بدايات مشجعة لاستخدام الطاقة البديلة ودعوات لتنشيطها

مؤشر الثلاثاء ٣٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٣٧ م
بدايات مشجعة لاستخدام الطاقة البديلة ودعوات لتنشيطها

مسقط -عزان الحوسني
دعا مختصون ومهتمون بالطاقة البديلة إلى تكثيف الجهود في استخدام وتوظيف الطاقة البديلة في السلطنة خلال المرحلة المقبلة مع تنامي احتياجات السلطنة من الكهرباء نتيجة للزيادة السكانية والنمو الاقتصادي والصناعي .
وقال مدير أبحاث الطاقة المتجددة في مجلس البحث العلمي أحمد بن سعيد البوسعيدي إن من ضمن البرامج والمبادرات التي يقوم بها مجلس البحث العلمي لدعم مشاريع وتطبيقات الطاقة المتجددة اعتماد البرنامج الإستراتيجي لأبحاث الطاقة المتجددة.
ويضيف البوسعيدي واصفا مجالات استغلال الطاقة الشمسية كطاقة بديلة تحقق عائدا اقتصاديا كبيرا، أن معظم استخدامات الطاقة الكهربائية في المناطق النائية يتم تزويدها بالطاقة عن طريق الديزل وكذلك تستخدم في التبريد والتكييف بخاصة في أيام الصيف، كما أنها تستخدم في تحلية المياه حيث إن محطات التحلية تستهلك قدرا كبيرا من الطاقة، وفي حالة استغلال الطاقة الشمسية يمكن توفير جزء من هذه الطاقة المستهلكة في مشاريع تنموية أخرى.
وأشار البوسعيدي إلى أن هذا الاستخدام للطاقة الشمسية سيساهم بقدر كبير في تقليل حرق الوقود الأحفوري الذي يتسبب في انبعاث الكثير من الغازات والانبعاثات الضارة بالبيئة.
وتطرق البوسعيدي إلى دعم أكثر من 12 بحثا في مجال الطاقة البديلة ضمن برنامج المنح البحثية المفتوحة خلال السنوات الست الفائتة، ودعم الكثير من مشاريع الطلاب في برنامج دعم بحوث الخريجين لمرحلتي الدبلوم والبكالوريوس ومسابقة البيوت الصديقة للبيئة في النسخة الأولى والثانية ودعم الكثير من المبادرات التي تسعى لترشيد استهلاك الطاقة، ومبنى مسقط للابتكار وهو المقر الجديد لمجلس البحث العلمي بالقرب من جامعة السلطان قابوس، كما تم تأسيس مركز التقنيات المتكاملة الحديثة بالتعاون مع مؤسسة هولتمونز الألمانية لدعم برامج الابتكار المختلفة.
وقال مدير أبحاث الطاقة المتجددة في مجلس البحث العلمي إن المجلس يسعى من خلال معظم هذه البرامج إلى تأهيل مجموعة من الشباب العمانيين في الكثير من الدورات والورش وبرامج الدراسات العليا بشكل مستمر.
وبدأ بعض الشباب العماني في إدراك أهمية الطاقة البديلة في المستقبل فأنشأوا ورشا ومصانع صغيرة في هذا المجال، ويوسف السالمي واحد من أصحاب الورش المصنعة للطاقة الشمسية كطاقة بديلة حيث تتواجد ورشته في نيابة الحوقين في ولاية الرستاق وتختص الورشة التي أنشأها بتهيئة الأجهزة الكهربائية لتعمل بالطاقة الشمسية، ومن الأجهزة التي تهيؤها الورشة وتعمل بالطاقة الشمسية الكشافات (المصابيح ذات الأشعة القوية) .
أما عن استخدامها فيقول: قمنا بتركيبها في البيوت والمباني ذات الأدوار المتعددة وغيرها من المباني، ويضيف: يعمل نظام هذه الأجهزة عن طريق تخزين الطاقة الشمسية فترة الظهيرة ونقوم باستخدامها كطاقة كهربائية في الإنارة ليلا.
ولم تتوقف الورشة عند هذا الحد بل تقوم بنشر الوعي باستخدام الطاقة البديلة حيث تعمل الورشة على المساهمة في تعريف طلاب المدارس بأهمية الطاقة الشمسية كطاقة بديلة. ومن ابرز الأجهزة كما يقول السالمي جهاز تبريد الخزانات المليئة بالمياه، وهو يعمل على نفس الفكرة بحيث يحول طاقة الشمس إلى طاقة كهربائية تولد جهدا ممتازا لتشغيل العديد من الأجهزة الكهربائية واصفا الإقبال على هذه الأجهزة بالكبير جدا كطاقة بديلة للكهرباء، ويخطط السالمي في قادم الوقت لتطوير هذه الطاقة في صناعات كبيرة ومختلفة تعمل بشكل جيد وبضمانات محددة.
ويرى عبد الله الحوسني أن السلطنة باتت واعية بضرورة الاستثمار في الطاقة الشمسية وإقامة محطات متخصصة، ويجب أن تتوفر الإرادة للإسراع بإنجاز المطلوب، وعبر الحوسني عن اعتقاده بأنه ليس هناك ما يدعو إلى عدم الاهتمام والتوجه المكثف نحو الاستثمار بالطاقة البديلة فاستخدامات الطاقة البديلة تذهب نحو توليد الكهرباء.
وعن مستقبل الطاقة البديلة يقول الجلندى البوسعيدي: إن الاستثمار بالطاقة الشمسية سيساعد على توجيه هاتين السلعتين (النفط والغاز) نحو استخدامات أفضل تضمن استدامتهما لأبعد مدى زمني. وأكد أن السلطنة تستهلك قدرا كبيرا من إنتاج النفط بقطاع الطاقة الكهربائية، ومن المؤكد أن الطلب على الطاقة الكهربائية سوف يزداد في السنوات المقبلة وأضاف أنه لا توجد بالسلطنة سوى محطات قليلة للطاقة الشمسية لتأمين الاحتياجات الحالية من الكهرباء.
وأشار البوسعيدي إلى أن عمل محطة طاقة شمسية لتوليد مائة ميجاوات يستلزم استثمارات بحجم ثمانمائة مليون دولار، في وقت قدرت فيه حاجة السلطنة إلى نحو ألفي ميجاوات. موضحا أن ارتفاع نسبة الغبار في الجو، والعواصف الرملية، فضلا عن تحدي صغر المساحة، هي عوامل تؤثر سلبا على كفاءة إنتاج الطاقة الشمسية.
ولقد تم تداول العديد من المناقشات من قبل المغردين على برنامج التواصل الاجتماعي "تويتر" حول الموضوع حيث قال محمد بن سالم الكندي في حسابه على تويتر: لماذا لا تكون هناك مساع من الآن لتطوير الخلايا الشمسية، بحيث تصبح بديلة للنفط في قادم الوقت.
وذكر سلمان بن محمد الوهيبي أنه من الممكن حل مشاكل الطاقة في السلطنة بعيدا عن النفط، وذلك من خلال تقنية النانو في إنتاج الخلايا الشمسية، ووصفها بأنها طريقة سهلة ومجدية.
أما مصطفى بن ناصر الكندي فيقول إن الطاقة الشمسية هي المستقبل القادم، فعلى سبيل المثال في ألمانيا حيث الشمس قليلة الظهور أصبح من المألوف أن تشاهد على أسطح المباني ألواحا للطاقة. ويضيف: الطاقة الشمسية طاقة مستمدة من أشعة الشمس, قادرة على توليد الحرارة مباشرة, وإنتاج مقادير من الكهرباء كافية للاستخدام. ويقول مشجعا الجهات البحثية والحكومية: تستطيع الحكومة أن توفر النفط لبيعه بالسوق العالمي وذلك بدعم تركيب الخلايا الشمسية في المباني والمنازل حتى تتنافس مع أسعار الكهرباء التقليدية. ويضيف: مع انخفاض سعر الخلايا الشمسية والارتفاع المستمر في أسعار الكهرباء والنفط حان الوقت للتجديد والاستقلالية في مصدر الكهرباء بنظام الطاقة الشمسية البديل.