التي أراد لها جلالة السلطان المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة - حفظه الله ورعاه - أن تكون منارة علم فكرية رائدة تحفِّز على الإبداع الفكري والتعلم والبحث والتطوير في المستوى الاستراتيجي في مجالي الأمن والدفاع الوطني، سيعمل القائمون عليها بكل همة من أجل تمكينكم من امتلاك المعرفة والقدرات التي تؤهلكم لتولي مواقع ذات طابع مهم على المستوى الإستراتيجي من خلال البرامج التي صُمِّمت بالطريقة التي تؤدي إلى ذلك».
وأضاف آمر كلية الدفاع الوطني في كلمته مخاطبا المشاركين قائلا: إن واقع التعلُّم في هذه الكلية قد خُطِّط له لتكونوا شركاء فيه، وأن تتحمَّلوا بأنفسكم التعلُّم الذاتي والبحث في كافة القضايا، والمناقشة الهادفة البناءة، والتحليل المنطقي الدقيق لمجمل الأحداث والقضايا التي تتأثر بها بلادنا العزيزة، أو تلك التي ترى الكلية أهمية دراستها وتحليلها إقليميا ودوليا. إنكم مطالبون بجهود مضاعفة في القراءة والاطلاع والبحث في كافة الموضوعات المقررة وغيرها مما هو مفيد لإثراء الجوانب الخاصة بالمناقشات مع محاضرين متخصصين من الداخل والخارج تمَّت دعوتهم لإلقاء العديد من المحاضرات على المستوى الإستراتيجي. فبنخبة المحاضرين الذين تم اختيارهم تأخذ الكلية بُعدها المحلي والإقليمي والدولي في كل ما يُطرح من موضوعات يستفيد منها الوطن وينعكس إيجابا على توسيع آفاق أفكاركم، لأنكم أنتم من سيعمل على التحليق بها إلى المستوى الإستراتيجي من خلال رؤاكم والبعد الإستراتيجي لها.
وأردف قائلا: كما تعلمون تشهد المنطقة من حولنا العديد من التغيرات الهامة، وبلدنا العزيز جزء مهم في هذه المنطقة يتأثر بما يدور حوله، ودورتكم في المستوى الذي يتابع الأحداث ويحلِّلُها ويستنتج منها ما يهمُّ الوطن على المستوى الإستراتيجي، فكونوا حريصين على المتابعة لهذه القضايا المعاصرة إقليميا ودوليا، بالإضافة إلى قضايانا المحلية وما يدور على الساحة العمانية، وقوموا بوضع استنتاجاتكم وفقا لرؤيتكم وقدراتكم، فأنتم قادة المستقبل وصنَّاع قرار، فليكن اهتمامكم الوطن والشعب والسبل التي تعزز قُدرات الأمة.
وقال في ختام كلمته: أوصيكم بالعمل المتقن المخلص الجاد الهادف، فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه». أدعو الله تعالى جلَّت قدرته أن يجعلنا وإياكم من المتقنين لأعمالهم، كمـــا أتضرع إليه تعالى أن يحفظ هذا الوطن وشعبه، وأن يحفظ للوطن والشعب قائدَ الأمة ِ وملهمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن يمتِّعه بالصحة والعمر المديد، وأن يجنِّب بلادنا كل مكروه، إنه سميع مجيب الدعاء.
يأتي ذلك في إطار إعداد وتأهيل قادة إستراتيجيين (عسكريين ومدنيين) بهدف إكسابهم المعارف والمهارات التي تمكِّنهم من تولي المناصب القيادية في المستوى الإستراتيجي، وقد ضمَّت هذه الدورة عـــدداً مــــن المشاركين من كبار الضباط بأسلحـــة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية وشؤون البلاط السلطاني، بالإضافة إلى عدد من المؤسســات الحكومية الأخرى الأمنية منها والمدنية.
حضر المناسبة عدد من أعضاء هيئة التوجيه بكلية الدفاع الوطني من عسكريين ومدنيين، وعدد من منتسبي الكلية، والمشاركون في دورة كلية الدفاع الوطني الرابعة.