مقاتلو طالبان يجتاحون منطقة بشرق أفغانستان

الحدث الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:٥٧ ص

كابول – ش – وكالات

قال مسؤولون أفغان امس السبت إن مقاتلي طالبان اجتاحوا منطقة في شرق البلاد وأوقعوا عشرات من أفراد الجيش والشرطة ما بين قتيل وجريح وهددوا طرقا ذات أهمية استراتيجية تؤدي إلى باكستان.
وقال عبد الرحمن سولامال حاكم منطقة جاني خيل بإقليم بكتيا في شرق البلاد إن قتالا عنيفا دار خلال الليل انسحبت قوات الأمن على إثره من المنطقة التي تقع عند تقاطع يربط ثماني مناطق ويصل بين بكتيا وإقليم خوست المجاور وباكستان.
وأضاف لرويترز "طوقت طالبان منطقتنا لما يقرب من خمسة أيام... هاجم مئات منهم نقاط تفتيشنا ليلا.
"إذا لم نستعدها بسرعة ستتمكن طالبان من الانتقال بسهولة من إقليم لآخر ومن تقويض الأمن في ثلاثة أقاليم على الأقل."
وتزامن الهجوم مع قتال عنيف في أجزاء أخرى من أفغانستان وبخاصة في إقليم هلمند الجنوبي حيث تم نشر مستشارين عسكريين أمريكيين لتعزيز الدفاعات وحول مدينة قندوز الشمالية التي سقطت لفترة قصيرة في أيدي المتمردين العام الماضي.
وقال سولامال إن أكثر من 20 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا وأصيب 20 آخرون في قتال الليلة الماضية في حين قتل 200 من صفوف طالبان. وما من سبيل للتأكد من المعلومات المتعلقة بمقاتلي طالبان.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن عشرات من أفراد الجيش والشرطة قتلوا في جاني خيل وتم الاستيلاء على كميات كبيرة من المعدات ومنها مدرعات وأسلحة خفيفة وثقيلة وذخيرة.
وتشير تقديرات أمريكية أعلنتها في يوليو تموز هيئة إشراف تابعة للكونجرس ويطلق عليها اسم المفتش العام لإعادة بناء أفغانستان إلى أن القوات الأفغانية تسيطر على ما يقل قليلا عن 66 في المئة من أراضي أفغانستان أو لها نفوذ عليها نزولا من نسبة تزيد عن 70 في المئة بقليل في بداية العام.
ويرجع انخفاض النسبة في جانب منه إلى انسحاب قوات الأمن من مناطق عرضة للخطر كما أن طالبان صعدت هجماتها بعد فترة هدوء أعقبت مقتل زعيم الحركة الملا أختر منصور.
وكان مسؤول في حلف شمال الاطلسي قد اكد في وقت سابق ان قوات الامن الافغانية تتكبد خسائر كبيرة بسبب هجمات حركة طالبان وجماعات متطرفة اخرى، مشيرا الى ان حصيلة قتلى وجرحى الجيش من الجنود في 2015 اسوأ من ارقام العام الماضي.
وتقدر السلطات الافغانية عدد القتلى من رجال الشرطة والجنود بخمسة آلاف في 2015، وعدد الجرحى ب15 الفا.
وقال البريغادير جنرال تشارلز كليفلاند الناطق باسم عملية الحلف الاطلسي "الدعم الثابت" (ريزوليوت سابورت) الذي يهدف الى مساعدة القوات الافغانية وتدريبها.
وصرح الضابط الذي كان يتحدث في مؤتمر بالدائرة المغلقة من كابول ان "ما نعرفه هو ان وتيرة الخسائر الافغانية هذه السنة اكبر". واضاف "نحن قلقون من هذه الخسائر الكبيرة في صفوف الافغان ونعمل معهم قدر الامكان لمحاولة الحد من هذه الخسائر".
ولم يقدم المسؤول الاميركي ارقاما لكن الحلف الاطلسي كان قد ذكر في رسالة الكترونية ان الخسائر سجلت ارتفاعا بنسبة حوالى عشرين بالمئة هذه السنة، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وتعكس هذه الارقام الوضع الامني الذي يتدهور في افغانستان مع تزايد هجمات طالبان وجماعات اخرى في الاشهر الاخيرة.
وتولت القوات الافغانية الامن مطلع 2015 في البلاد بعد قوات حلف شمال الاطلسي. لكن على الرغم من التدريبات والمساعدة المتقدمة من الحلف، تواجه صعوبة في احتواء طالبان.
وقد هاجمت الحركة الاصولية الجامعة الاميركية في كابول الخميس مما ادى الى مقتل 16 شخصا على الاقل. وفي بداية الاسبوع اعلن الحلف نشر حوالى مئة عسكري اميركي في لشكركاه للمساعدة على الدفاع عن عاصمة ولاية هلمند التي تبدو على وشك السقوط بايدي طالبان.
واشار كليفلاند الى ان هذه الاحداث تكشف المقاومة التي تبديها القوات الافغانية. وقال ان "عددا كبيرا من العسكريين محبطون" على ما يبدو بسبب الخسائر الجسيمة في هذه المعركة. وتابع "لكنهم كانوا قادرين على مواصلة القتال واعادة التجمع والانتقال الى الهجوم".