علــي آل رحمــة: الســوق حافـل بالتحديـات وعلى الشباب تطوير مهاراتهم

مزاج الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:١٦ م
علــي آل رحمــة:
الســوق حافـل بالتحديـات 

وعلى الشباب تطوير مهاراتهم

مسقط –
«عُمان المعرفة» هي المبادرة المجتمعية الرائدة التي تخدم الوطن في مجال الابتكار الاجتماعي والتي تأسست في العام 2008، حيث تجمع المواهب والمهارات في المجتمع لتحقيق منفعة وتأثير اجتماعي يساهم في نمو الفرد والوطن، يقودها فريق من الشباب المتميزين من المواطنين والمقيمين الذين يعملون معاً لتحقيق ذلك الهدف. علي آل رحمة هو نائب الرئيس المسؤول عن الندوات والذي تحدثنا إليه عن تجربته الواسعة ودوره ضمن الفريق في هذا الحوار:

أنت شخص متعدد الأعمال، خضت تجارب عملية عديدة لها أهميتها.. كيف تقدم نفسك؟

أقدم نفسي كشخص يحب التطوير وخوض التحديات، وأيضا كشخص يحب عطاء المعرفة. في مجال التطوير والتحديات تحديت سوق العمل العماني وهو أمر كان ولا زال صعبا بالنسبة لكثير من الشباب العمانيين في الوقت الحالي. وفي مجال العطاء أرى أنه من حق كل شخص أن يحصل على كم كبير من المعرفة ولهذا أحب أن أفيد الآخرين بالمعرفة في المجال الذي أتميز به وفي المقابل أنا أستفيد من الآخرين لتطوير المجال الذي أحبه. أخيرا يمكنني القول إنني شخص يحب الاستكشاف سواء كان في السفر لبلدان عديدة أو الاستكشاف لمعرفة مواضيع معينة.

كيف جاء انضمامك لفريق عُمان المعرفة؟

عُمان المعرفة كانت فكرة مؤسسها طارق بن هلال البرواني وهو أحد الأشخاص الذين يتميزون بشخصية ديناميكية إيجابية ومؤثرة، وفي يوم كنت ضيفا مع طارق في الإذاعة وبعد المقابلة عرض عليّ بأن أنضم لفريق عُمان المعرفة بعدما تناقشنا في عدد من المواضيع التي تسهم في بناء الوطن وبعدما عرف بنشاطاتي في مجال تطوير المعرفة وهكذا أصبحت فردا من الفريق وأنا حاليا أعمل كنائب الرئيس في مجال الندوات.

ما الذي تقدمونه من خلال الندوات وما هي مواضيعها؟

تم تدشين الندوات في عُمان المعرفة في بداية العام 2016 وهي شراكة مع السفارة الأمريكية في مسقط، وشركة مزون للطباعة والنشر، وجلوريا جينز كوفي والردهة، وقد تم اختيار الردهة كشريك لتفعيل الندوات؛ لأنه مكان مناسب فالمحيط داخله محيط غير رسمي وأغلبية الجمهور من الشباب.

وتم تدشين سلسلة الندوات بهدف إنماء قطاعات مختلفة في السلطنة وهي تتعلق بمختلف المجالات والقطاعات مثل السياحة والتعليم والصحة والنقل وغيرها.
الندوة الأولى كانت في مجال السياحة. أما الندوة الثانية فكان موضوعها عن تطوير الموارد البشرية والتعليم. ويشارك في الندوات اختصاصيون ممثلون عن القطاعين الخاص والعام، وأيضا أفراد ذوو خبرة في المجال، وتكون الندوات منقسمة إلى قسمين، القسم الأول نقاشات عامة عن الموضوع والتحديات التي يواجهها المجتمع، أما الفقرة الثانية فترتكز على كيفية تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المجال المختص.

ما هي أهمية الندوات باعتقادك بالنسبة للشباب؟

أحد أهم الأسباب لتدشين الندوات هو أن تكون هنالك فرصة للجيل المقبل لتقديم آرائهم في التحديات التي يواجهونها في جميع القطاعات.

مثال على ذلك في الندوة الأولى عن السياحة تم اختيار أفراد للنقاش على المنصة في مختلف المجالات، فهناك شاب عماني على منصة النقاش تم اختياره على حسب خبرته وتجربته في السفر لمختلف بلدان العالم من جميع القارات ومن خبرته تحدث عن أفكار تطوير السياحة في تلك البلدان.
في الندوة الثانية والتي خصصت لموضوع تطوير الموارد البشرية فقد تم اختيار أشخاص في نفس القطاع من المؤسسات الصغيرة لمناقشة التحديات التي يواجهونها من القوانين والشروط من قبل الحكومة من تأسيس وتمويل، هذا إلى جانب أن هذه الندوات مجانية ومفتوحة لجميع الأعمار وجميع فئات المجتمع وهي تتيح تبادل الآراء بين الجمهور والمحاضرين، وآمل أن تكون الندوة المقبلة أكبر وأكثر تفاعلا وسيتم الإعلان عنها قريباً.

برأيك ما هي أهم الإنجازات التي حققتها «عُمان المعرفة» منذ تأسيسها وحتى اليوم؟

أهم إنجازات عُمان المعرفة هي حصولها على جائزة أفضل موقع تقني على مستوى دولي.

والجائزة الذهبية الرقمية في المجال الثقافي، وجائزة المساهمة المتميزة في مجال التعليم، والجائزة الرقمية الذهبية في المجال الثقافي.

وتم نيل هذه الجوائز على المستوى المحلي والدولي. إضافة إلى ذلك فإن من أهم إنجازات عُمان المعرفة هو إظهار بصمة إيجابية كبيرة في المجتمع والشراكة بين مؤسسات وهيئات حكومية رائدة مثل ريادة، والسفارة الأمريكية، ومن القطاع الخاص الردهة. وأخيرا هناك شراكة قوية مع جميع الكليات والجامعات في السلطنة لإعطاء فرصة للشباب لكسب المعرفة.

حدثنا قليلاً عن التجارب العملية التي خضتها والأعمال التي شغلتها في سوق العمل؟

بدأ مشواري المهني في سنة 2005 مع شركة صلالة للميثانول وهي شركة حكومية 100 % تحت إدارة شركة النفط العمانية وهي شركة رائدة في مجال البتروكيماويات وكانت أول وظيفة لي في السلطنة حيث كنت أعمل وأتدرب في أمريكا ومع الخبرة الخارجية منحتني الثقة للعمل في شركة حكومية وأحب أن أقول بأنني فخور لأنني كنت الموظف الثالث الذي دخل الشركة وقد اكتسبت خبرة للمشاركة في بناء مشروع يبلغ قيمته بليون دولار أمريكي. كانت تجربة فريدة وقيّمة لأنني دخلت في مرحلة تطوير المشروع وثم مرحلة بنائه إلى قبيل مرحلة التشغيل، وقد عملت في قسم المالية ونظم المعلومات، وفي مجالات أخرى ووجدت أنها تسهم في تطوير الفكر حتى ولو لم يكن العمل من تخصصي.

وفي سنة 2009 تركت الشركة لأكمل الماجستير في أمريكا بجامعة أشلاند في أوهايو في مجال إدارة المشاريع والإدارة الدولية وبعد إكمال دراستي التحقت في القطاع المصرفي والآن أعمل كمدير المشاريع في بنك ظفار.

هل يشكل الوقت بالنسبة لك حالياً تحدياً وبخاصة أنك تقوم بعدة مهمات؟

تنظيم الوقت شيء ضروري جدا في حياتي حيث إن وقتي الأساسي يكون في عملي وغالبا يكون من الصباح إلى العصر، وبعد العصر أهدي وقتي لإنجاز أعمال عُمان المعرفة. هذا الجدول يتم بشكل يومي حتى لا يكون هناك أي تعارض.

بماذا تنصح الشباب لمواجهة تحديات العمل اليوم؟

نصيحتي للشباب العماني قبل أن يدخلوا في دورات بأن يقرؤوا ويطلعوا، فنحن قليلا ما نرى شباب يقرؤون كتابا في المقاهي أو في أوقات فراغهم، ودخول الشباب لدورات دون معرفة الموضوع لا يعطيهم أي منفعة. الدورات والبرامج بأغلبها تكون مجانية وهي مقدمة للذين فعلا ينوون العمل على تطوير أنفسهم والاستفادة وليس فقط من باب التسجيل للبرامج والندوات.

وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي نواجهه اليوم نصيحتي للشباب بأن يركزوا على تطوير مهاراتهم في العمل؛ لأن السوق قابل لتحديات أكثر والأناس الذين لديهم مهارات هم الذين سيتفوقون ويترقون بسرعة. وأقول لهم إن اكتساب مهارة لا يتم في يوم أو ليلة، ولكن مع الإرادة تكون ممكنة. أنا أريد أن أطور من المهارات التي أحتاج إليها في عملي ولا أتوقف أبدا عن السعي لتحقيق ذلك وأرى أنه علينا جميعا ألا نتوقف عن التعلم واكتساب المهارات.

طموحك هل توقف عند هذه المرحلة؟

أنا إنسان طموح جدا وأحب أن أكون مدير مشاريع لمشروع على مستوى السلطنة ومستوى الخليج وأن أقوم بإدارة المشروع بالكامل من أصغر مسمار فيه وحتى أكبر معدات. أحب أن أفيد الأشخاص وأساعدهم في تطوير مهاراتهم؛ لأنني على يقين بأن العقول بها أفكار كبيرة تنتظر إيجاد الطريق للخروج والتعبير عنها وبلورتها. وبإمكان جمع العقول الديناميكية إظهار بصمة إيجابية في تطوير عُمان وتطوير الشباب العُـماني.