"موقد النار".. وسيلة فقراء غزة لمقاومة المنخفض الجوي البارد

الحدث الثلاثاء ٢٦/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص
"موقد النار"..  وسيلة فقراء غزة لمقاومة المنخفض الجوي البارد

غزة – ش – وكالات
تناول تقرير لوكالة "الأناضول" التركية يوم أمس الأحد، مأساة قطاع غزة الفلسطيني المحاصر الذي اجتاحته موجة بردٍ ومنخفض جويٍّ في ظل ما يعانيه القطاع من نقصٍ من الخدمات.
ونقلت وكالة الأناضلو عن الطفلة نرمين المصري، قولها: "فش عنا (لا يوجد)، كهرباء ولا غاز، أنا سقعانة كتير (أشعر بالبرد)"، وتضيف: "أشعلنا النار منذ وقت العصر فالبرد في منزلنا شديد. نفسي يكون عنا شيء يدفينا، انا أتمنى أن نمتلك وسيلة للتدفئة".
ومع غروب الشمس، واشتداد الرياح الباردة، وانخفاض درجات الحرارة، ينادي المصري بصوت مرتفع على زوجته لتحضر له القليل من السكر لتحضير الشاي الساخن على موقد النار لأطفاله ليعطيهم شيئاً من الدفء.
يقول لمراسل "الأناضول"، إن "استمرار انقطاع الكهرباء على مدينتنا المحاصرة جعلنا نلجأ لنيران نشعلها من الخشب والورق لتفادي موجة البرد في ظل الفقر الشديد الذي نعيشه".
ويضيف "لا يوجد أي حل لدينا لتفادي البرد سوى موقد النار لتدفئة أطفالي الصغار، في ظل غياب وسائل التدفئة التي تلجأ إليها الأسر الغنية، كالمدفئة الكهربائية، أو تلك التي تعمل بالغاز".
ويتابع المصري الذي يقطن على أطراف مدينة خانيونس جنوبي مدينة غزة "أعاني من انزلاق غضروفي في إحدى فقرات الظهر، ولا أقدر على العمل ووضع أسرتي الاقتصادي، سيء للغاية وبيتي يفتقر لأدنى مقومات الحياة، ولم أجد عملًا يتناسب مع مرضي".
والمصري واحد من آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين لم يجدوا أمامهم سوى "موقد النار" لإشعاله في غياب وسائل التدفئة، التي تعمل بالطاقة الكهربائية المنقطعة.
ومنذ 10 سنوات يعاني قطاع غزة، حيث يعيش حوالي 1.9 مليون نسمة، من أزمة كهرباء كبيرة، عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006، وهو ما دفع السكان إلى العيش وفقا لجدول توزيع يومي، بواقع 8 ساعات توافر للتيار الكهربائي و8 ساعات غياب.
وفي السياق، يتخوف الفلسطيني محمود التتر(45 عام)، من منخفض جوي عميق يضرب المنطقة، لأن وسائل التدفئة التي تعمل على الكهرباء والغاز، متوقفة وبلا فائدة.
ويقول التتر:" نحن أسرة فقيرة، حصلنا على مدفئة من أحد السكان الأغنياء في قطاع غزة، ولكن تشغيلها أصبح صعب في ظل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة".
ويضيف "ليس الكهرباء فقط المنقطعة لفترات طويلة بل غاز الطهي غير متوفر، فما لنا غير الحطب والورق لتفادي أزمة البرد في مدينتنا"، التي تحاصرها إسرائيل منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تعتبرها "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.
ويعاني قطاع غزة من أزمة في غاز الطهي، فالكميات المدخلة إليه يوميا من معبر كرم أبو سالم (المنفذ التجاري الوحيد للقطاع)، لا تكفي لتلبية احتياجات القطاع الذي يحتاج كحد أدنى لـ300 طن يوميا.
ويقول الفلسطيني التتر، "البرد شديد في الليل، ولا استطيع تدفئة أطفالي، فالموقد لا يمكن إشعاله طوال الليل، خشية من أن تلتهم نيرانه منزلنا".
ويتابع:" عملي متوقف منذ أكثر من عام بعد أن دمرت غارة إسرائيلية سيارتي التي كنت أعمل عليها قبل الحرب الأخيرة".
وشنّت الاحتلال الإسرائيلي حربًا على قطاع غزة، في السابع من يوليو 2014، أسفرت عن هدم 12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي، فيما بلغ عدد البيوت المهدمة جزئيًا 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.
ووفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80٪ من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش، بينما تجاوزت نسبة الفقر المدقع في قطاع غزةالـ(40)%، وارتفعت البطالة لأكثر من (45)%، وفقاً الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار.