تقرير اخباري خسارة " العدناني" ضربة موجعة لداعش لفقدان المهندس الرئيسي للعمليات الخارجية

الحدث الأربعاء ٣١/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣١ م

بيروت – ش – وكالات

أعلن تنظيم داعش مقتل المتحدث باسمه أبو محمد العدناني في محافظة في شمال سوريا، فيما أكدت واشنطن أنها استهدفته في المنطقة نفسها.
ونعى التنظيم في بيان تداولته حسابات ومواقع العدناني المتحدر من محافظة إدلب في شمال غرب سوريا والبالغ من العمر 39 عاما.
وأورد البيان أنه "بعد رحلة حافلة بالتضحية.. ترجل الفارس الهمام ابو محمد العدناني الشامي ليلحق بركب القادة الشهداء"، مضيفا "ترجل الشيخ أثناء تفقده العمليات العسكرية في ولاية حلب".
وفي واشنطن، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك إن السلطات ما زالت "تقيم نتائج الضربة"، مشيرا في بيان إلى أنه في حال تأكيد مقتله فإن ذلك "سيشكل ضربة كبيرة لداعش ".
ولفت كوك إلى أن الضربة شنت في مدينة الباب في محافظة حلب السورية.
وتعد مدينة الباب اخر معقل للتنظيم في محافظة حلب، حيث تدور معارك عنيفة على جبهات عدة، بعد خسارته مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا الاسبوع الماضي ومدينة منبج قبل نحو ثلاثة اسابيع.
وبعدما وصفه بـ"المهندس الرئيسي" للعمليات الخارجية لتنظيم داعش والمتحدث الرئيسي باسم التنظيم، أوضح كوك أن العدناني "نسق تحرك مقاتلي داعش وشجع مباشرة افرادا على شن هجمات على مدنيين واعضاء في الجيش ونشط في تجنيد اعضاء جدد" للتنظيم.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن العدناني هو "أحد أكبر قادة داعش وأنه كان "أكبر بكثير" من مجرد متحدث باسم التنظيم.
وأضاف المسؤول أن العدناني لعب دورا كبيرا في عدد من الهجمات الكبيرة السنة الماضية، بما في ذلك الاعتداءات التي شهدتها باريس ومطارا بروكسل واسطنبول والمطعم في بنغلادش وكذلك اسقاط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء المصرية والتفجير الانتحاري في تظاهرة في أنقرة.
وأدت تلك الهجمات في المجموع إلى سقوط أكثر من 1800 قتيل ونحو أربعة آلاف جريح.
ولفت المسؤول إلى أن العدناني "كان عضوا في تنظيم القاعدة في العراق وعضوا في مجلس الشورى واكثر قيادي معروف رسميا لداعش ".
في سبتمبر العام 2014، صنفت الحكومة الأميركية العدناني "إرهابيا دوليا"، ورصدت الخارجية الأميركية مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لأي شخص يقدم معلومات "تسوقه إلى العدالة".
وأكد كوك أن "الجيش الأميركي سيواصل كأولوية وبلا هوادة استهداف قادة داعش والمتآمرين في الخارج للدفاع عن وطننا وحلفائنا وشركائنا وسنواصل العمل على تدمير ورم داعش في سوريا والعراق ومحاربة انتشاره في العالم".
ويعتبر العدناني احد ابرز قادة تنظيم داعش منذ تأسيسه، اذ اعلن في يونيو 2014 تأسيس "الخلافة الاسلامية" في سوريا والعراق قبل ان يبرز اسمه اثر تكرار دعوته الى شن هجمات في دول الغرب.
وفي اغسطس من العام ذاته، تبنى مجلس الامن الدولي بالاجماع قرارا بموجب الفصل السابع، ادرجت فيه اسماء ستة قياديين متطرفين، بينهم العدناني، على لائحة العقوبات الدولية الخاصة بتنظيم القاعدة.
وغالبا ما كان العدناني يصدر تسجيلات صوتية وبيانات يتناول فيها عمليات التنظيم خصوصا في العراق وسوريا التي تشهد نزاعا داميا منذ مارس العام 2011.
وفي العامين الاخيرين، كرر العدناني دعوة المسلمين و"جنود الخلافة" الى تنفيذ هجمات في الدول الاعضاء في التحالف الدولي بقيادة اميركية والذي يشن منذ ايلول/سبتمبر 2014 ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا والعراق.
وقال في تسجيل صوتي يعود الى العام 2014 "أبذل جهدك في قتل أي أميركي أو فرنسي أو أي من حلفائهم، فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة، فاستفرد بالكافر، فارضخ له بحجر، أو انحره بسكين، أو اقذفه من شاهق، أو ادعسه بسيارة، وإن عجزت، فاحرق منزله أو سيارته، أو تجارته، أو مزرعته، فإن عجزت فابصق في وجهه، وإن لم تفعل، فراجع دينك".
وتبنى التنظيم منذ ذلك الحين هجمات واعتداءات دموية في دول عدة اوقعت مئات القتلى ابرزها في فرنسا وبلجيكا ودول عدة اخرى، ما دفع اجهزة الاستخبارات الغربية الى تسميته "وزير الاعتداءات" بوصفه مسؤولا عن تحفيز الجهاديين المعزولين والاشراف على الهجمات في الغرب.
ويرى الباحث أيمن التميمي في تصريح لفرانس برس ان مقتل العدناني "مهم رمزيا ويعكس تراجعا اكبر لتنظيم داعش ".
وفي تغريدة على موقع تويتر، قال الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الاوسط للدراسات تشارلز ليستر إن مقتل العدناني يشكل "ضربة كبيرة" للتنظيم.
وكتب الخبير في التنظيمات الجهادية رومان كاييه على موقع تويتر "في الذاكرة الجماعية الجهادية، يبقى ابو محمد العدناني هو من اعلن قيام الخلافة في يونيو 2014".
وبحسب التميمي، انخرط العدناني في الجهاد منذ اوائل الـ2000 حين بايع ابو مصعب الزرقاوي ثم انتقل الى العراق مع بدء الاحتلال الاميركي وتنقل في مواقع جهادية عدة وصولا الى تعيينه متحدثا باسم تنظيم داعش .
وافاد مسؤولون عراقيون في وقت سابق بأن العدناني قد سجن في العراق لخمس سنوات بين عامي 2005 و2010.