ملامح الوجه

مزاج الأربعاء ٣١/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
ملامح الوجه

تايلور كوباتا-ترجمة: خالد طه

هل يشبه أنفك أنف والدتك؟ أم هل تشبه عيناك عين عمك؟ إن التشابه العائلي يسهل ملاحظته، ولكن كما تم الكشف مؤخرا ليس من السهل فهمه من حيث الوراثة. ولكن في دارسة جديدة، حاول الباحثون فهم كيفية ارتباط الجينات الوراثية لشخص ما بمظهره.

يقول البروفيسير سيث واينبرج، أستاذ مساعد في علم الأحياء الفموي في جامعة بيتسبرج في ولاية بنسلفانيا الأمريكية وأحد معدي الدراسة: «نحن نعلم من دراسات التوائم، على سبيل المثال، أن بعض أجزاء الوجه يبدو أن بها عنصرا وراثيا قويا. ومع ذلك فلا نعلم إلا القليل جدا عن الجينات الوراثية المحددة المشاركة في تحديد الاختلافات في حجم وشكل ملامح الوجه المختلفة في البشر».
وفي محاولة لكشف غموض الجينات الوراثية المرتبطة بملامح الوجه، التقط الباحثون صورا ثلاثية الأبعاد لأكثر من 3100 شخص وبحثوا فيها عن الارتباط بين ملامح وجوههم وما يقرب من مليون اختلاف وراثي من مختلف أنحاء الجينوم البشري (هو كامل المادة الوراثية المكونة من الحمض الريبي النووي منزوع الأكسجين والذي يعرف اختصارا بـ «دي إن إيه DNA»).
وقد أخذ الباحثون في الاعتبار 20 ملمحا مختلفا من ملامح الوجه في الدراسة، مثل عرض الوجه وعمق الأنف. وعلاوة على ذلك، فقد تم التقاط صورة لكل أنف باستخدام تقنية تسمى المسح المجسم الرقمي، وهي تقنية تستخدم صورا ثنائية الأبعاد مأخوذة من زوايا مختلفة لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد تفصيلية. كما أخذ الباحثون أيضا عينات من اللعاب لاختبار الحمض النووي لكل شخص.
ومن بين ملامح الوجه العشرين التي تم فحصها، هناك خمسة ملامح كانت مرتبطة بمناطق محددة من الجينوم، كما كشفت الدراسة. وهذه الملامح الخمسة هي عرض الوجه والمسافة بين العينين وعمق وعرض الأنف وعمق الوجه أو المسافة التقريبية من منتصف الأذن إلى أعلى الأنف.
وقد كان هناك في المجمل سبع مناطق من الجينوم هي المرتبطة بهذه الملامح الخمسة للوجه (بعض الملامح مرتبطة بأكثر من منطقة واحدة في الجينوم)، وكل منطقة تضم أكثر من جين واحد، ولذلك فما زال غير واضح أي الجينات ترتبط بأي الملامح، بحسب الدراسة. ومع ذلك فإن بعض المناطق تضم جينات تم ربطها في السابق بمتلازمات وراثية تؤثر على الوجه أو تطوره.
يقول واينبرج إن هذه النتائج تعزز عددا قليلا جدا من الدراسات التي حاولت دراسة الخصائص الوراثية المرتبطة بملامح الوجه بطريقة شاملة. وعلاوة على تحديد عدة ارتباطات جديدة بين مناطق الجينوم وملامح الوجه، فقد استطاع الباحثون أيضا تكرار النتائج السابقة، وبخاصة تلك التي تضمنت قياسات الأنف، بحسب واينبرج.
وأضاف واينبرج أن هذه المعرفة الجينية يمكن أن تكون لها تطبيقات عملية في المستقبل، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بعيوب الوجه الخلقية ومتلازمات الوجه. «يمكن أن يكون الحال أنه بإحداث تغييرات طفيفة في الطريقة التي تعمل بها تلك الجينات يمكن تغيير كيفية تطور ملامح الوجه لشخص ما».
على سبيل المثال، فإن بحثا كهذا يمكن أن ينظر في أسباب حالات مثل الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق، كما كتب الباحثون. فهذه الحالات هي من بين الحالات الأكثر شيوعا للعيوب الخلقية. وهي حالات تحدث بسبب خطأ في كيفية تطور وجه الجنين في الرحم: في أثناء التطور الطبيعي، تتشكل أجزاء الوجه المختلفة بشكل منفصل عن بعضها البعض، ثم بعد ذلك تنضم إلى بعضها البعض. فإذا لم تنضم إلى بعضها بشكل صحيح، فإن الطفل يولد بشفة مشقوقة أو حنك مشقوق.
يشير واينبرج إلى أنه ما زال هناك الكثير الذي لم نعرفه بعد عن العلاقة بين الجينات الوراثية وملامح الوجه، ولكن الأبحاث الحالية واعدة. ومن المحتمل أن معظم الجينات التي تؤثر على ملامح الوجه لها تأثيرات ضئيلة فقط على الوجه، ولذلك فإن الأبحاث الأخرى ينبغي أن تشمل ملامح وقياسات أكثر تفصيلا وعددا أكبر من الوجوه من أجل تحديد ما يفعله كل جين من الجينات.

نقلاً عن موقع لايف ساينس