طيران الشرطة: أشعة الليزر تهدد سلامة الرحلات الجوية

بلادنا الأحد ٢٨/أغسطس/٢٠١٦ ٠٣:٢٥ ص
طيران الشرطة: أشعة الليزر تهدد سلامة الرحلات الجوية

مسقط -
قال مدير عام طيران الشرطة العميد مهندس عادل بن أحمد اللواتي إن إطلاق شعاع الليزر باتجاه الطائرات عند الإقلاع أو الهبوط أو حتى عند التحليق على علو منخفض يُعد مصدر خطر وقد تسبب في تعطيل بعض رحلات الطيران.

وأشار إلى أن هناك تحذيرات تصدر بين فترة وأخرى من جمعيات الطيارين العالمية عن مخاطر توجيه أشعة الليزر على الطائرات أثناء تحليقها في الجو وما يمكن أن تسببه من ضرر في خاصية الرؤية لدى طاقم الطائرة وتهديد لسلامة الرحلات الجوية.
وأكد مدير عام طيران الشرطة أنه تم تسجيل حالات، على مستوى العالم، لتعرض طائرات لأشعة الليزر نَجم عنها إصابة طاقم قمرة القيادة في بعض الطائرات باضطراب في العين، ما اضطر إلى عودة الطائرات إلى مدرج انطلاقها الأصلي بعد لحظات من الإقلاع، مشيراً إلى أن أشعة الليزر قد تســبب معاناة ومشاكل صحية كالعمى المؤقت حيث إن شعاع الليزر الذي يصوب باتجاه زجاج الطائرة تزداد دائرة اتساعه المنعكس داخل قمرة القيادة تبعاً لبُعد مسافة مصدره، بمعنى أنه يمكن أن تضيء قمرة القيادة بأكملها كوميض (الفلاش) لآلة التصوير عند التواجد في السيارة ليلاً، فكلما انتقلت حزمة الشعاع لمســافة أطول انتشرت وامتدت أكثر ليتسع سطوعها لبضــعة أقدام عند ارتفاع (500) قدم.
ويؤكد عدد من خبراء وأطباء العيون واستشاريي جراحة العيون التأثيرات السلبية والخطيرة على أنسجة الجلد والعين والتي قد تتركها أشعة الليزر بالذات حين توجيهها مباشرة للعين والذي قد يُسبب تلفاً في شبكية العين، ومضاعفات أخرى أبرزها الصداع وعدم وضوح الرؤية والعمى المؤقت أو التلف التام لخلايا الشبكية، ما ينتج عنه فقدان كلي للبصر، وإصابة مركز الإبصار بالعمى المستمر، تبعاً لمدة التعريض واقتراب مصدر الزوايا أو بشكل عمودي تجاه البؤبؤ وهي فترة كافية لإحداث العمى المستمر.
وعن أكثر الفئات استخداماً لأجهزة الليزر قال مدير عام طيران الشرطة إنه يشيع استخدام الأدوات والأجهزة التي تطلق أشعة الليزر بين الأطفال والشباب كألعاب تسلية، وهناك فئات أخرى كالمراهقين والعابثين والمتنزهين، ويتم استخدامها بشكل خاطئ لعدة أسباب أهمها الجهل بمخاطر هذه الأشعة حين تصويبها على قمرة قيادة الطائرات، واستخدام هذه الأجهزة كألعاب مسلية، وعدم مراقبة أولياء الأمور لأبنائهم.

إجراءات وعقوبات

وحول الإجراءات التي تتخذها شرطة عمان السلطانية للحد من هذا السلوك قال العميد مهندس اللواتي إن شرطة عمان السلطانية تقوم برصد وتقييم السلوكيات والأنشطة ذات الطابع السلبي، وقد تم ضبط عدد من مرتكبي هذا الفعل وأكثرهم من صغار السن قاموا بتسليط أشعة الليزر على الطائرات، وتم التحقيق معهم وأخذ التعهد منهم بعدم التكرار وإلا ستتخذ الإجراءات القانونية ضدهم نظراً لخطورة الفعل الخاطئ وعواقبه غير المحمودة، وقد أظهر أولياء أمور هذه الفئات العمرية اعتذارا شديداً ووعدوا بعدم تكرار أبنائهم لمثل تلك الأفعال واستشعارهم لخطورتها.
أما فيما يتعلق بالعقوبات القانونية تجاه هذا السلوك، فقال إنه بالرجوع إلى قانون الجزاء العماني في الباب السابع في الجرائم التي تشكل خطراً عاماً، في الاعتداء على الطرق النقل والمواصلات والمنشآت الأخرى نجد أن المادة (275) تنص على أنه يعاقب بالسجن من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات وبغرامة من عشرة ريالات إلى خمسمائة ريال عماني كل من أقدم قصدا على إحداث تخريب في الطرق العامة أو المنشآت العامة الأخرى بصورة تجعلها غير صالحة للاستعمال أو تجعلها خطراً على السلامة.
ويتناول هذا العقاب أيضاً التخريب الواقع على آلات الإشارة المعدة لإرشاد السفن أو الطائرات وغيرها من وسائل النقل، وكل استعمال لإشارات مغلوطة أو لأي وسيلة أخرى بقصد إلحاق الضرر بوسائل النقل. كما جاء في المادة (276) أنه إذا نجم عن الاعتداء ضرر جسيم لإنسان أو لوسائل النقل فيعاقب الفاعل بالسجن من ثلاث سنوات إلى خمس عشرة سنة، ويعاقب الفاعل بالإعدام إذا تسبب الاعتداء في وفاة إنسان.
وفي ختام حديثه قال العميد مهندس اللواتي إن دور أولياء الأمور والمدرسة والمجتمع هو جهد مطلوب وأساسي ومحوري للقضاء على الأسباب والعوامل لمثل هذا السلوك الخاطئ، فهي الكيانات التي ترتقي بالشباب والأجيال إلى الوعي واليقظة والإدراك وتحصيل العلم والمعرفة المشروعة لديهم.