عشرات الضحايا لقصف تركيا شمال سوريا

الحدث الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٠٣ م
عشرات الضحايا لقصف تركيا شمال سوريا

انقرة – عواصم –ش – وكالات

قالت مصادر أمنية إن الطائرات الحربية والمدفعية التركية قصفت أهدافا تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا امس الأحد في الوقت الذي تمضي فيه تركيا قدما في حملتها عبر الحدود التي بدأتها الأسبوع الماضي مع حلفائها من مقاتلي المعارضة السوريين.
ولم يرد تعليق فوري من وحدات حماية الشعب الكردية إلا أن قوات متحالفة معها قالت أمس الاول السبت إنه لم تكن هناك أي جماعات كردية في المناطق التي استهدفتها القوات التركية أو حلفاؤها. وتقول تركيا إن حملتها ضد تنظيم داعش وتهدف أيضا إلى منع القوات الكردية من توسيع الأراضي التي تسيطر عليها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الأحد إن طائرات حربية تركية قصفت مناطق شمالي مدينة منبج الواقعة جنوبي جرابلس التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الأكراد الشهر الجاري في عملية مدعومة من الولايات المتحدة.

حصيلة القتلى
و قتل 35 مدنيا على الأقل وأصيب نحو 75 آخرين بجروح جراء قصف مدفعى وجوى تركى على قريتين فى شمال سوريا، فى اكبر حصيلة لقتلى مدنيين منذ بدء انقرة وفصائل معارضة هجوما فى المنطقة، وفق ما افاد المرصد السورى لحقوق الانسان.
وكان مدير المرصد رامى عبد الرحمن قد اكد في وقت سابق لوكالة فرانس برس "قتل عشرون مدنيا على الاقل واصيب نحو خمسين آخرين بجروح جراء قصف مدفعى وجوى تركى صباح امس الاحد على قرية جب الكوسا الواقعة جنوب مدينة جرابلس السورية الحدودية مع تركيا".
واكد المرصد وقوع خسائر بشرية فى صفوف المقاتلين المحليين فى المنطقة المدعومين من الاكراد، لكنه تمكن من توثيق مقتل اربعة مقاتلين على الاقل.
وتقع قرية جب الكوسا على بعد 14 كيلومترا جنوب مدينة جرابلس ويسيطر عليها مقاتلون محليون منضوون فى مجلس جرابلس العسكرى المدعوم من المقاتلين الاكراد.
كما احصى المرصد الاحد مقتل 15 مدنيا واصابة 25 آخرين بجروح "جراء استهداف الطائرات التركية لمزرعة قرب قرية مغر الصريصات الواقعة جنوب جرابلس".
وبحسب المرصد، فان عائلات نازحة من القرى المجاورة لجرابلس كانت تقيم فى المزرعة.
وبحسب عبد الرحمن، فإن حصيلة القتلى المدنيين هى الاعلى منذ بدء تركيا هجوما بريا الاربعاء دعما لفصائل سورية معارضة فى اطار عملية "درع الفرات" التى تسعى انقرة من خلالها إلى التصدى للجهاديين وفى الوقت ذاته منع المقاتلين الاكراد من السيطرة على كامل الشريط الحدودى مع تركيا.
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديموقراطى، اكبر الاحزاب الكردية فى سوريا، والذى تعد وحدات حماية الشعب الكردية جناحه العسكرى، "ارهابيا".
وتمكنت الفصائل المدعومة من انقرة من السيطرة الاربعاء على مدينة جرابلس، التى كنت تعد أحد اخر معقلين متبقيين لتنظيم الدولة الاسلامية فى محافظة حلب. كما تمكنت من السيطرة على قرى عدة جنوب جرابلس فى اليومين الاخيرين.
وافاد المرصد الاحد بسيطرة الفصائل المدعومة من تركيا على قريتى العمارنة وعين البيضا المجاورة لها، بعد انسحاب مقاتلين محليين مدعومين من القوات الكردية منها تحت وطأة الغارات التركية الكثيفة والقصف المدفعى المستمر منذ ايام.
وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت فى المعارنة امس واستمرت بين مقاتلين من مجلسى جرابلس ومنبج العسكريين من جهة، والقوات التركية ومقاتلى الفصائل المدعومة منها من جهة اخرى، فى العمارنة الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات جنوب جرابلس.
واقرت انقرة السبت بمقتل جندى تركى واصابة ثلاثة آخرين بجروح جراء هجوم صاروخى استهدف دبابتين تشاركان فى الهجوم قرب جرابلس، وفق ما نقلت وكالة الأناضول التركية الحكومية.
واتهمت انقرة مقاتلين ينتمون إلى حزب الاتحاد الديموقراطى الكردى باطلاق الصواريخ.
واعلن المكتب الاعلامى للادارة الذاتية الكردية فى سوريا امس بان مجلس جرابلس العسكرى تمكن من "تدمير دبابتين" ما ادى إلى "مقتل جميع (افراد) طاقميهما" فى محيط قرية العمارنة

انتزاع السيطرة
قال قيادي بالمعارضة السورية المسلحة إن معارضين مدعومين من تركيا يتطلعون لانتزاع السيطرة على مدينة منبج من قوات متحالفة مع الأكراد بينما تصاعد الصراع بين الطرفين في شمال سوريا امس الأحد.
وانتزع تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم وحدات حماية الشعب الكردية مدينة منبج الواقعة على الضفة الغربية من نهر الفرات هذا الشهر من قبضة تنظيم داعش في هجوم مدعوم من الولايات المتحدة.
وقال العقيد أحمد عثمان قائد جماعة السلطان مراد لرويترز إن القوات المعارضة المدعومة من تركيا تتوجه "بالتأكيد باتجاه منبج لأن قوات سوريا الديمقراطية لم تخل مواقعها ولكن قامت بالتحصين."
وطالبت الولايات المتحدة وتركيا بأن تنسحب القوات الكردية إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات.
وتقول وحدات حماية الشعب الكردية إن عناصرها انسحبت من المنطقة وإن وجودها لا يمكن أن يستخدم كذريعة لشن هجوم.
ورد عثمان على سؤال عن الوقت الذي يتوقع أن تستغرقه القوات المدعومة من تركيا للتقدم إلى منبج والسيطرة عليها قائلا "أيام قليلة إن شاء الله".
ومبنج من أكبر المراكز الحضرية في المنطقة واستغرقت قوات سوريا الديمقراطية شهرين ونصف الشهر تقريبا لاستعادتها من أيدي تنظيم داعش .

إعلان هدنة
من جانب اخر دعا مجلس محافظة حمص مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دى ميستورا امس الأحد، إلى إعلان هدنة فى حى الوعر ومحيطه.
وذكرت قناة "العربية الحدث" أن المجلس شدد على أن استراتيجية النظام السورى فى الحى هى إخراج المدنيين والمعارضة على غرار ما حدث فى مدينتى داريا وحمص القديمة قبلها.
يأتى هذا فيما شن الطيران السورى 14 غارة استخدم فيها الصواريخ الفراغية على حى الوعر، مما أدى إلى وقوع عشرات الجرحى فى صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال- حسب القناة.
فى المقابل، ذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان (المعارض الذى يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له) أن طفلين شقيقين قتلا حرقا فى الحى جراء سقوط قنابل يعتقد أنها من نوع "نابالم" حارقة على منزلهما، فيما ارتفعت حصيلة قتلى قصف مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة لخيمة عزاء فى حى المعادى بحلب إلى 28 قتيلا و20 جريحا- حسب المرصد-.
فيما وصف عضو الهيئة السورية العليا للمفاوضات ونائب رئيس الوفد المفاوض جورج صبرة، ترحيل أهالى داريا من المدينة وتنفيذ الأمم المتحدة لما يرده النظام -خلال المفاوضات التى جرت بين النظام والمعارضة الأسبوع الماضي- بـ"النقطة السوداء" فى عمل الأمم المتحدة.
وقال صبرة، إن ماتعرضت له داريا السورية خلال السنوات الأربع الماضية يصعب تصوره، متهما الأمم المتحدة والمجتمع الدولى بالعجز عن إدخال سلة غذائية واحدة إلى المدينة.
وأضاف صبرة ، أن 2300 قتيل راحوا ضحايا فى داريا جراء قصف النظام السورى لها بالبراميل المتفجرة وكل أنواع الاسلحة المحرمة دوليا.
وأشار إلى أن قرار مجلس الامن الدولى 2254 أدرج داريا ضمن المدن الـ 18 من أجل فك الحصارعليها، لكن الأمم المتحدة والمجتمع الدولى عجزوا فى إدخال سلة غذاء واحدة إليها.
ولفت إلى أن النظام السورى لم يقبل أن تنفذ القرارات الدولية فى داريا، وأيضا لم يقبل أن يبقى أهل داريا فى بيوتهم ،معتبرا أنها عملية "تهجير قسرية