انطلاق "الحوار الاستراتيجي" وتوقيع اتفاق دفاعي بين واشنطن ونيودلهي

الحدث الثلاثاء ٣٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣٧ م

نيودلهي – ش – وكالات

أطلق وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس الثلاثاء "الحوار الاستراتيجي والتجاري" بين الولايات المتحدة والهند، بعدما وقعت اكبر ديموقراطيتين في العالم اتفاقا لتعزيز العلاقات في مجال الدفاع في واشنطن.
ووصل كيري مساء الاثنين الى نيودلهي التي شلت الحركة فيها بسبب الازدحام الذي خلفه سقوط امطار غزيرة، للمشاركة في الدورة الثانية من هذا المنتدى الامني والتجاري الذي انشىء عام 2015 بحسب النموذج الذي تعتمده واشنطن مع الصين.
ويجتمع مع رئيس الوزراء نارندرا مودي الذي قام بزيارة رسمية الى واشنطن في يونيو كما دعا الى المزيد من التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين على امل رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 500 مليار دولار سنويا.
وفي مجال الدفاع وقع وزيرا الدفاع الاميركي اشتون كارتر والهندي مانوهار باريكار الاثنين في واشنطن اتفاقا للتعاون في جهود لتعزيز العلاقات الدفاعية يتيح استخدام كل طرف القواعد العسكرية للجانب الاخر من اجل اعمال الصيانة والامدادات بحسب بيان صادر عن الحكومتين.
وقال كارتر ان الاتفاق سيجعل العمليات المشتركة بين الجيشين اسهل لوجستيا واكثر فاعلية.
وقد تقاربت واشنطن ونيودلهي بشكل كبير اعتبارا من العام 2000، اثر اعادة توجيه السياسة الاميركية الى آسيا بهدف التصدي لنفوذ الصين.
واشاد كارتر بهذه "الشراكة" بين العملاقين اللذين شهدا علاقات صعبة خلال الحرب الباردة حين تقاربت الهند ورغم انها كانت من دول عدم الانحياز، من الاتحاد السوفياتي السابق.
وكيري الذي يقوم بزيارته الرابعة الى الهند بدأ لقاءاته مع وزراء وكبار المسؤولين، في محادثات يرتقب ان تشمل الوضع في افغانستان والتوتر مع باكستان المجاورة.
واعتبر وزير التجارة الاميركي بيني بريتزكر الذي شارك في المحادثات ان فكرة زيادة حجم التبادل التجاري من مئة مليار دولار الى 500 مليار، واعدة.
واعتبر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية قبل وصول كيري الى نيودلهي انه على الهند ان تجري اصلاحات اقتصادية اوسع، اذا اراد البلدان تحقيق هدفهما.
يذكر ان جون كيري بدا امس ووزيرة التجارة بني بريتزكر محادثات تستمر يومين مع الحكومة الهندية لتعزيز العلاقات التجارية وتشجيع الحوار مع باكستان حول منطقة كشمير المتنازع عليها.
وقال مسؤول أمريكي كبير إنه جري بحث الوضع في الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير والمخاوف بشأن أفغانستان خلال المحادثات امس الثلاثاء مع مستشار الأمن القومي أجيت دوفال واليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
ولقي العشرات حتفهم في احتجاجات عنيفة في كشمير منذ الثامن من يوليو تموز عندما قتلت قوات الأمن قائدا ميدانيا من جماعة متشددة مقرها باكستان تتمتع بدعم كبير في المنطقة التي تقطنها أغلبية مسلمة.
وقال مودي إن الهند لن تذعن للإرهاب واتهم باكستان بتضخيم الأمر خلال كلمته السنوية التي ألقاها بمناسبة يوم الاستقلال في 15 أغسطس آب وصعد خلالها من حدة نبرته عندما سلط الضوء على القلق إزاء حقوق الإنسان في مناطق مضطربة في باكستان.
ورفضت نيودلهي دعوة إسلام اباد لإجراء محادثات بشأن مستقبل جامو وكشمير الولاية الواقعة بأقصى شمال الهند قائلة إنها جزء لا يتجزأ من البلاد. وتقول أيضا إن أي محادثات يجب أن تتناول الإرهاب عبر الحدود في الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير وهو أمر تنفي باكستان أن يكون لها أي دور فيه.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن كيري سيشجع الحوار بين باكستان والهند خلال المحادثات.
وأضاف أنه سيجري أيضا بحث الوضع في أفغانستان وسط تعزيز العلاقات بين الهند وأفغانستان.