خطة كيري ... هل توجد السلام أم تبيع الوهم لليمنيين؟؟

الحدث الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:٥٢ ص

عدن - إبراهيم مجاهد

اعتبر مراقبون سياسيون أن الخطة التي تقدم بها وزير الخارجية الأميركي بخصوص الأزمة اليمنية، لا تتضمن أي جديد عن خارطة الحل التي وضعها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن يوليو الماضي، مشيرين إلى أن هذه الخطة تهدف لإنعاش المفاوضات اليمنية بين أطراف الصراع من أجل المفاوضات فقط. في حين أن الوضع في الميدان سيظل كما هو عليه الحال، مواجهات مستمرة بين طرفي الصراع في البلد الفقير.
واستشهد المراقبون بالأحداث التي شهدتها اليمن والحدود السعودية منتصف ليل الخميس – الجمعة حيث شنت مقاتلات التحالف العربي عدة غارات على عدد من المواقع والمعسكرات التي تتمركز في القوات الموالية للرئيس اليمني السابق صالح ومسلحي جماعة الحوثي، عوضاً تصدي الدفاعات الصاروخية "باتريوت" التابعة للقوات السعودية لصاروخ بالستي أطلق من اليمن، وتم اعتراضه فوق سماء مدينة جازان السعودية.
وفي هذا السياق يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء فؤاد الصلاحي، أن أميركا ومن خلال الخطة التي تقدم بها جون كيري الخميس، تتجه نحو تعويم الأزمة في اليمن
وقال في تصريح خاص لـ "الشبيبة" يتضح ذلك من خلال أنها بدلاً من اعتماد اجراءات نافذة لتطبيق القرار الأممي ومرجعيات حوارية تم التوافق على مخرجاتها تتراجع خطوات نحو ما أسماه وزير الخارجية بنهج جديد..
وأكد الصلاحي أن وزير الخارجية الأميركي لم يأت بجديد، وأنه لا يستطيع أيجاد حل لأن الأزمة اليمنية قد تم ربطها بالأزمة السورية وبصراع إقليمي لم تُحقق أميركا أي تقارب فيه.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي: ومن ثم فالحل لا يكون باعتماد أوهام من قبيل ما طرحه كيري حين تحدث عن طرف ثالث لاستلام السلاح، مع أن الأصل اعتماد حكومة جديدة توافقية تتشكل كإجراء تصالحي تتولى إعادة بناء الدولة واستلام أسلحة الجيش والدعوة لإنهاء حالة الحرب و الاقتتال، مضيفاً: الوزير الأميركي يبيع الوهم لليمن وللمملكة التي تتعقد مشكلتها مع إيران وتتزايد مؤشرات الصدام بينهما. لأن إيران لا تزال فاعلة وحاضرة على حدود المملكة من ثلاث اتجاهات في حين المملكة غائبة عن حدود إيران وليست قريبة من أزماتها الداخلية..
ويؤكد الصلاحي أن الموقف الأميركي من الأزمة في اليمن يؤكد أن الاهتمام الأميركي باليمن لا يزال ضعيفاً لأن أجندة المعالجات والحلول يبدو قد تم ترحيلها إلى الرئيس الأميركي المنتخب خلال نوفمبر القادم واستلامه مهامه رسميا في يناير وستبقى الأطراف المتضررة في أزماتها إلى ذلك الحين..
ويرى الصلاحي أن حضور كيري إلى السعودية ولقائه بوزراء خارجية دول الخليج ليس إلاً لبيع أوهام للعرب ومنهم اليمن والخليج، مؤكداً في الوقت ذاته أن أميركا تستطيع فرض حلول ومعالجات من خارج الأمم المتحدة. كما أن لديها القدرة على فرض حلول من خلال المنظمة الأممية التي غالبا ما تعمل لصالح الأجندة الأميركية..
ويشير الصلاحي إلى أن الحل السياسي في اليمن ليست اختراعا من كيري أو المندوب الأممي بل هو المسلك الوحيد. فوفقا للخبرة التاريخية في اليمن لا مجال لفرض أقلية نفسها على الشعب أو احتكار السلطة بل لابد من حل سياسي..
وفي هذا السياق يذكر الدكتور الصلاحي أنه غالباً ما تكون الحلول السياسية ليست لصالح الشعب ولا تتضمن كل مطالبه لكنها في القليل منه تحقق حالة من الاستقرار النسبي والخروج من نفق الاحتراب والاقتتال المباشر وإيقاف العواصف بكل تسمياتها.

وختم استاذ علم الاجتماع تصريحه لـ "الشبيبة" بالقول: الحل يبقى في ارتفاع أطراف الصراع إلى مستوى الوطن للإسراع باعتماد توافقات تتضمن معطيات الواقع الإقليمي والدولي لأن الحلول المحلية لم تعد وحدها وليست كافية لتشكل مسار السلام بل أصبح الداخل اليمني انعكاسا لمعطيات الخارج الإقليمي والدولي وفقا لنزق سياسي يعكس نخب وقيادات ترتبط بالخارج أكثر من ارتباطها بالداخل.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قد أعلن الخميس عن خطة جديدة واضحة المعالم لحل الأزمة اليمنية، تراعي أمن وسيادة دول الجوار.
وأضاف كيري، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بمدينة جدة، أن وقف هجمات الحوثيين على الحدود السعودية أولوية في المقاربة الجديدة.
وقال بأن الاتفاق النهائي بشأن اليمن يتضمن حكومة وحدة وطنية وسحب الحوثيين قواتهم من صنعاء وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث.
واستطرد كيري: "مقترح بمشاركة الحوثيين سيكون المفتاح للحل السلمي"، مضيفا: "تفاؤلنا يعتمد على موقف الحوثيين وداعميهم في المنطقة تجاه الحل السلمي".
وأوضح بأنه تم التأكيد على أن الحرب في اليمن يجب أن تنتهي بأسرع وقت ممكن على نحو يحمي سيادة السعودية.
وأشار، إلى أنه جرى خلال اجتماع جدة، بحث منهج جديد لإعادة المفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية في مسارين أمني وسياسي.
وأضاف جون كيري: "نساعد الشعب اليمني على تبني دستور جديد وانتخابات جديدة والنهوض بالاقتصاد"، مستطردا: "سنعمل على أن يحصل الشعب اليمني على كل الحقوق التي يستحقها".
وأشار إلى أن السعودية ملتزمة بالتحقيق في تقارير عن حوادث دامية بسبب الغارات في اليمن، لافتا إلى أن الولايات المتحدة ودول الخليج يدعمون جهود الأمين العام للأمم المتحدة لوقف الحرب في اليمن.
وقال الوزير الأمريكي، إن الحوثيون غيروا رأيهم في اللحظة الأخيرة بشأن التوقيع على اتفاق لوقف الحرب في اليمن، مجددا التأكيد على دعم الجهود الأممية لاستئناف عاجل للمفاوضات اليمنية.