القدس المحتلة – زكي خليل
أظهر استطلاع للرأي بثّته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أمس السبت، أن زعيم حزب 'إسرائيل بيتنا'، اليميني المتطرف، أفيجادور ليبرمان، تصدّر الاستطلاع بنسبة 30%، على اعتباره 'الشخص الأكثر ملاءمة لعلاج المشاكل الأمنية والتصدي للهجمات الإرهابية' وفق تعبير القناة، وذلك في إشارة للهبّة الشعبية في الضفة الغربية المستمرة منذ مطلع شهر أكتوبر الفائت.
وحل رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، الذي قاد عدوانين على قطاع غزّة، أسفر أولهما عن استشهاد 112 فلسطينيًا، في ربيع العام 2008، بينما كان الثاني أشد فتكًا حيث أسفر عن استشهاد 2300 شهيد فلسطيني، ثانيًا، بنسبة تأييد 15%، بينما جاء اليميني المتطرف، نفتالي بينيت، ثالثًا بنسبة 13%، أما رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، فقد حلّ ثالثًا، بنسبة 11% تلاه رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاك هرتسوغ بنسبة 5.% وحول الرضا عن أداء نتنياهو، أفاد 68% من المستطلعة آراؤهم أنهم غير راضين عنه في حين قال 28% إنهم راضون عنه.
وكتبت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية ان 67% من الإسرائيليين يتخوفون على حياة اليهود في العالم، حسب ما جاء في استطلاع للرأي اجرته الهستدروت الصهيونية العالمية بمناسبة اليوم الدولي لذكرى الكارثة. وسيتم عرض نتائج هذا الاستطلاع امام الحكومة.
ويكشف الاستطلاع الذي اجراه معهد "مدغام للاستشارة والأبحاث"، ان 39% من الإسرائيليين يعتقدون ان على يهود اوروبا الهجرة الى إسرائيل على خلفية تفشي ما يُدعى بـ "اللا سامية في اوروبا والعالم كله". مع ذلك يتفهم 46% من الإسرائيليين اليهود الذين يواصلون العيش في اوروبا لأسباب اقتصادية واجتماعية وغيرها.
وتدعي نسبة 83% من الإسرائيليين أن على إسرائيل التدخل في سوق العمل لصالح المهاجرين الجدد. ودعم 53% فكرة منح محفزات اقتصادية للمشغلين الذين يقومون بتشغيل المهاجرين الجدد، فيما دعم 30% امكانية الزام الاجهزة الرسمية او الشركات الكبرى والخاصة على تشغيل نسبة معينة من المهاجرين، وان كان ذلك يأتي على حساب الإسرائيليين.
فيما كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان استطلاعا للرأي حول نظرة الإسرائيليين لقدرات نتنياهو الأمنية، يبين بأن مواطنين إسرائيليين من بين كل ثلاثة لا يشعران بالرضا ازاء معالجة رئيس الحكومة لموجة اندلاع الانتفاضة الحالية.
وتوصل الاستطلاع الذي اجراه مانو غيباع ود. مينا تسيماح من معهد "مدغام" بالتعاون مع "أي بانل"، لصالح برنامج "واجه الصحافة" في القناة الثانية، ان 28% فقط يشعرون بالرضا عن معالجة نتنياهو للانتفاضة، بينما لا يشعر بذلك 68% من الجمهور، فيما قال 4% انهم لا يعرفون او رفضوا الاجابة.
في غضون ذلك يستعد الائتلاف الحكومي في إسرائيل الى احتمال الخسارة في التصويت الذي سيجري في الكنيست اليوم الاثنين، في اعقاب اعلان نواب من اليمين بأنهم سيقاطعون التصويت على انتزاع الثقة عن الحكومة، وعلى مشاريع قوانين حكومية، احتجاجا على اخلاء المستوطنين من البيوت الثلاثة. واوضح بتسلئيل سموطريتش، من البيت اليهودي، واورن حزان، من الليكود انهما قد لا يشاركان في التصويت.
وقال نائب من الائتلاف الحكومي، لم يقرر بعد ما اذا سينضم الى هذه الخطوة، ان "نواب الليكود يتخوفون من المشاركة في خطوة بعيدة المدى لأنه ستجري خلال الأسابيع القريبة جولة من التعيينات في الحكومة ولجان الكنيست وكذلك انتخاب نائب لرئيس الكنيست، ولا يريد احد التسبب بالغضب لنتنياهو كي لا يمس بفرص تعيينه".
ويتخوف الائتلاف من عدم قدرته على تجنيد غالبية لدعم مشاريع القوانين الحكومية وصد مقترحات نزع الثقة، رغم ان الفشل سيكون رمزيا فقط ومن غير المتوقع ان يؤدي الى اسقاط الحكومة.
وفي هذا السياق دعا النائب ايتان بروشي من المعسكر الصهيوني، حزبه الى التعاون مع الحكومة وعدم السماح بسقوطها في التصويت. وحسب رأيه "يجب على المعسكر الصهيوني منح شبكة امان للحكومة امام اليمين المهووس طالما تعمل الحكومة على تعزيز الأمن والعملية السياسية".
هذا في الوقت التقي فيه زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحق هرتصوغ زعيم المعسكر الصهيوني مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر "الاليزيه" بباريس معربا له عن "تشاؤمه" من إمكانية إقامة دولة فلسطينية في الوقت الراهن، وذلك حسبما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" في عددها الصادر امس.
وجاء في اقوال هرتصوغ مع الرئيس هولاند "انني من اشد المناصرين لفكرة حل الدولتين، ولكن علينا ان نكون واقعيين، ان هذا الحل لا يمكن ان يتحقق حاليا، فالعداوة بين الشعبين وعدم قدرة القادة على اتخاذ القرارات يحول دون تحقيق ذلك".
واضاف هرتصوغ "لا يوجد للفلسطينيين حاليا قيادة في جميع المناطق بإمكانها ان تقود إجراء كهذا" معربا عن إعتقاده ان الانفصال والامن خطوتان ضروريتان لتحقيق رؤية حل الدولتين. وطالب هرتصوغ دول العالم بتغيير وجهتها والاتجاه نحو ما هو واقعي: "اولا انفصال يهدئ الاوضاع المتوترة، ومن ثم منح الدعم لاجراءات سياسية"، على حد تعبيره.