أزمة اللاجئين توارت عن الأنظار

الحدث الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٠٦ م
أزمة اللاجئين توارت عن الأنظار

عواصم – ش - وكالات

رأى الصحفى اليونانى، يانيس بابولياس، أن نحو 200 لاجئ يصلوا يوميا إلى شواطئ اليونان منذ الانقلاب الفاشل فى تركيا، لكن الإعلام العالمى صرف اهتمامه عنهم.
وأضاف يانيس -فى مقال نشرته مجلة الـ نيوستيسمان البريطانية أن "أزمة اللاجئين تفتح الباب على قضايا جيوسياسية أكبر، إلى الشرق من الشاطئ اليوناني، ولربما لحق اللاجئون فى اليونان قريبا بالآلاف الباقين فى تركيا مع تدهور الوضع فى سوريا فى ظل خلو الأفق من حل لإراقة الدماء".
وتابع يانيس أنه منذ إبرام اتفاق بين الاتحاد الأوروبى وتركيا فى الربيع الماضى للحد من تدفق اللاجئين صوب أوروبا، أخذت الأزمة شكلا جديدا؛ لقد باتت غير مرئية، وبعد أن كانت "ليسبوس" محط اهتمام بوصفها الخط الأول فى أزمة اللاجئين إلى جانب كونها وجهة سياحية ومصدر أساسى للدخل فى اليونان، باتت (ليسبوس) مهملة الذكر بعد أن انصرف عنها الإعلام والسائحون معا.
ورصد الصحفى اليونانى وصول نحو 300ر3 لاجئ إلى الجزر الواقعة شرقى بحر إيجه، بعد الاتفاق المشار إليه، بحسب الإحصائيات اليونانية الرسمية، بمعدل 200 لاجئ يوميا.
وتشير تقارير وقائعية إلى أن المهربين العاملين فى المنطقة يتوقعون موجة جديدة من اللاجئين تغادر تركيا قريبا، فيما يعتبر بمثابة ورقة يستخدمها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان لدى حديثه عن تأشيرات دخول مجانية لمواطنيه الأتراك إلى أوروبا.
ورصد يانيس تردى الأوضاع فى مخيمات اللاجئين باليونان والتى بلغ عددها 49 مخيما يقطن بها أولئك الذين لم يستطيعوا مغادرة اليونان بعد أن أغلقت مقدونيا أبوابها فى وجوههم، وقال إن المخيمات تعانى الازدحام الشديد حدّ الانفجار مع تزايد معدلات العنف فيما بين اللاجئين والمحليين والشرطة، هذا إلى جانب تردى الحالة الصحية وتفشى الفقر المدقع – باختصار: الصورة قاتمة للغاية.
والتفت الصحفى إلى أن نحو 60 ألف شخص ينتظر قبوله لاجئا، فى لعبة انتظار أشبه بالسجن أكثر من أى شيء آخر... هذا بينما توقفت عمليات الإعادة إلى تركيا جراء حالة الاضطراب السياسى والهجمات الإرهابية التى تشهدها البلاد رغم أنها لا تزال تعتبر "بلدا ثالثا آمنا".

احصاءات
من جانبه قال رئيس المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بألمانيا لصحيفة ألمانية بأنه يتوقع وصول حد أقصى من اللاجئين يبلغ 300 ألف شخص إلى ألمانيا هذا العام.
وقال فرانك-يورجين فايس لصحيفة بيلت ام زونتاج في تصريحات من المقرر نشرها امس الأحد "نستعد لوصول ما بين 250 ألف و300 ألف لاجئ هذا العام."
وأضاف أنه إذا وصل عدد أكبر فإن مكتبه سيتعرض لضغوط ولكنه أشار إلى أنه لا يشعر بقلق من مثل هذا السيناريو.
وتتجه ألمانيا إلى استخدام كلمة "لاجئ" للإشارة إلى كل من اللاجئين والمهاجرين الذين يسعون للحماية ولكن لا يتمتعون بوضع اللاجئين.

قلق
و قال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية إن المحافظين بقيادة أنجيلا ميركل "هونوا من شأن" التحدي المتمثل في دمج عدد قياسي من اللاجئين الذين تدفقوا على ألمانيا.
تأتي تصريحات جابرييل -وهو أيضا زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية بقيادة ميركل- لقناة تلفزيون (زد.دي.إف) في ظل الحملة الانتحابية استعدادا لانتخابات اتحادية العام القادم.
وتدفق أكثر من مليون شخص على ألمانيا من الشرق الأوسط وأفريقيا وأماكن أخرى العام الماضي. ويتصاعد القلق بشان كيفية دمج كل هؤلاء في المجتمع الألماني واستيعابهم في سوق العمل في حين تتزايد شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة.
وقال جابرييل في مقتطفات من المقابلة أذيعت اليوم السبت "قلت وقلنا دائما إن من غير المعقول أن تستقبل ألمانيا مليون شخص كل عام."
ويقول معهد الأبحاث التابع لمكتب العمل إن نحو 16 ألف شخص مازالوا يتوافدون كل شهر مقارنة بأكثر من 200 ألف شخص في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وانتقد جابرييل أيضا عبارة ميركل الشهيرة "نستطيع أن نفعل ذلك" التي أطلقتها في خضم أزمة الهجرة الصيف الماضي واستخدمت مرارا منذ ذلك الحين.
وقال جابرييل إن تكرار هذه العبارة لا يكفي وان المحافظين في حاجة لخلق الظروف التي تمكن ألمانيا من التعامل مع الأزمة مضيفا أنهم عرقلوا دائما فرصا للقيام بذلك.
وكان وزير مالية إقليم بافاريا الألمانى ماركوس زيدير قد دعا في وقت سابق إلى إعادة مئات الآلاف من اللاجئين المقيمين فى ألمانيا لأوطانهم خلال السنوات الـ 3 المقبلة، وأكد الوزير - حسبما أوردت قناة (روسيا اليوم) الإخبارية - أن بلاده لن تستطيع، حتى لو رغبت فى ذلك، إدماج (فى المجتمع الألمانى) هذه الأعداد الهائلة للاجئين المنتمين إلى ثقافات أخرى.
وأضاف أنه اعتمادا على تقديرات وزارة الخارجية الألمانية، إلى وجود مناطق آمنة اليوم حتى فى الدول غير المستقرة كسوريا وأفغانستان، وتابع: "الحرب الأهلية فى سوريا ستنتهى فى يوم ما، ويقضى قانون اللجوء (فى ألمانيا) بعودة المهاجرين إلى أوطانهم فى عند تلاشى الخطر الذى كان يهددهم هناك".
تجدر الإشارة إلى أن أوروبا تشهد، فى السنوات الأخيرة، أكبر أزمة هجرة فى تاريخها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، فى مقدمة أسبابها سلسلة نزاعات مسلحة وتفاقم أزمات اقتصادية، تعانى منها دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يذكر ان رئيس الوزراء المجرى المحافظ فيكتور اوربان اعلن بناء سياج ثان لمنع دخول المهاجرين من اجل تعزيز سياج اقيم قبل عام على الحدود الصربية، مشيرا الى احتمال حدوث تدفق جديد للاجئين.
وقال اوربان للاذاعة العامة ان "سياجا جديدا سيبنى هناك وسيزود باحدث الاجهزة التقنية".
واوضح ان "الدراسات التقنية جارية" من اجل "نظام دفاعى اكثر متانة" على طول السياج الحالى الذى يمتد 175 كيلومترا على طول الحدود الصربية المجرية.
وكان اوربان اعلن مؤخرا تجنيد ثلاثة آلاف شرطى لدعم 3500 عنصر من قوات حفظ النظام مكلفين حراسة الحدود.
واضاف الجمعة "لا يمكن حماية الحدود بالورود بل برجال الشرطة والجنود والاسلحة"، موضحا ان الاجراءات الجديدة تهدف الى مواجهة "مئات الآلاف" من المهاجرين الذى قد يرغبون بدخول المجر اذا انهار الاتفاق بين الاتحاد الاوروبى وتركيا الذى وقع فىمارس، كما تهدد انقرة.
وامر اوربان المعارض بشدة لاستقبال اللاجئين قبل عام ببناء سياج من الاسلاك الشائكة امام المهاجرين على طول حدود المجر التى عبرها 400 الف مهاجر فى 2015، مع صربيا ومع كرواتيا.
ومع ذلك تفيد ارقام رسمية ان 18 الف شخص دخلوا بطريقة غير مشروعة البلاد هذه السنة.
ودعا اوربان الى استفتاء فى الثانى من تشرين الاول/اكتوبر لاضفاء شرعية على رفضه استقبال اللاجئين فى اطار الخطة الاوروبية لاعادة توزيع المهاجرين التى اقرت فى خريف 2015

........

الولايات المتحدة تستكمل استقبال 10 آلاف لاجئ سورى
واشنطن - ش قالت السفيرة الأمريكية لدى الأردن أن بلادها بلغت هدفها باستضافة عشرة آلاف لاجئ سورى اليوم الاثنين فى إطار برنامج إعادة توطين لاجئ الحرب السورية استمر لنحو العام.
ظهر البرنامج كقضية خلافية فى حملة الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة، حيث زعم المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى الماضى أن النازحين السوريين يشكلون تهديدا أمنيا محتملا.
التقت السفيرة أليس ويلز امس الاحد ثلاث عائلات من اللاجئين قبل سفرهم إلى مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا ومدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا. وتمنح الأفضلية فى السفر لضحايا العنف، والذين يعانون من مشاكل طبية والأطفال.
فى اشارة إلى النقاش بشأن قضية الأمن، قالت ويلز أن "اللاجئين هم أكثر فئة مسافرين إلى الولايات المتحدة يتم فحصهم أمنيا".
فر نحو خمسة ملايين السوريين من الحرب الأهلية الدائرة فى البلاد منذ ذلك 2011. ويكافح معظمهم من أجل البقاء على قيد الحياة فى ظروف صعبة فى دول الجوار.