القدس المحتلة – ش
نقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس الموساد السابق، تمير بيدرو، قوله ، ان "التهديد الداخلي يجب ان يقلق الدولة اكثر من التهديدات الخارجية". وفي اول تصريح علني له منذ انهى ولايته، قال بيدرو انه "اذا اجتاز المجتمع حافة انقسام معين يمكن الوصول الى ظاهرة الحرب الأهلية". وحسب أقوال بيدرو فان المسافة الفاصلة بين المجتمع الاسرائيلي والحرب الداخلية تتقلص. "أنا اتخوف من اننا نسير في هذا الاتجاه". وجاءت تصريحات بيدرو هذه في اطار مؤتمر صحفي عقد تمهيدا لمسيرة احياء ذكرى جنود الجيش من ابناء الطائفة الدرزية والتي ستقام في دالية الكرمل في الشهر القادم.
وأضاف بيدرو: "في هذه الأيام تتزايد الامور المسببة للانشقاق على الامور الموحدة. وخلال معركة الانتخابات تم اجتياز الكثير من الخطوط الحمراء، لكن المشكلة هي ان المعركة الانتخابية تتواصل طوال كل سنة. الانقسام شرعي في بيت المشرعين، لكنهم ينقلون هذه الخلافات الى الأسفل، وكأن هذا هو الأهم". مع ذلك قال بيدرو ان الجمهور ايضا، يتحمل المسؤولية عن الانقسام الداخلي. و"تحميل السياسيين المسؤولية عن كل الانقسامات في المجتمع ليس صحيحا. لا يمكن ان نعفيهم من المسؤولية ولكن التغيير يجب ان يأتي من اسفل فصاعدا".
كما تطرق بيدرو الى المقارنة التي اجراها وزير الامن ليبرمان بين الاتفاق النووي الايراني واتفاق ميونخ وقال انه يمنع المقارنة بين الاتفاقيات، مضيفا ان الواقع السياسي في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، يختلف عن الواقع السياسي في ايامنا، ومحاولة المقارنة بين الاحداث خاطئ.
وحول حزب الله قال بيدرو ان التنظيم لم يشكل ابدا تهديدا وجوديا لإسرائيل، مضيفا: "يمكنه ازعاج الوحدة الداخلية لكنه لا يوجد هنا تهديد". وتنبأ بيدرو بقيام الدولة الفلسطينية، وقال: "رئيس الحكومة قال انه ستكون دولتان بين البحر والنهر وهو محق".
كما كتبت صحيفة "هآرتس" ان وزير الامن افيغدور ليبرمان، هاجم مؤخرا، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واتهم القيادة الفلسطينية بأنها تدير "نظام فساد". وقال ليبرمان خلال جلسات مغلقة، ان الفساد الاقتصادي الذي قاده عباس والمقربين منه هو العائق الأساسي امام تحسين الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية. وحسب اقوال ليبرمان، "من المهم لرجال الاعمال في السلطة الفلسطينية ان يتخلصوا من عباس، فهو يدير نظام فساد يشمل كل شيء".
وكان ليبرمان قد عرض خلال لقاء مع المراسلين العسكريين، قبل اسبوعين، خطته لتغيير سياسة الجهاز الامني في الضفة، التي وصفت بأنها مجموعة من العصي والجزر – تسهيلات للمناطق التي يسود فيها الهدوء الامني، وخطوات عقابية ضد البلدات التي سيخرج منها مخربون لتنفيذ الهجمات الارهابية. وخلال اللقاء نفسه قال ليبرمان، انه ينوي المبادرة الى لقاءات مع رجال اعمال وسياسيين فلسطينيين من اجل ترسيخ "مسار يلتف على عباس" ويسمح لإسرائيل بمناقشة سكان الضفة مباشرة حول اوضاعهم.
ويعتبر ليبرمان الرئيس الفلسطيني خصما سياسيا عنيدا لإسرائيل، ويدعي انه بسبب سياسة عباس لا يمكن التقدم الان في العملية السياسية مع الفلسطينيين. ومنذ عرض خطته، قال ليبرمان خلال فرص مختلفة انه بدأت فعلا اتصالات بين ممثلي الجهاز الامني وفلسطينيين من الضفة بدون وساطة عباس او بتصريح منه.
وحسب اقواله "التقينا عشرات الاقتصاديين ورجال الاعمال من السلطة الفلسطينية. عندما تسأل ما هو اهم شيء بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني يجيب الجميع: الأمر الاكثر اهمية هو التخلص من عباس. انه يدير سلطة فساد تشمل كل شيء. لديه رجال في كل قطاع اقتصادي، في العقارات وسوق الوقود وسوق الاتصالات، ورجال عباس يحصلون على المعشر من كل صفقة، وباستثناء رجال الدائرة الداخلية، لا تسمح قيادة السلطة لاحد بالتطور اقتصاديا. ولذلك من المهم التخلص من عباس. طالما تواجد هناك، لن يحدث أي شيء".
وقال ليبرمان ان إسرائيل ليست ملزمة بالعمل من اجل انهاء سلطة عباس، ولكنه في الوقت نفسه، لا يمكنها اتهام نفسها بالوضع الناشئ في المناطق. "لا يرتبط كل شيء بنا. طالما تواصلت السلطة الفاسدة وغير الفاعلة في السلطة، لن يتحسن الوضع الاقتصادي هناك". وادعى ليبرمان ان عباس يكاد لا يزور مدن شمال الضفة، نابلس وجنين، ويفضل السفر للزيارات السياسية في الخارج. "انه لا يريد الانشغال في قضايا الاقتصاد والتشغيل".