أمريكا وروسيا تفشلان والسوريون يدفعون الثمن

الحدث الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:٥١ ص
أمريكا وروسيا تفشلان والسوريون يدفعون الثمن

جنيف – عواصم – ش – وكالات

فشلت الولايات المتحدة وروسيا في التوصل لاتفاق بشأن التعاون العسكري ووقف العمليات القتالية في سوريا ولكنهما قالتا إن أمامها قضايا قليلة"محدودة" يتعين حلها قبل إمكان الإعلان عن التوصل لاتفاق.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات متقطعة استمرت أكثر من تسع ساعات في جنيف إن فريقين من الجانبين سيحاولان بحث التفاصيل النهائية في الأيام المقبلة في جنيف.
وقال كيري إن الجانبين "حققا وضوحا بشأن الطريق إلى الأمام" وإن معظم الخطوات نحو تجديد هدنة وخطة إنسانية تم التوصل إليهما في فبراير شباط استُكملت خلال المحادثات.
وأضاف"لا نريد اتفاقا من أجل الاتفاق. نريد إنجاز شيء فعال يفيد الشعب السوري ويجعل المنطقة أكثر استقرارا وأمنا ويأتي بنا إلى الطاولة هنا في جنيف لإيجاد حل سياسي."

وتعقدت المحادثات جزئيا بسبب هجوم كبير في الجزء الجنوبي من مدينة حلب المقسمة بقيادة بعض من جماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة التي تختلط مع الجماعة التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا والتي تشارك أيضا في القتال ضد الرئيس بشار الأسد.
وتتركز هذه المحادثات الفنية بشكل أساسي على كيفية فصل جماعات المعارضة عن المتشددين. وقال لافروف لا بد من تحديد الجماعات التي تمثل جزءا من اتفاق وقف العمليات القتالية "بشكل قاطع."

هدنة حقيقية
وقال كيري "لقد استكملنا الغالبية العظمى من تلك المباحثات الفنية التي ركزت بشكل أساسي على جعل هذه الهدنة حقيقة وتحسين المساعدات الإنسانية ومن ثم جعل الأطراف تجلس على الطاولة حتى نستطيع أن نجري مفاوضات جادة بشأن كيفية إنهاء هذه الحرب."
وقال كل من كيري ولافروف إن هناك بضع مسائل لا بد من الانتهاء منها قبل إمكان التوصل لاتفاق وحذرا من إمكان انهيار الاتفاق ما لم يتم سريان "فترة تهدئة" قبل إمكان تنفيذه .
وقال كيري "لدينا بضع مسائل محدودة يتعين حلها . وفي الأيام المقبلة سيلتقي خبراؤنا هنا في جنيف للانتهاء من القضايا الفنية البسيطة المتبقية وللتحرك قدما للأمم لاتخاذ خطوات لبناء الثقة للتغلب على انعدام الثقة بشكل عميق بين كل الأطراف .
ويعتقد كيري إن هذه الخطة هي أفضل فرصة للحد من القتال الذي دفع بآلاف السوريين إلى الذهاب إلى المنفى في أوروبا وحال دون وصول مساعدات إنسانية إلى عشرات الآلاف الآخرين.
وقال كيري"هذه الهدنة لا بد من إصلاحها إذا كانت ستحقق تقليص العنف الذي يريده الشعب السوري ويستحقه ويفتح فرصة لنا كي نكون قادرين على الجلوس على الطاولة هنا في جنيف وإجراء مفاوضات حقيقية بشأن المستقبل والتوصل لحل سياسي لتحدي سوريا."
وجاءت المحادثات في الوقت الذي سلمت فيه جماعات المعارضة بشكل فعلي ضاحية داريا بدمشق للحكومة بعد حصار صارم استمر أربع سنوات.
وقال كيري إن النظام السوري "فرض استسلام"داريا في تناقض مع اتفاق فبراير شباط لوقف العمليات القتالية ولكن لافروف قال إن هذا الاتفاق المحلي "مثال"لا بد من "تكراره."
وبدأ السكان والمقاتلون في داريا في مغادرة المنطقة المحاصرة منذ 2012 وأبدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلقها على سلامتهم.

مأساة حلب
من جهتها أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، الحاجة الماسة لوقف القتال مؤقتاً لأسباب إنسانية فى مدينة حلب (شمال سوريا)، منبهة أن أكثر من 100 ألف طفل ما زالوا عالقين فى المناطق الشرقية للمدينة منذ بداية شهر يوليو الماضى .
وقال المدير التنفيذى لليونيسف، أنتونى ليك - فى بيان صحفى وزعه المكتب الإقليمى للمنظمة ومقره عمان - "إن اليوم يوم آخر حزين ومحفوف بالمخاطر لأطفال سوريا، وخصوصاً أولئك الذين يعيشون فى حلب"، وتابع: "كل الأطفال هناك - وكل المتضررين - بحاجة لوقف مؤقت للقتال فى حلب".
وأشار ليك، إلى "أن كل ثانية من كل دقيقة لها أهميتها عندما يتعلق الأمر بحماية وإنقاذ حياة طفل من الأطفال"، مشددا على أن اليونيسف تبقى دائماً على استعداد لتوفير الدعم الإنسانى العاجل، من دواء ولقاحات ومكملات غذائية طبيعية، وتابع: "ونبقى على استعداد تام لمساندة تقييم وإصلاح منشآت الكهرباء والمياه الأساسية لتزويد سكان حلب بمياه صالحة للشرب".
وأوضح ليك، أن "أكثر من 100 ألف طفل ما زالوا عالقين فى المناطق الشرقية للمدينة منذ بداية شهر يوليو، كما إن أكثر من 35 ألف نسمة تم تهجيرهم فى المناطق الغربية من المدينة"، موضحا أنه "لا يجوز أن يعيش أطفال حلب فى خوف دائم من الهجمات التى جعلت من حلب واحدة من أخطر المدن فى العالم".
وأختتم بالقول "لكى نتمكن من إنقاذ الأرواح وإبقاء الأمل حياً، هنالك حاجة ماسة لوقف القتال مؤقتاً لأسباب إنسانية، ولوقف لإطلاق النار، والقدرة على إيصال المساعدات بشكل دائم
في جبهة ساخنة اخرى وصلت أول دفعة من المدنيين ومسلحى المعارضة السورية إلى مدينة إدلب، بعد إجلائهم من داريا فى ريف دمشق، حسبما أفادت مصادر لقناة "سكاى نيوز" الإخبارية.
وفى المجمل سيتم إجلاء نحو 5 آلاف مدنى وحوالى 700 مقاتل من البلدة على دفعات، ووصلت الدفعة الأولى إلى إدلب، معقل مسلحى المعارضة فى شمال غربى سوريا.
وفى وقت سابق قالت مصادر إعلامية أن المقاتلين المتوجهين إلى إدلب، منضوون تحت لواء الجيش السورى الحر.
وشكلت مأساة المدنيين فى داريا والمناطق المحاصرة الأخرى، مصدر قلق منذ فترة طويلة للأمم المتحدة التى نددت باستخدام طرفى الصراع التجويع كسلاح.
وقالت الأمم المتحدة أن شحنة واحدة فقط من المساعدات وصلت إلى داريا، منذ أن حاصرت قوات الجيش السورى البلدة فى 2012.
لكن الطرفين لم يستشيرا الأمم المتحدة بشأن خطة الإجلاء من داريا، وعبر المبعوث الدولى إلى سوريا ستافان دى ميستورا ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبرين، عن قلقهما العميق بشأن الخطة، وقالا أن "إجلاء المدنيين يجب ألا يتم إلا بعد ضمان سلامتهم وبشكل طوعى".

.......
تركيا ترسل المزيد من الدبابات الى شمال سوريا
كركميش (تركيا) - أ ف ب ارسلت تركيا امس السبت ست دبابات اضافية الى سوريا في الوقت الذي يواصل فيه معارضون مدعومون من انقرة ازالة الغام مدينة جرابلس التي تمت استعادتها من تنظيم داعش ة، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وشن الجيش التركي الاربعاء عملية "درع الفرات" داخل الاراضي السورية بهدف طرد مليشيات التنظيم من المنطقة ووقف تقدم المجموعات المسلحة الكردية السورية التي تسعى الى اقامة شريط حدودي.
ودخلت الدبابات الست الاراضي السورية صباح امس السبت، بحسب مصور فرانس برس في قرية كركميش على الحدود التركية.
وبحسب صحيفة حرييت فان تركيا بات لديها 50 دبابة و380 جنديا في سوريا بعد ثلاثة ايام من انطلاق العملية.
وقال المصور انه سمع دوي انفجارات متقطعة حين كان معارضون سوريون موالون لتركيا يعملون على ابطال مفعول عبوات ناسفة زرعها مسلحو التنظيم المتطرف قبل انسحابهم من جرابلس.
واكدت وكالة انباء الاناضول شبه الحكومية ان المسلحين السوريين يدمرون متفجرات مشيرة الى ابطال مفعول 20 عبوة في يوم الجمعة فقط.
واكدت السلطات التركية ان هجومها يستهدف ايضا منع تقدم قوات وحدات حماية الشعب الكردي شرقي الفرات.
وقصفت المدفعية التركية الخميس مواقع لهذه الوحدات الكردية السورية في شمال سوريا بعد ان لاحظت اجهزة استخبارتها ان هذه القوات الكردية السورية تتقدم ميدانيا رغم وعد واشنطن بانها ستتراجع.
ولم يسجل اي نشاط تركي ضد المسلحين الاكراد منذ ذلك اليوم.
وبحسب حرييت فان القوات المسلحة التركية تلقت اوامر ب "الضرب الفوري" في حال تحرك وحدات حماية الشعب الكردي باتجاه جرابلس.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي اهم المجموعات المسلحة الكردية في سوريا، وجناحها العسكري منظمتين "ارهابيتين" تسعيان الى اقامة منطقة حكم ذاتي كردية في سوريا.