ارشادات ونصائح مهمة لأولياء الأمور في الاستعداد وتهيئة ابنائهم في العودة إلى المدرسة

مزاج الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٠٤:٢٦ ص
ارشادات ونصائح مهمة لأولياء الأمور في الاستعداد وتهيئة ابنائهم في العودة إلى المدرسة

مسقط- زينب الهاشمية

ينشغل الكثير من أولياء الأمور في تجهيز أبناءهم لاستقبال العام الدراسي الجديد، بحلل جديدة وبتوفير المتطلبات المادية التي قد يحتاجها الطلاب للدراسة. وفي خضم مشاغل الحياة وما بين توفير تلك الاحتياجات قد يغفل أولياء الأمور جانب الإعداد الذاتي للطالب، وقد يكتفي البعض بالتحفيز اللفظي وتشجيع الطالب للبدء بهمة ونشاط، وهناك من قضى الإجازة الصيفية في إعداد ابنه للعام الجديد من خلال الدورات التدريبية والتقوية لبعض المواد الدراسية التي يحتاجها الابن لإحراز الدرجات العلمية المرغوبة.
وبين هذا وذاك ينشغل بعض أولياء الأمور في التساؤل عن كيفية تهيئة ابنه للعام الجديد بعد إجازة طويلة واسترخاء للعقل والبدن؟ ..في السطور التالية نتعرف على آراء الناس والمختصين في هذا الجانب.

التهيئة هي المفتاح لأي عمل
يقول أحمد السلطي: تتمثل تهيئة أولياء الأمور لأبنائهم الطلاب من خلال شراء لوازمهم المدرسية القرطاسية والرياضية وكل ما يتعلق بالعام الجديد. كما أن بعض أولياء الأمور يقومون بعمل حلقات في بيوتهم من أجل غرس مبدأ التنافس بين الأبناء ومن أجل غرس مفهوم تحقيق الهدف ولا ننسى في هذا الجانب مدى قابلية التعلم لدى الأبناء من خلال تحفيز الحاصل على أعلى الدرجات بالهدايا القيمة.
فالأبناء في أمس الحاجة للتهيئة النفسية قبل الدراسة لأن التهيئة هي المفتاح لأي عمل. فالمعلم يهيئ لشرح درسه بالتمهيد المناسب والمحاضر كذلك وكل متحدث يخوض في غمار أي موضوع لابد أن يمهد لموضوعه.

تشجيعه على الدراسة
من جانب آخر يقول المعلم سلطان بن أحمد الناعبي: بالنسبة للتهيئة النفسية تبدأ بعد تسجيل الطالب في المدرسة من خلال الحديث عن المدرسة ومرافق المدرسة والألعاب التي سيجدها، ومن ناحية العلاقات التي سوف يقيمها حيث انه سيجد عدد أكبر من الأصدقاء يلعب ويدرس معهم كذلك منذ فترة مبكرة قبل دخول الطالب للمدرسة يتم تشجيعه على الدراسة من خلال تعليمه الأعداد والحروف وكتابتها والقيام ببعض الرسومات وتلوينها من باب التشويق وإعطائه الثقة بأنه قادر على انجازها بدون مخاوف وان الجميع في المدرسة وجدوا من اجل مساعدته لتحقيق أحلامه وطموحاته.

الكلام الإيجابي المستمر
ويرى المعلم بدر بن عبدالله الحراصي أن التهيئة النفسية تتمثل في الكلام الإيجابي المستمر عن التعليم والمدارس حيث تترسخ في الطفل صورة طيبة وايجابية فالحديث المستمر مع الطفل عن المدرسة ومحتوياتها وخاصة التركيز على ركن الترفيه من العاب وغيرها تساعد على تحفيز الطالب وتجده على شوق كبير لبدأ العام الدراسي.
ويضيف قائلا: كما أن إعطاء الطالب الفرصة في اختيار أدواته المدرسية بنفسه عند عملية الشراء كالحقيبة والكراسات...الخ لها عامل نفسي كبير في غرس سمة الثقة بالنفس وتحفزه بصورة أكبر للذهاب للمدرسة.

أبناءنا قبل العودة للمدارس
بدورها تقول اختصاصية علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس أسماء بنت عامر الصواعية: في هذا الإطار ندعو أولياء الأمور لعدم إغفال جانب الإعداد الذاتي والنفسي لأبنائهم، ويمكننا أن نلخص ذلك في النقاط الآتية:-
- تهيأة الأبناء للاستيقاظ الباكر قبل بدء العام الدراسي بصورة تدريجية ليكيف الطالب نفسه عليه.
- تشجيع الأبناء على تناول وجبة الإفطار في الصباح الباكر بمعيّة الأسرة اجمع قبل بدء العام الدراسي لتعويده على خلق عادات صحية جيدة تعينه على قضاء يومه الدراسي بهمة ونشاط.
- تهيئة الطلاب الجدد في المراحل التعليمية المختلفة للمرحلة التالية وعدم تهويل الأمور لهم، والتذكير بأهمية طلب العلم لِغَد أفضل لهم ولأسرهم ولمجتمعهم من حولهم.
- إجراء بعض التغييرات أو التجديد في غرف الأبناء أو غرف المذاكرة سواء كان ذلك بتغيير موضع أثاث الغرف أو إجراء تعديلات عليها ووضع عبارات تشجيعية يختارها الأبناء بأنفسهم ومن صنع أيديهم وبمشاركة أولياء الأمور ويفضل أن يكون ذلك قبل بدء العام الدراسي وفي أيام التهيئة التي سبق ذكرها ليستغل الأبناء وقتهم واستيقاظهم الباكر بشيء يعود عليهم بالنفع والفائدة.
- الفطام التدريجي للأبناء عن الأجهزة الالكترونية التي يمتلكها بعض الأبناء أو توفرها الأسرة لأبنائها فترة الإجازة شيئاً فشيئاً وبوقت كاف قبل بدء العام الدراسي، وعدم سحبها عنهم فقط عندما يبدأ العام الجديد تجنباً للأعراض الجانبية التي قد يجهلها أولياء الأمور وقد يتعاملون معها بطريقة تؤثر سلباً على أبناءهم.

- عقد جلسات حوارية هادئة مع الأبناء بصورة دائمة للتعرف على تطلعاتهم للعام الدراسي الجديد، وكيف يستعدون له ويعدون خطة مجدوله بأهدافهم، ويساعدهم باقي أفراد الأسرة في إيجاد آليات تنفيذ تتناسب مع ظروف الأسرة بشكل عام و الطالب بشكل خاص.
- التعاون المشترك بين أولياء الأمور والأبناء لعمل جدول يومي لاستثمار وقت الطالب مابين العبادة والراحة واللعب والدراسة.
مما سبق، سيلاحظ أولياء الأمور استخدام بعض المصطلحات الدارجة في المؤسسات المنظمة في الدول، وهذا بحد ذاته لتعويد الأبناء على النظام والتذكير بأن الأسرة هي أول منظمة ينتمي إليها الأبناء ومنها ينطلق للعالم الخارجي. ونؤكد هنا على جانب المشاركة بين أفراد الأسرة وأن لا يصيغ أولياء الأمور الخطط والجداول المنظمة لسير عمل أبناءهم دون الاستماع إليهم ومحاورتهم وأخذ آراءهم.
ومن الأمور المهمة أيضاً، الابتعاد عن المقارنة بين الأبناء، أو مقارنتهم بغيرهم من أبناء الأصدقاء أو غيرهم؛ تجنباً للضغوطات التي قد تنعكس سلباً عليهم. وكذلك مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء أنفسهم، فكل طفل له قدرات وإمكانيات تختلف عن غيره من إخوته أو غيره من أفراد الأسرة، وينبغي على أولياء الأمور أن يعوا هذا الجانب. فقد نتعامل مع طفل ما بالتحفيز اللفظي كالمدح والتشجيع والدعاء الطيب، بينما طفل أخر يثير اهتمامه المتابعة والسؤال الدائم والحوار لفترة أطول، لهذا علينا مراعاة هذه الفروق وبحكم درايتنا بطبيعة كل طفل لدينا ان نقدم له ما يحتاجه فعلاً دون إهدار للوقت والجهد. وختاماً تمنياتنا بعام دراسي مزهر بالانجازات المتواصلة للأسرة اجمع.