"الضباب" سجل فلسطيني على بطولة "العصف الماكول"

الحدث الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:٥٩ ص

غزة – ش

وجهت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ضربة قاسية لاسرائيل بعدما كشفت من خلال فيلم حمل اسم «الضباب» بثته فضائية الأقصى التابعة للحركة مشاهد قالت إنها لعملية أسرها للجندي الإسرائيلي، «آرون شاؤول»، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة قبل نحو عامين نفذتها وحدة النخبة التابعة لها في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.
وأظهر الفيلم مقطعًا مصورًا ليلة أسر الجندي، قال أحد عناصر القسام إنها مشاهد لكمين محكم استهدف ناقلتي جند، وأسفرت عن مقتل 14 جنديًا إسرائيليًا وإن هذا الكمين أسفر عن وقوع الجندي الإسرائيلي «آرون شاؤول» أسيرًا في قبضة القسام.
ولم تظهر المشاهد تفاصيل دقيقة لعملية الأسر، واكتفت بتصوير بعيد للقطات ليلية، تخللها سماع أصوات انفجارات وقنابل ضوئية.
كما عرضت الكتائب خلال الفيلم مشاهد لتنفيذها عملية ضد قوات الجيش الإسرائيلي التي توغلت بريًا شرقي مدينة غزة.
وكانت كتائب القسام، أعلنت في مطلع أبريل الماضي، لأول مرة، عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف إن كانوا أحياءً أم أمواتًا ولم تكشف عن أسماء الإسرائيليين الأسرى لديها، باستثناء الجندي «شاؤول»، الذي أعلن المتحدث باسم الكتائب «أبو عبيدة»، في 20 يوليو 2014، عن أسره، خلال تصدي مقاتلي «القسام» لتوغل بري للجيش الإسرائيلي، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.
وترفض حركة «حماس»، بشكل متواصل، تقديم أي معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها العسكري.
وكانت الحكومة الإسرائيلية، أعلنت عن فقدان جثتي جنديين في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية (بدأت في 8 يوليو2014 وانتهت في 26 أغسطس من العام نفسه) هما «آرون شاؤول»، و«هدار جولدن»، لكن وزارة الدفاع عادت وصنفتهما، مؤخرا، على أنهما «مفقودان وأسيران».
وإضافة إلى الجنديين، تتحدث إسرائيل، عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية خلال الأشهر الماضية.

مشاهد حقيقة
وكشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، تفاصيل جديدة لعملية تسلل خلف خطوط العدو، نفذتها وحدة النخبة، شرق مدينة غزة خلال معركة العصف المأكول قبل عامين.
واحتوى الفيلم الذي حمل اسم "الضباب" وعرضته الكتائب على مشاهد حقيقية عرضت لأول مرة لعملية التسلل خلف الخطوط الذي نفذتها النخبة بعد عملية الأسر بتاريخ 25/7/2014.

تفاصيل العملية

بعد رصد القسام تجمع لقوات اسرائيلية يتكون من ناقلات جند وعدد من جنود المشاة شرق كتيبة التفاح والدرج، تم وضع خطة محكمة وتجهيز المجاهدين بالعتاد العسكري المطلوب، بعد قضائهم أسبوعين كاملين داخل أحد أنفاق القسامية، بانتظار أوامر القيادة.
فجر يوم الخميس الموافق 24/7/2015 وفي تمام الساعة 6 صباحاً جاء القرار من القيادة بالتنفيذ، حينها بدأ التحرك للهدف بأربعة مجاهدين من وحدة النخبة يحملون كافة صنوف الأسلحة الخفيفة، وقطعوا مسافة 1400 متر للوصول إلى الهدف.
تسللت المجموعة في وجود الضباب الذي عمّ المنطقة خلف خطوط قوات العدو المتجمعة في محيط مسجد خديجة شرق كتيبة التفاح والدرج، حيث المكان الذي أسر من الجندي "شاؤول أرون"، وفجأة وجد المجاهدون 8 جنود في حالة سبات ونوم عميق، فبادرهم الشهيد أحمد الجماصي واخوانه بإطلاق النار صوبهم من مسافة صفر وأجهزوا عليهم جميعاً .
وكشفت الكتائب أن الشهيد أحمد الجماصي هو قائد العملية والذي استشهد خلالها، فيما كان برفقته الشهيد ثابت الريفي والذي استشهد في ميدان الإعداد والتجهيز.

بعد العملية
وبعد تنفيذ العميلة وأثناء انسحاب المجاهدين تقدمت آليتان صهيونيتان من نوع "ميركافا"، فقام الشهيد الجماصي باستهداف إحداها بقذيفة RBG لتأمين انسحاب المجموعة من مكان العملية، ما أدى لتدميرها ومقتل جندي وإصابة آخر، وأثناء ذلك أصيب الشهيد برصاص العدو بعد إطلاق النار بشكل عشوائي عقب استهداف الآلية ما أدى لاستشهاده.
وفور انتهاء المعركة عُثر على بقايا الدبابة المستهدفة ورشاش متوسط من نوع Fn- Mag عيار 7.62×51 mm يحمل رقم (3)، وذلك دليل على تدمير الدبابة المستهدفة بشكل كامل.
يذكر أن كتائب القسام نفذت عمليات نوعية خلف خطوط العدو وعشرات الكمائن القاتلة ضد جنود العدو الذي تواجدوا على أعتاب قطاع غزة خلال معركة العصف المأكول قبل عامين، وأوقوا في صفوف الجنود عشرات القتلى والجرحى

مفاجآت قسامية
رغم سنوات الحصار الممتدة على قطاع غزة، تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، من مفاجأة جيش الاحتلال الصهيوني، ومعه العدو والصديق بالكثير من المفاجآت، التي تظهر حسن الإعداد والتجهيز، سواء في العتاد أو في التكتيك العسكري.
القائد القسامي البارز، الشهيد أحمد الجعبري، الذي كان نائبا للقائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، والذي اغتالته طائرات الاحتلال الصهيوني في بداية معركة “حجارة السجيل” سنة 2012، بعث من جديد، وهذه المرة في سماء تل أبيب من خلال صاروخ القسام الجديد، من طراز J80، والذي سمي تيمنا بهذا القائد.
والذهول والصدمة، هو ما أحدثته كتائب القسام وهي تدك مدينة حيفا في شمال الأراضي المحتلة، من خلال صاروخ يصل مداه إلى 160 كيلومترا، محققة بذلك وعد القائد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي قبل أكثر من 10 سنوات، في مهرجان خطابي في غزة. وكان من الطبيعي أن يحمل الصاروخ اسم الرنتيسي، إنه صاروخ R160.
وبرصاصة من عيار 14,5، شبيهة بالمستعملة في مضادات الطائرات، وبمدى فعال يبلغ 2000 متر، حققت بندقية القنص التي أنتجتها الصناعات العسكرية القسامية التفوق على جل بندقيات القنص العسكرية المعروفة، وزرعت رعبا غير مسبوق بين جنود الاحتلال، الذين حصدت أرواحهم وبترت أطرافهم، من حيث لم يحتسبوا.. أما اسمها فأخذته من القائد القسامي الشهيد محمد الغول، أحد مهندسي وحدة التصنيع.

طائرات أبابيل
لم تعد سماء فلسطين المحتلة حكرا على الطائرات الصهيونية المقاتلة أو التجسسية، فقد أصبح للقسام أيضا عيون في السماء، تراقب وتجمع المعلومات، وتهاجم إن تطلب الأمر، إنها طائرات “أبابيل” التي أنتج منها مهندسو القسام ثلاث نماذج، الأولى استطلاعية، والثانية هجومية تحمل صواريخ، والأخرى انتحارية محملة بالمتفجرات. وقد تمكنت طائة استطلاع من التحليق فوق مبنى وزارة الدفاع في تل أبيب.

كما لم يعد الجو حكرا على الصهاينة، لم يعد بحر فلسطين المحتلة مجالا عسكريا لهم وحدهم، فقد سير سلاح البحرية القسامي عملية نوعية عن طريق وحدة الضفادع البشرية، التي عبرت 15 كيلومترا تحت المياه، وتسللت إلى قاعدة عسكرية صهيونية، لتنفذ عملية غير مسبوقة في الجرأة والسرية، صلى فيها الاستشهاديون آخر صلاة لهم تحت الماء.
ورغم أن وجودها كان معروفا مسبقا، فإن حجمها وتعقيدها ودورها فاجأ الجميع، مع توالي الإنزالات خلف خطوط العدو، والعمليات النوعية الموجعة التي نفذت من خلالها، خصوصا وأن بعضها عاد إلى القيام بدوره رغم تدمير جزء منه. أنفاق غزة الهجومية مثل أفاعي متعددة الرؤوس، تظهر في كل مكان في عمق فلسطين المحتلة، إلى مسافات أكبر من تلك التي قطعها جيش الاحتلال داخل القطاع.
واخيرا وليس اخرا تمكن مهندسو القسام مرات متعددة من اختراق بث أكثر من قناة صهيونية، وبثوا عبرها رسائل حربية إلى الجمهور الإسرائيلي، وإلى جنود الاحتلال المتوجهين إلى غزة، كما تمكنوا من اختراق شبكات الاتصالات، ليبثوا عشرات آلاف الرسائل الهاتفية إلى المستوطنين، تتضمن تهديدات واضحة، مما خلق حالة رعب إضافي وإرباك كبير في الجبهة الداخلية للعدو.
وجعلت كتائب القسام منظومة القبة الحديدية أضحوكة، وهي تعلن عن موعد محدد لقصف تل أبيب، عاصمة الكيان الغاصب، وتتحدى العدو في أن يتمكن من اعتراض صواريخها، وهو الرهان الذي ربحته صواريخ الكتائب، التي قالت إن بعضها مزود بتقنية مضادة للرصد، وبالتالي فإن اعتراضها غير ممكن. صدقت القسام، وفشلت منظومة القبة الحديدية.