تزامناً مع بدء الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي لنيودلهي هولاند: صفقة رافال مع الهند تحتاج لوقت

الحدث الثلاثاء ٢٦/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
تزامناً مع بدء الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي لنيودلهي

هولاند: صفقة رافال مع الهند تحتاج لوقت

نيودلهي – – وكالات

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن إنجاز صفقة بيع طائرات رافال للهند يحتاج إلى بعض الوقت، مما يحد من الآمال في إبرام العقد خلال زيارة الدولية التي بدأها أمس الأحد وتستمر ثلاثة أيام لهذا البلد الناشئ الذي يسجل نموا قويا.

وبعد شانديغار في شمال الهند، يتوجه هولاند إلى نيودلهي حيث سيكون ضيف شرف للعرض العسكري التقليدي الذي يجرى في 26 يناير بمناسبة ذكرى إعلان الجمهورية في 1950 في هذه المستعمرة البريطانية السابقة. وكانت فرنسا تأمل في إبرام عقد لبيع الهند 36 طائرة رافال حربية أثناء هذه الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي خلال عام منذ الرحلة التي قام بها في فبراير 2013. لكن هولاند صرح في مقابلة مع وكالة الأنباء الهندية «برس تراست أوف انديا» أمس الأحد أن «التوصل إلى اتفاق حول الجوانب التقنية يحتاج إلى وقت بالتأكيد لكننا على الطريق الصحيح».
وبعد وصوله إلى شانديغار قال هولاند «سنجتاز مرحلة أخرى باتجاه حصول الهند على 36 (طائرة) رافال كما نأمل جميعا»، موضحا أن «العقد التجاري لا يمكن أن يبرم إلا بعد الاتفاق بين الحكومتين الذي سيناقش هنا».

طلب هندي

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قدم طلبية لشراء هذه الطائرات خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي في باريس في أبريل 2015. ومنذ ذلك التاريخ تجري مفاوضات بين حكومتي البلدين لتحديد بنود وشروط عقد شراء هذه الطائرات الذي تقدر قيمته بنحو خمسة بلايين يورو. وكان مودي صرح في ‏‏أبريل الفائت أنها طلبية لشراء طائرات «جاهزة للتحليق» ضرورية لتحديث الأسطول الهندي. وقال هولاند في المقابلة نفسها إن «رافال مشروع كبير بين الهند وفرنسا وسيفتح الطريق لتعاون تقني وصناعي غير مسبوق... في السنوات الأربعين المقبلة». وأضاف أن «الهند بحاجة إليها ورافال أظهرت أنها أفضل طائرة في العالم».

مفاوضات

وشهدت المفاوضات المعقدة عدة تقلبات إذ بدأت الهند منذ 2012 مشاورات مع مجموعة «داسو أفياسيون» من أجل طلبية أكبر لكنها لم تفض إلى نتيجة. وإلى جانب الأسعار، من النقاط الأساسية التي تعرقل المفاوضات رغبة الهند في الحصول على موافقة «داسو» على استثمار جزء كبير من العقد على الأراضي الهندية. وكان مصدر دبلوماسي فرنسي صرح أن «زيارة كهذه يمكن أن تشكل فرصة للتقدم على طريق الاتفاق»، بينما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية فيكاش سواروب قبل أيام أن المفاوضات وصلت إلى «مرحلة متقدمة». وبدأ هولاند الذي يرافقه وفد كبير من رؤساء الشركات، زيارته للهند بمحطة رمزية في مدينة شانديغار عاصمة ولاية البنجاب التي صممها المعماري الفرنسي السويسري لوكوربوزييه في خمسينيات القرن الفائت.

تعاون في مكافحة الإرهاب

وفي تغريدة على تويتر، أكد مودي بعد وصول هولاند أن «حضور رئيس الدولة كضيف شرف لاحتفالات يوم الجمهورية يشرفني ويسعدني». وأضاف «سنبني على الأرضية التي أقمناها في لقاءاتنا السابقة».
وقبل أن يشارك في منتدى لرؤساء الشركات الفرنسية والهندية، سيزور هولاند مع رئيس الوزراء الهندي ساحة الكابيتول القلب الإداري لمدينة شانديغار.
ويرافق هولاند وفد يضم نحو خمسين من رؤساء الشركات وخمسة وزراء من أجل تعزيز المبادلات الاقتصادية والتجارية التي تبقى محدودة وغير متوازنة على حساب فرنسا مع ثالث اقتصادات آسيا.

وبين الشركات المعنية بالزيارة مجموعات كبرى في مجالات البناء والطاقة والنقل وبشكل أوسع البنى التحتية للمدن مثل الستوم واريفا وايلكتريسيتيه دو فرانس وغاز دو فرانس - سويس ولافارج وسان غوبان وسويس للبيئة. وكلها قطاعات تحفزها الإصلاحات الكبيرة التي بدأتها حكومة مودي وتدعمها نسبة نمو تقدر حسب صندوق النقد الدولي بـ7.7 في المئة في 2015 و2016 لبلد في طريقه للتفوق على الصين.

وتريد باريس التي تقدر بـ680 بليون يورو احتياجات الهند في مجال البنى التحتية للسنوات العشرين المقبلة، تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع ثالث اقتصاد في آسيا. وهذه العلاقات محدودة حاليا وغير متوازنة على حساب فرنسا.

وتبدي الشركات الفرنسية اهتماما كبيرا خصوصا بالبرنامج الذي بدأه مودي لبناء مئة «مدينة ذكية» يفترض أن تصبح نماذج لتنمية مستدامة، وقد قررت باريس الاستثمار في ثلاث منها في شانديغار وبونديشيري وناغبور. وسيطرح أيضا مشروع بناء ستة مفاعلات نووية في جنوب بومباي، وهذا الملف تأثر بإعادة هيكلة المجموعة النووية الفرنسية «اريفا» الذي يشمل التنازل لشركة كهرباء فرنسا عن فرعها للمفاعلات.
على الصعيد السياسي، ستحتل مسألة مكافحة الإرهاب «رأس لائحة» المواضيع في المحادثات، على حد قول دبلوماسي فرنسي. وقال هولاند لوكالة الأنباء الهندية إن «الهند وفرنسا تواجهان التهديدات نفسها: قتلة يدعون للعمل على أسس دينية وأهدافهم الحقيقية هي الكراهية الشاملة». وأضاف أن «الهند وفرنسا مصممتان على العمل معا ضد الإرهاب».
وذكرت وزارة الخارجية الهندية من جهتها أن مكافحة الإرهاب ستكون محور «العديد من المناقشات». وأضافت أن الهند وفرنسا «ضحيتان للإرهاب»، مشيرة إلى «الاعتداءات المروعة» التي شهدتها باريس في 13 نوفمبر الفائت.